زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة – خاص - نجح العالم النمساوي فليكس في تحقيق ثلاثة أرقام علمية قياسية بعد نجاحه في قفزة القرن. القفزة التي أعد لها العالم منذ خمس سنوات لم يدخر خلالها جهدا في سبيل تحقيقهاو حلمة العلمي.
فيليكس الذي وصل يوم الأحد الماضي 14 اكتوبر 2012 إلى مسافة تقدر بـ39 كم أي ما يقارب ما يقرب من 127 ألف قدم فوق سطح الأرض - أعلى ثلاثة مرات من ذاك الذي تحلق فيه الطائرات - في رقم قياسي جديد قبل أن يقفز من الكبسولة الفضائية التي حملته وأحلامة إلى حدود السماء.
الرجل تمكن من كسر عدد من النظريات العلمية كان يعتقد سابقا أنها من المسلمات التي لا تخضع للشك، كما نجح في شد أنظار العالم اليه وهو يفتح بابا جديدا من أبواب العالم الحديث، بسرعة سقوط تخطت حاجز الصوت ووصلت إلى 1,110 كلم في الساعة ليحط بنجاح على سطح الأرض خلال 10 دقائق فقط.
نجاح الرجل مكنه من تحقيق أرقام علمية جديدة من حيث أطول وأعلى واجرأ وأسرع قفزة فى التاريخ البشرى متخطياً بذلك حاجز الغلاف الجوى وحاجز الصوت ،أضافة إلى القواعد الفزئيائية، بجسده وعقله دون الإعتماد على المحركات.
هل قلت عالم، نعم عالم، لكنه حتما ليس بمغامر لان الكلمة هنا لا تعطيه حقه، وأن أردنا صياغتها فإنه من الممكن إطلاق لقب عالم مغامر، عالم دعم من قبل شعبه وحضارته، التي لا تفكر الا في العلم لانه طريقا لإستمرارية نجاحها وقوتها.
الا يدعونا هذا الأمر إلى الحسرة والشعور بالذنب، الا يجعلنا إعلامنا أغبياء نتعاطى حقنا من الجهل ونحن نتابع شاشاتنا الفضائية دون أن نعي إعجاز الحدث، الا يدعونا إعلامنا إلى التحسر والبكاء على حالنا عندما يطلق على مثل هذا الرجل لقب (مغامر) لكنه يستحي أن يقول لنا : إن الرجل عالم يطرق الأبواب من أجل الحصول على النتائج تسهم في سعادة البشرية وتقدمها.
بالمقابل ذلك، وفي نفس اليوم، الذي شدت به أنظار العالم بإتجاه قفزة القرن، حضنت مدينة رام الله الفلسطينية مسابقة لإعداد أكبر سدر مفتول في العالم، بهدف دخول موسوعة جينس للأرقام القياسية بإعتبار ذلك حدثا عالميا يستحق المتابعة !
حسرتي ! عجبي، على أمة ضحكت من جهلها الأمم !
الفرق بين القفزة والطبخة هو كما النقطة الفارقة بين العرب والغرب بين العلم والجهل، هو عين الفرق بين مؤسساتنا وجامعاتنا الساقطة والتي لا مكان لها في ترتيب أهم 500 جامعة عالمية، لأنها أقرب إلى مدارس منها إلى الجامعات، هو الفرق بين الطلقة التي يصرف عليها من موازنات دولنا العربية أكثر عشرات المرات مما يصرف على البحث العلمي الذي لم يتخطى إنحدار 2% في حين تتقدم علينا اسرائيل بما يقارب من 8% .
بعد هذا يطل علينا محمود عباس وفياض ليقولا للشعب: إن حزينة عصابة منظمة التخريب الفلسطينية خاويه على عروشها، لان أموالها ذهبت إلى اناس ارادوا رفع راية القضية الفلسطينية الكبرى من خلال إعداد أكبر طبق مفتول في العالم، نعم أكبر سدر مفتول، فتل الأفكار والجيوب والعقول وكل أجهزة الدولة ومؤوسساتها من أجل الفوز بهذا اللقب، لمنافسة الرقم العلمي للعالم النمساوي وقفزة القرن !
أمان ربي أمان، أو نلوم اسرائيل وعصابتها على إحتلال ارضنا، أو مازلتم تسألون لما لا يستجيب الله لدعواتكم، أمازلتم تاملون في تحرير ارضكم المحتله.
في الحقيقة أشك في ذلك. فقط لأن التفكير انتقل من تربة التحرير والمقاومة إلى الأفواة والعقول الفارغة.
لذا، لن نستطيع التغيير، لن نقوى على إسترداد ما سلب الا إن حررت النفس العربية من جيوش الجهل التي تحيط بها !
ختاما: شكرا لك أيها العالم الجليل فليكس، فقد أسهمت دون أن تعلم في تأكيد جهل أمتنا، فهل أسهمت في ايقاضها من سباتها قبل أن تضحمل حيث لا ينفع قول قائلا : ولات حين مناص ! هنا، من المؤكد أن حكوماتنا ستعمل على إعداد اكبر سدر منسف في التاريخ لإستقبال فليكس .
سدر مفتول يا مفتريين !
خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com