زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة – خاص – رحيل الحكومات ومقدمها أضحى كما الفصول الأربعة، يأت الشتاء ليرث الصيف، يجئ الربيع ليحل مكان الشتاء، تختلف الفصول بإختلاف أعمارها، وأجواءها، وتقلباتها.
هذا ينطبق على (أغلب) رؤساء الوزراء الذين يتعاقبون على الدوار الرابع، حيث يتحول يتنقل هؤلاء من حضن المعارضة إلى الموالاة، او من الموالاة الى المعارضة، بين ليلة وضحاها، منتكرين لتاريخهم وتصريحاتهم مع أنها مسجلة ومكتوبة ومعروفة، لا يمكن محوها أو نسيانها، فالشعب الأردني شعب حي واعي، من الإستحالة بمكان الضحك على ذقنه، حتى إن إعتقد البعض بغير ذلك.
مع هذا لنتفاءل، بكل قادم جديد.
الأتفاقات والتفاهمات الكبرى في العادة لا تكتب، تبقى سرية، لذا دعونا نتامل خيرا ونتفاءل، بمقدم الرئيس الجديد على الرغم من التصريحات التي أطلقها، كأنها رصاصات انقلابية على كل ما سبق، لتنهي حياة كل ما لحق.
هذا يدعونا الى توجية نصيحة بلجميع، (قد يكون) الرئيس الجديد يمتلك المقدرة على اجتراح (بعض) الحلول، المتفق عليها (مسبقا) لكنه لن يستطيع مهما كانت قوته، حل مشاكل البلد المتراكمه منذ عشرات السنين.
التوجه يتطلب السير بسرية تامة، سرية تمنعه من الإعلان، حتى لا يثير حساسية (البعض) المحافظ القريب من مطبخ القرار، تسهم بشكل كبير في استعادة ثقة المواطن، وبناء جسورا جديدة للثقة بالنظام، الذي تجرع كؤوسا من القهر واليأس بيد الحكومات، وعنجهية رؤوسائها، هذا ظهر واضحا مثلا عندما قال النسور أنه يمتك الولاية العامة.
كما يمكن للنسور القيام بإجراء العديد من التفاهمات والإتفاقات مع كافة مكونات المجتمع الأردني، دون الإكتفاء فقط بالتيار الإسلامي.
فهذا الاخير يمثل تيارا واحد من تيارات عدة، لذا لا يتوجب تميزه عن الاخرين كما فعل سابقية، فمن غير المعقول أن تخطى الحكومة الخطأ نفسه مرتين، وأن تتجرع طعم الفشل مرتين، بحجة أنه التنظيم الأكبر والوسع والأقدر على تهدئة الرأي العام الأردني، ومنع حراكه، وكبح جماحها.
مع أن الحركات الإصلاحية هي من تقود الرأي والإسلاميين جزء منها لا يمكن إنكاره، ولو أن هناك جهة مختصة محترمة لقياس الرأي لوجدت أن الحراك يقوم على كاهل أبناء البلد غير المنتمين إلى التنظيمات السياسية بشتى تفصيلاتها، لكن هيهات آن لنا ذلك، في ظل غياب مركز دراسات الجامعة الأردنية مثلا .
عبد الله النسور، يعي خطورة المرحلة وقتامتها، لذا لابد أن يكون أكثر حرصا ورغبة في إنتاج الفرق في قيادته للمرحله، الفرق لا يكون بإنتاج الأزمات مباشرة من خلال التصريح المباشر، ضد كل قرار سابق لا يتفق مع ثوبه الجديد، وكرسية الأثير، وشخصيته الجديدة !
ليس مطلوبا من الرئيس اجتراح المعجزات، بل مطلوب منه أن يسير وفق محاور محدده، لا تبنى على قرارات مسبقه لكل خطوة يخطوها، ليس مطلوبا من الرئيس أن يغير من الإستراتجية العليا للدولة، بقدر ما هو مطالب بتغيير محاورها لتدعيمها.
ختاما : يمكن للرئيس أن يجالس الجميع، أن يسمع ويستمع للجميع بإعتبارهم شركاء، بالفرح والحزن، بالحاضر والمستقبل، يمكن للرئيس أن يجالسهم ليتفق ويتفاهم معهم حول مصير الدولة التي هي ملك للجميع، حتى وان كانت اتفاقيات وتفاهمات وطنية غير مكتوبه أو غير معلن عنها.
نتمنى لدولة الرئيس التوفيق، كما نتمنى أن يطرب الشعب لقراراتكم القادمة، كما طرب لخطاباتكم الرنانة السابقا، لكن لتتذكر أن الشعب مل الصبر والإنتظار والأعذار.
أتمنى أن لا يأتي اليوم على رئيس الحكومة عبد الله النسور، في حال حاد عن الدرب الشعبي الذي عرف به، ليتطابق مع قول الشاعر:
صلى المصلي لأمر كان يطلبه...ولما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما
خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com