زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - طلب رئيس الوزراء الأردني الجديد الدكتور عبدلله النسور قبل أسبوعين وعلى هامش جلسة حوار سياسية خاصة من (القدس العربي) والصحافة الحرة تغطية منصفة لآراء وإتجاهات رجل الدولة والرموز التي لا تمرر الأشياء كما هي من باب العدالة والإنصاف في النشر.
وخاضت (القدس العربي) في حوار ساخن إلى حد كبير مع النسور تخلله نقاشات ثنائية مباشرة على طاولة حوار في الصالون السياسي لوزير التعليم العالي الأسبق الدكتور أمين محمود.
وقتها لم يكن النسور مرشحا لرئاسة الوزراء ولا مطروحا لخلافة فايز الطراونة في الحكم, الأمر الذي جعل النقاش حيويا وحادا في بعض الأحيان إثر مداخلة تقدمت بها القدس العربي آنذاك ردا على مداخلة لوزير الأسبق رجائي المعشر حول ضعف ثقة الرأي العام برموز الدولة من الحرس القديم الذين يعيقون الإصلاح.
الحوار حصل على مائدة الوزير الأسبق أمين محمود وبحضور نحو 20 سياسيا وأكاديما بارزا حضروا لمشاركة رئيس الهيئة المستقلة لإدارة الإنتخابات عبد الإله الخطيب في (عصف ذهني) يتعلق بالإنتخابات والأزمة الوطنية الراهنة.
ونظم هذا اللقاء يوم الأربعاء قبل الماضي بصورة محددة ودعيت له القدس العربي بصفة مباشرة فيما طلب النسور أمام الحضور تسليط الضوء على موقفه الذي يتضمن الخطوط العريضة.
وزادت حدة الحوار مع النسور حرارة بعدما تقدمت (القدس العربي) بمداخلة عكست فيها إنطباعات الشارع الأردني الذي يرى ببعض الشخصيات المخضرمة والتي سبق أن حكمت جزء من الأزمة التي تعيشها البلاد حاليا.
إستخلاص القدس العربي الذي ازعج النسور آنذاك تمثل في الإشارة إلى أن الحل للمشكلات الوطنية لن يكون مطلوبا من النخب الحالية أو القديمة التي يعتبرها الشعب سببا في الإشكال والأزمة أصلا.
وعلى ضوء هذا الكلام وجه مراسل (القدس العربي) ملاحظة مباشرة لنخبة من الوزراء السابقين الموجودين في الجلسة وبينهم النسور ورجائي المعشر وحتى المضيف أمين محمود تقول بأنهم جزء من السياسات الخاطئة التي أدت للأزمة التي تعيشها البلاد حاليا برأي الكثيرين.
ما أزعج النسور ودفعه للإدلاء بخطبة ساخنة على شكل (جردة حساب) هو الملاحظة التي تتعلق بميل بعض كبار السياسيين الكلاسيكيين لتخويف رأس النظام من الإصلاح على أساس أنه يضع البلاد في أحضان الإسلاميين والفلسطيينين.
هنا حصريا طلب النسور الحديث ووجه خطابه مباشرة للقدس العربي قائلا بالحرف: أنا شغوف بصحيفتكم ولا يبدأ يومي قبل الإطلاع على ما تنشره وأعلم أنكم تفردون مساحة معقولة لتغطية الحدث الأردني وأنكم تحدثتم عن مواقفي ومواقف غيري في أخباركم لكن دعوني أقول بأن أصحاب الأراء الحرة والجريئة وفي بعض الأحيان المخالفة للإتجاهات العامة داخل قبة البرلمان لا تلقى الإهتمام الكافي من الصحافة الجادة.
هنا حصريا بدأ الرجل يتحدث عن التفاصيل فقد أعاد التذكير بموقفه العلني المعارض لقانون الصوت الواحد والمؤيد للعودة لصياغة قانون إنتخاب 1989 وإشتكى من أن الصحافة لا تمنح أصحاب الرأي الجريء المساحة التي يستحقونها من التغطية.
ومن أهم ما إستذكره النسور في السياق ضرورة التفريق بين من يطلق عليهم جزافا إسم الحرس القديم وبين أصحاب الرأي من رجال الدولة النزيهين طالبا من الجيل الشباب أن لا يظلم في التصنيف الجيل القديم جزافا ثم خاطب مراسل (القدس العربي) قائلا: مهنيتكم تتطلب مساندة من يقول الحق .
وفي غمرة الحديث تحدث النسور عن كيفية حجبة للثقة عن أربع حكومات مشيرا لإنه ليس جميع رجال الدولة السابقين وهو منهم من (البصيمة) الذين لا رأي لهم أو يقبلون السياسات الخاطئة.
لاحقا إستعرض النسور موقفه الموثق – كما قال- ضد الثقة ببعض الحكومات وقانون الصوت الواحد والفساد وضد بعض الموازنات المالية مطالبا المنصفين العودة لسجلات البرلمان للتوثق من هذا.
وإعتبر نفسه في خندق الوطن والناس والشعب وقال أنه لم يكن يوما من الذين يترددون في قول رأيهم لصاحب القرار ورأس النظام وبجرأة وبمسئولية وأنه ليس من هؤلاء الذين لا يؤمنون بحق الناس في التعبير وحريات الإعلام وأنه يؤمن بمنهجية المواطنة وليس من الذين يخيفون النظام من الوطن البديل لأغراض في نفسهم ملمحا لإنه دفع في الماضي عدة مرات ثمن موقفه هذا.
وطلب موجها كلامه عبر القدس العربي أن لا يقسو الشباب على جيل السياسيين الكبار مؤكدا: تصرفنا دوما بمنتهى المسئولية في خدمة الوطن والشعب ونمتن عندما نسمع شبان غيورين على الأردن وعلى القيادة الأردنية.
القدس العربي