زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - سجل العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني مفاجأة سياسية من الوزن الثقيل الأربعاء عندما إختار أحد أبرز المعارضين تحت قبة البرلمان لقانون الصوت الواحد الإنتخابي رئيسا لحكومة يفترض أن تجري إنتخابات بناء على الصوت الواحد.
ويعتبر قانون الصوت الواحد الإنتخابي سببا وحيدا في الأزمة بين مؤسسة الحكم والتيار الإسلامي والحراك والشارع.
ولم يعرف بعد ما إذا كان إختيار البرلماني والسياسي المخضرم عبدلله النسور أحد أبرز رموز الحرس القديم يؤشر على تنازل مؤسسة الحكم ضمنيا عن قانون الصوت الواحد مقابل معالجة الأزمة مع الإسلاميين والمعارضة أو إذا كان هذا الإختيار قد تم بعد الإتفاق على تجاوز الرأي الشخصي العلني للرئيس الجديد والذي سمعته القدس العربي مباشرة منه مؤخرا.
وسبق للنسور أن أكد للقدس العربي مباشرة في جلسة حوارية قبل نحو عشرة أيام بأنه عارض علنا قانون الصوت الواحد.
والمهم أن النسور وهو برلماني عريق لثلاث دورات ووزير لتسع مرات ونائب رئيس وزراء لثلاث مرات تميز خلال البرلمان الأخير بإظهاره ميلا واضحا (لمناكفة) الإتجاه الرسمي والحكومات التي عينها القصر الملكي خلال عامين من تحت قبة البرلمان.
وحجب النسور الثقة عن ثلاث حكومات إختارها العاهل الأردني, وأدلى بخطابات نارية ضد الفساد وفشل الإدارة وتميز بلغة نقدية مؤشرة طوال ظهوره البرلماني خلال عامين بحيث تميز بانه واحد من أبرز (المناكفين) داخل سلطة التشريع لإتجاهات الحكم الإقتصادية والسياسية والتشريعية .
كما ناكف النسور الذي بقي بعيدا عن واجهة الحكم حتى عام 2010 الخط الليبرالي في الإدارة الإقتصادية.
ولم يعرف بعد ما إذا كانت هذه العناصر أساسية في إختيار شخصية تتميز بالدهاء السياسي من طراز النسور وفقا للمحلل الصحفي ناصبر قمش فالنسور أحد قادة منطقة البلقاء وسط البلاد وأحد المخضرمين جدا في الإدار الحكومية والذي أدار في الوقت نفسه جمعية الصداقة الأردنية – الأمريكية .
وكان الرجل الثاني في جماعة الأخوان المسلمين الشيخ زكي بني إرشيد قد قال لـ(القدس العربي) بأن شخصية رئيس الوزراء المقبل والذي كلف رسميا اليوم ستحدد ما إذا كانت مؤسسة الحكم تسعى للمصالحة ومعالجة الأزمة الوطنية التي تسيطر على الإيقاع العام.
وقالت مصادر مقربة من القصر الملكي للقدس العربي أن النسور سيترأس آخر حكومة إنتقالية في تاريخ الأردن المعاصر مشيرة لإن الملك إختار شخصية تتميز بخبرات إدارية كبيرة وسبق لها ان تقلدت عدة مواقع شعبية وحكومية.
ويفترض ان تتشكل في الأردن بعد الإنتخابات المقبلة حكومة أغلبية برلمانية بمعنى أن حكومة النسور قد تكون الوزارة الأخيرة التي تشكل وفقا لآليات الإختيار القديمة .
وخبرات النسور السياسية عريضة جدا وهو حسب مقربين منه {مراوغ} سياسي من الطراز الرفيع وسبق ان كان وزيرا للخارجية والتخطيط والإعلام والتربية والتعليم ويعتبر من أعمدة المؤسسة البيروقراطية.
ويعتقد بان لديه قدرة على تحقيق (إخترااقات) مع الإسلاميين إذا ما أتيحت له الفرصة وحظي بضوء أخضر مسبق.
ولم تعرف بعد الصفقة التي قفزت بالنسور احد رموز الحرس القديم (المنسيين) في عهد الملك عبدلله الثاني إلى واجهة الأحداث في وقت حرج وحساس لكن الرجل متعدد المواهب السياسية بكل الأحوال وخبير في العمل الدبلوماسي ويجيد وفقا لأنصاره مهارات التفاوض.
وأبلغ ويزر سابق مقرب جدا من النسور أن علاقته بالإسلاميين تتميز بالإتصال الدافيء ولا تنطوي على عداء علني على الأقل لكنه من داعمي تحجيمهم سياسيا خلف الكواليس ويترأس مجلس أمناء جامعة ينملكها رجل أعمال بارز يعتبر من أكثر الشخصيات قربا من قيادات الحركة الإسلامية وتأثيرا بهم.
القدس العربي