بينما تتعامل الحكومة مع تداعيات الاحتجاجات الداخلية ومن مختلف المكونات السياسية بطريقة حذره جدا وعلى الرغم من وقوف الحراك عند نهاية اقرب الى المغلقة في اسلوب التعامل مع السياسات والاجراءات والقوانيين والتي كان قانون المطبوعات والنشر المعضلة في الجلوس على طاولة الحوار .
الاخوان المسلميين والمطالبة بالاصلاح
لعل الاخوان لوحوا بمقاطعة الانتخابات وذلك وبحسب قول احد كبار المسوؤليين لديهم ان تعليل ذلك هو عدم جدية الحكومة بالاصلاح وعدم اتخاذ خطوات جريئة قوية تسجل للحكومة بالسرعة بالاصلاح الحقيقي والذي كان ذلك احد اسباب اقالة حكومة دولة القاضي الدولي عون الخصاونة .
الا ان الحكومة طالبت الاخوان بالمشاركة في عملية الاصلاح وذلك من خلال دخول الطاولة السياسية بالمشاركة الفاعلة في الانتخابات ودخول السلطة التشريعية وسن القوانيين التي من شأنها الاصلاح على حد تعبيرها , وبالجهة المقابلة رفض الاخوان هذا الاقتراح معللاً ذلك بعدم شفافية الانتخابات وبذلك نكون قد وصلنا الى مفترق طرق جديد نحن بغنى عنه على الاقل في هذة المرحلة المشحونة بالتوتر .
لعل حزب الاخوان ليس بالحزب الوحيد في الاردن ولا حتى المنظومة الوحيدة المعنية بقاضايا الوطن , فالاردن ومنذ نشأت الامارة قد غلب على التعددية والمشاركة وان كنا لم نستثمرها بطريقة تكاد تقودنا الى بر الامان .
الان وبعد اسبوع من حل مجلس الامة وبحسب مواد الدستور الاردني فقد رحلت حكومة فايز الطراونة التي ومن شأنها بما يراه محللين انها زادت من احتقان الشارع ننتظر بعون الله رئيس جديد والذي من شأنه تخفيف حدة التوتر وتجميد جميع مشاعر عدم الثقة بين المواطن الاردني والحكومة لنكون قادرين اجتياز المعضلة السياسية الاقتصادية التي يمر بها الاردن فنحن الان بأمس الحاجة الى شخص يستوعب جميع الاطياف السياسية والحراكات لتكون بناءه قادرة على صقل الاهداف وبلورتها الى حقائق لا شعارات مزيفة بعيدة كل البعد عن المصداقية والجدية في المطالبة بالاصلاح .
واخيرا وليس اخراً اقول الى الرئيس القادم بعد ان اتمنى له كل التوفيق والمقدرة على حل الازمات وتخفيف حدة التوتر ( ان الانسان بطبيعته ينسى من أطعمه ولكن لا ينسى من أساء اليه) !