العرب اليوم - حنين ابو الروس
في بعض الاحيان نشعر ان يدا خفية تعبث بمصيرنا وتقلب فرحنا هما و صحتنا مرضا, نشعر ان في صدورنا غصة بعد رؤية اشخاص معينين,فهل هذه المشاعر عابرة أم هي حسد?, وامام ذلك فقد اثبت العلم وجود الحسد في النفس البشرية وقبل كل هذا ذكره القران الكريم والسنة النبوية الشريفة.
العرب اليوم التقت مجموعة من الناس بين مؤيد ومعارض لوجود الحسد والعين, المقتنعون بوجود الحسد يتساءلون عن الحالات التي تصيب البعض وهي دلالات لا تفسير لها سوى الحسد ولو قلنا بان هذا الامر غير موجود لما وجدت احاديث عن هذا الموضوع ولا وجدت رقية شرعية, ورغم ذلك يجب ان لا يكون الحسد والسحر شماعة نعلق عليها ما يحدث لنا.
في المقابل يرفض البعض وجود الحسد ويعتبرون كل شيء مقدرا ومكتوبا مستشهدين بالحديث النبويولو اجتمعت الانس و الجن على ان يضروك بشيء ما ضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك.
وعن رأي الشريعة الاسلامية في ذلك يقول الدكتور محمد الخطيب استاذ العقيدة في الجامعة الاردنية بان المسلم امر يجب ان يؤمن بوجود الحسد وذلك لان الاية القرانية اثبتت ذلك(ومن شر حاسد اذا حسد) وكذلك الحديث الشريف(العين حق فانها تضع الرجل في القبر والجمل في القدر) وهذا يعني ان الحسد حقيقة ممكن ان تؤدي الى الشر والضر ولذلك امرنا الله بان نستعيذ من شر الحاسدين الذين يريدون الحسد. والحسد خلق سيئ في المجتمعات التي لا تؤمن بان الله قدر كل شيء من ارزاق واولاد وغير ذلك, فالحاسد لو كان مؤمنا بالله وان الرزق والصحة بيد الله لما حسد الاخرين, لذلك امر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم اذا رأى شيئا اعجبه ان يقول (ما شاء الله لا قوة الا بالله) وبهذا يعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم ان ننظر الى الامور من خلال الايمان بالله وقوة الله عز وجل.
اما مسببات الحسد فقد ذكر الخطيب منها قلة الايمان,الفقر,عدم اعطاء المساكين حقهم بالزكاة, لذلك ولكي يتحصن الانسان من الحسد عليه كما يؤكد الخطيب: ان يقول عند الخروج من المنزل: بسم الله ما شاء الله لا قوة الا بالله, فانه لا يضره شيء من الجن والانس حتى يمسي, ويجب ان تنبع قراءة الاذكار من القلب. واذا رأى الانسان احدا في عينيه الحسد فليقرأ عليه سورة الفلق وينفثها في وجهه.
وفي السياق نفسه يقول الدكتور سليمان الدقور من قسم اصول الدين في الجامعة الاردنية: ينبغي ان ندرك مصدر المعلومات حول هذا الامر, هل هو عن طريق الواقع اوالتجربة او العقل فحسب أم من مصدر آخر هو اكبر وادق وهو الوحي.
وتساءل الدقور: هل ورد في خطاب الوحي ما يدل على ذلك? نعم عدة احاديث منها التي تنهى عن الحسد كقول النبي: لا تحاسدوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله اخوانا, كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً, فسلطه على هلكته في الحق, ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها)) وهذا كله يدل على ان الحسد ممنوع بكل انواعه.
واضاف الدقور: على الانسان ان راى شيئا يعجبه:ان يقول بسم الله ما شاء الله (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله لا قوة إلا بالله) حتى يمنع ان يقع في الحسد.
وعن علاقة الحسد بالاصابة بالعين كما هو متعارف عليه اكد الدقور بان الحسد هو مقدمة الاصابة في العين, فالاصابة بالعين لها تأثيرات علمية, ولمحاربتها علينا ان نحسن التربية ونتوكل على الله ونشكره على النعم التي منحنا اياها
لمحاربتها: حسن التربية,التوكل,الشكر.
الدقور اضاف: هناك اشعاعات لها قوة تأثيرية على الانسان فهي تؤثر في برمجة الطاقة في الشخص الاخر, وذلك نتيجة تغلغل الحسد في نفس الحاسد, فالحاسد من الممكن ان يحسد دون علمه, ولذلك امرنا الرسول صلى الله عليه وسلم: اذا اصيب انسان في العين وعرف من اصابه, ان يطلب من الذي اصابه ان يغتسل في الماء, ويؤخذ هذا الماء ويصب على الذي اصيب بالعين من جهة رأسه من الخلف لان هذا الماء يكون قد اكتسب جزءا من هذه الطاقة فيؤثر في تركيب طاقته فتبطل العين, هذه الامور عندنا لا تعلل انما هي امور ثبتت عن الرسول فنأخذها ونصدق بها لكن العلم اثبت مؤخرا صحة ذلك.
