الفاسدون هم المتهمون وهم اولى بأن يحاكموا

تحاول اجهزة الاعلام المسيطر عليها من قبل رموز الفساد دفع دعاة الاصلاح وعلى رأسهم جماعة الاخوان المسلمين الى قفص الاتهام ، وجعلهم يدافعون عن انفسهم كلما قرروا نشاطاً اصلاحياً . وهذه السياسة معروفة ومتبعة ويطلق عليها "افضل طريقة للدفاع هي الهجوم ، لذلك يشن الفاسدون ورعاتهم وعبر وسائلهم الاعلامية المشبوهة والتي باتت معروفة للجميع هجوماً شديداً على دعاة الاصلاح واتهامهم بأنهم ادعياء فتنة وأنهم يريدون الذهاب في البلاد نحو الهاوية وفقدان الامن . وفي كلامهم المبطن تهديداً وتحذيراً ليس فقط لدعاة الاصلاح وإنما لكل مواطن راودته نفسه الانضمام الى مسيرة انقاذ الوطن والتي لم تكن بدايتها يوم الجمعة 5/10/2012م كما لم تكن نهايتها في ذلك اليوم المذكور ، بل سيكون ذلك اليوم علامة مفصلية في تاريخ الاردن ليأخذ الشعب دوره في صناعة الربيع الاردني .
في حقيقة الامر الفاسدون هم المتهمون ، فهم الذين حولوا البلاد الى مزارع يورثونها لأبنائهم فيما يسمى توارث الوزارات الذي اصبح معروفاً جيدا للجميع، وهم الذين قسموا البلد طوائف وأشياع حتى يبقوا متربعين على رأس السلطة الفاسدة فجعلوا ابناء الوطن الواحد شرقيين وغربيين ،عشائر ومخيمات ،واصل اردني واصل فلسطيني ، وشركس وعبابيد ، وجعلوا الثروة والسلطة بيد رموز قليلة من رموز هذه الاقسام لشرائهم . وهم الذين رفعوا مديونية الاردن الى اكثر من عشرين مليار دولار في عشر سنوات صرفوها على عهرهم وفسادهم وحملوها للشعب ضرائب وارتفاع اسعار كل شيء حتى الماء والهواء.
الاخوان المسلمون وشركاؤهم من الاصلاحيين هم الذين يطالبون بالحق . اليس المطالبة بتخفيض الاسعار حق ، وتخفيض الضرائب حق ، ومحاربة الفساد حق ، وتفعيل قانون من اين لك هذا حق ، ووضع نظام سياسي يكون الشعب فيه مصدر السلطات حق ، ووضع نظام اقتصادي يجرم اللصوص الذين جعلوا من ارض الوطن ملكاً خاصاً لهم يبيعون فيه ويشترون كما يحلوا لهم بلا حسيب ولا رقيب حق ، اليس المطالبة بقانون انتخاب يمثل كافة الاردنيين حق ، اليس المطالبة بمعاملة جلالة الملك على انه حاكم انسان يخطيء ويصيب وليس إلهاً ولا نبياً معصوماً حق .
ان المفسدون وأعوانهم هم الذين يطلبون منا ان نقايض حريتنا بالأمن وفي ذلك تهديد منهم انهم سيكونون سبباً في فقدان الامن اذا استمرينا في مطالبتنا بالإصلاح ، وهم الذين اغرقوا البلاد في اتون الفتنة الاقليمية وجعلوا من الجامعات مركزاً للصراع بين عشائرها ، وهم الذين جعلوا ثرواتهم بالمليارات على حساب الشعب المظلوم ،وهم الذين تسببوا برفع الاسعار وفرض الضرائب .
ان الاصلاح الحقيقي للبلاد هو الذي سيحمينا من الوقوع في براثن فتنة صنعها الفاسدون ومازالوا ينفخون في نارها . والإصلاح الحقيقي يأتي على يد رجال صالحون مشهود لهم بالصلاح ، اما الفاسدون فهم لا يستطيعون الاصلاح لان فاقد الشيء لا يعطيه . . وكل اناء ينفخ بالذي فيه . وقال تعالى " ان الله لا يصلح عمل المفسدين" .
فالفاسدون هم المتهمون وهم على الباطل وهم الاولى بأن يوضعوا في قفص الاتهام وهم الاولى بأن يحاكموا.


سالم الخطيب