أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
روسيا مستعدة لبحث مقترحات سلام جدية وزيلينسكي يستعجل الأسلحة البريطانية منتدى الإعلاميين الفلسطينيين يطالب بالتصدي لمسلسل الاستهداف الإسرائيلي مسؤول أميركي: إسرائيل أبلغت بايدن بوضعها خطة لإجلاء سكان رفح رغم أوامر الفض والاعتقالات .. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات الأمريكية والأوروبية - تقرير حماس تشيد بمواقف الحوثيين المناصرة للشعب الفلسطيني مسؤول أميركي: المسار البحري يغطي جزءا صغيرا من الاحتياجات بغزة راصد: 1178 أردنياً ينوون الترشح للانتخابات "التعاون الإسلامي" تدعو دول العالم كافة للمبادرة بالاعتراف بدولة فلسطين مؤسسات حقوقية فلسطينية تدين قصف الاحتلال لمنازل في رفح استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين جراء العدوان المتواصل على غزة جريمة مروعة .. أب يذبح طفلته الصغيرة قلق واسع في إسرائيل إثر قرار تركيا قطع علاقاتها التجارية وفاة شخص إثر حادث غرق بعجلون أولمرت: لن نخرج منتصرين من هذه الحرب والسبب نتنياهو إصابة 4 أشخاص إثر حادث تصادم بين 3 مركبات في لواء البترا قرعة البطولة الآسيوية للشباب لكرة اليد تسحب غدا نشل 3 مصلين عقب صلاة الجمعة بإربد اعتبارا من السبت .. منع دخول مكة المكرمة دون تصريح الحسين إربد يتجاوز الأهلي بثنائية ويتمسك بالصدارة مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي قبيلتي عباد/ المهيرات وبني صخر / الزبن
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة صراع كسر إرادات ولعبة 'بقاء' خطيرة:...

صراع كسر إرادات ولعبة 'بقاء' خطيرة: تهور مؤسسي لإخضاع المعارضة يقابله قلق الأخوان المسلمين من الإنشقاق والرد بإستنساخ ربيع أردني

03-10-2012 01:47 AM

زاد الاردن الاخباري -

بسام البدارين - لا ينذر بخير إطلاقا إتجاه الجدل السياسي في الأردن نحو المناكفة بين الدولة والأخوان المسلمين عبر إستخدام الشارع وعودة موضة المناشير المزورة من قبل نشطاء الحراك والتسريبات المفبركة من قبل صحف الإعلام الرسمي.

ظهر أمس الثلاثاء إستيقظ الأردنيون في سياق التجاذب تحت عنوان مسيرة 'إنقاذ الوطن' على عودة ظواهر إعتقد الجميع أنها أصبحت من الماضي فقد نشرت على نطاق واسع رسالة يفترض أن مدير المخابرات العامة الجنرال فيصل الشوبكي وجهها لقائد قوات الدرك يطالبه فيها بالإستعداد لمسيرة مناهضة لمسيرة الأخوان المسلمين.

الرسالة قيد الإشارة تتضمن الدعوة لإرتداء الدرك الزي المدني إستعداد للتظاهر ضد الأخوان المسلمين والأهم أنها رسالة لا يمكنها أن تكون حقيقية لإنها ببساطة وإختصار تخالف كل أدبيات المخاطبات الرسمية بين الأجهزة الأمنية خلافا لإن جنرالات المؤسسة الأمنية لا يحتاجون أصلا لمراسلات فيما بينهم يمكن أن تسقط في يد أحد المتربصين أو الفضوليين بالإعلام أو المعارضة.

المثير في المسألة أن نشطاء الحراك على صفحات التواصل الإجتماعي سارعوا لإلتقاط الرسالة وترويجها في عودة غير محمودة لتقاليد بالية وقديمة تجاوزها الواقع السياسي الأردني منذ عام 1989.

لكن في مجتمع متحفز لإلتقاط الإشاعة ووسط دخول مؤسسات الإعلام الرسمي على خط التحريض والتسريب يصبح تداول وثائق مفبركة من أي نوع وسيلة لزيادة رقعة الفرقة والإنقسام والتجاذب والخلاف.

بالمقابل لا يبذل وزير الإتصال والإعلام سميح المعايطة النشط في الإتجاه المضاد للإسلاميين جهدا لوقف سيل التسريبات التي تحاول 'شيطنة' التيار الأخواني والمعارضة خصوصا عندما تصدر عبر مؤسسات إذاعية وصحف تسيطر عليها الحكومة. هنا حصريا ساهم خبر نشرته صحيفة 'الرأي' قبل يومين حول غياب مقصود للأمن عن مناظرة مثيرة في الشارع بين المعارضة والموالاة في إشاعة أجواء من القلق والتوتر حتى بدا أن المؤسسة الرسمية تجازف بالإستعانة في الشارع كما تفعل المعارضة الإسلامية تماما على أمل كسر إرادة الأخوان المسلمين بعد إنغلاق قنوات الحوار وإنسداد آفاق التفاهم.

اليوم يعيش الشارع الشعبي الأردني مواجهة نادرة إزدادت صعوبة مع طبيعة التصرف الرسمي مع المعطيات فإصرار زعيم الأخوان المسلمين الشيخ همام سعيد على أن الهدف من مسيرة الجمعة المقبلة هو 'إعادة بنية النظام' دفع مؤسسات الدولة إلى إستعمال كل الأرواق لكسر إرادة الأخوان المسلمين.

من هنا حصريا قرر تيار الموالاة المبيت مساء غد الخميس في ساحة النخيل وسط العاصمة وهي ساحة كانت دوما مخصصة لمسيرات وإعتصامات المعارضة .

ومن هنا سربت القنوات الأمنية قصة 'غيابها' المحتمل عن ساحة النخيل وبدأ تيار الموالاة بحشد الناس والحافلات 'لإخضاع' الأخوان المسلمين في الوقت الذي تواصل فيه صحيفة الرأي الحكومية تسرب معلومات هدفها إرباك الأخوان المسلمين من طراز إستعانتهم باللاجئين السوريين في مسيرة الجمعة وتجهيزهم لحافلات تقل آلافا من المتظاهرين.

ورغم شعور الجميع بالقلق إلا أن الأجواء واضحة تماما اليوم في عمان فالبؤرة المستحكمة بقرار مطبخ الأخوان المسلمين خططت لإن يكون الجمعة يوما فاصلا في تاريخ الحراك والنسخة الأردنية من الربيع العربي.

بالمقابل ردت مؤسسات القرار والأمن بأقصى ما لديها ليكون نفس اليوم فاصلا في 'إخضاع' الأخوان المسلمين.

وسط صراع الإرادات هذا علق الشارع وأصبحت كل الإحتمالات واردة فالحكومة تجازف ببعض التوتر والإنفلات الأمني مقابل كسر إرادة الإسلاميين ونخبة الحراك والمعارضة تقبل المجازفة لإن الخضوع والتراجع يعني إغلاق صفحة الحراك تماما وتحول الأخوان المسلمين إلى طرف ضعيف يتلقى المزيد من الضربات مستقبلا ويخرج من مولد الربيع العربي بلا حمص في الساحة الأردنية.

لذلك تبدو خيارات الأخوان المسلمين 'صعبة وحساسة' فالخضوع للرد الرسمي العاصف الظاهر حتى الآن سينتهي بإسقاط القيادة الحالية للمطبخ الأخواني وحصول تفتت وإنشقاقات ومشكلة إستراتيجية الإخضاع الأمنية والحكومية أنها 'إقصائية وجذرية' لم تتضمن مهربا للأخوان المسلمين عن جمعة إنقاذ الوطن.

وهي إستراتيجية تؤشر على أن مراجع القرار الرسمي تريد إستثمار الموقف لتوجيه ضربة قاصمة للأخوان المسلمين ومرة أخيرة قبل الإنتخابات المقبلة وفي القوة المفترضة لهذه الإستراتيجية يكمن الضعف والبؤس لإنها تخلخل معادلة داخل التنظيم الأخواني طالما أبقته مستقرا وتحت السيطرة.

القوى التي تستعين بها السلطة لوقف جموح الأخوان المسلمين وكسر إرادتهم اليوم ستصبح لاحقا في موقع قوة نافذ على الأرض يمكنه أن ينقلب لاحقا على النظام ويسعى لفرض إيقاعات جديدة على العلاقة مع المؤسسة الرسمية.

مقابل ذلك يتأثر تكتيك الأخوان المسلمين بالطموحات والثارات الشخصية لبعض الرموز إضافة لتأثره بتقلب مزاج حدة التصريحات وإنفلاتها أحيانا بديل أن حزب جبهة العمل الإسلامي وفي بيانه الأخير إنتقد إعلام التدخل السريع الذي 'إخترع' أسماء وعناوين وأعداد لمسيرة إنقاذ الوطن بقصد تشويهها.

بيان الحزب يراهن على ذاكرة مثقوبة عند الرأي العام فمن تحدث عن حشد 50 ألفا من المتظاهرين لإنقاذ الوطن هم نخبة من قيادات الحركة والحزب في الواقع وبينها الأمين العام الشيخ حمزة منصور ونائب المراقب العام الشيخ زكي بني إرشيد وأخرون. عمان التي تنظر بعين القلق والإرتياب شعبيا وخبويا في وجه الربيع العربي وتجاربه عالقة بقسوة اليوم بين خيارات ضيقة عنوانها معركة كسر إرادة بل و'بقاء' فخضوع الأخوان المسلمين ولو تكتيكيا خلال الـ 48 ساعة المقبلة يهدد بقائهم بكل معنى الكلمة ولعل تلك حصريا نقطة 'التهور' الأبرز في إستراتيجية المؤسسة الرسمية ضمن مسلسل مواجهات إنقاذ النظام.

ولسبب أو لآخر يرى بعض المحللين بأن تصرف مؤسسة القرار مع مسيرة بعد غد الجمعة وطريقة تعاطيها مع مجمل الملفات والأمور منذ ثلاثة أشهر منطلقة من إحساس بخطر 'البقاء' بسبب عدم وجود نخب فاعلة ومؤثرة وثقيلة في مؤسسة القرار، الأمر الذي بقى مسكوتا عنه بين نخب عمان وإن كان لا يمكن تبريره. عقدة البقاء وإنقاذ النفس وليس الوطن هي التي تحكم تجاذبات عمان العاصفة حاليا خلف الكواليس.. المشكلة أن أحدا في الطرفين لا يريد الإعتراف بذلك.

القدس العربي





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع