زاد الاردن الاخباري -
بدأت الحكومة الأردنية وأطقمها الأمنية بوضع خطط وسيناريوهات لمراقبة وتأمين ومتابعة مسيرة جماهيرية ضخمة أعلن الأخوان المسلمون أنهم سينظمونها في الخامس من الشهر المقبل لتأكيد المطالبة بإصلاح النظام.
وفي الوقت الذي أبلغت فيه الجبهة الوطنية للإصلاح برئاسة أحمد عبيدات جماعة الأخوان المسلمين بأنها ليست طرفا في هذه المسيرة العملاقة تم الإعلان في عمان أمس عن إنضمام 72 مجموعة نشاط وتنسيق حراكية لمسيرة الأخوان المسلمين التي تستعرض قوة الجماعة في الشارع مقابل تثبيت برنامج مقاطعة الإنتخابات.
واعلن وزير الداخلية غالب الزعبي أمس الأول بأن السلطات لن تسمح بأي مجازفات على حساب امن الوطن والمواطن مشيرا لإن الحكومة لا تعترض إطلاقا على التعبير السلمي عن الرأي.
وفيما يفكر المطبخ الأمني والسياسي في حكومة الرئيس فايز الطراونة بالخيارات الميدانية الممكنة للتعامل مع هذه المسيرة التي بدأ العد العكسي لها يميل الإتجاه الممثل لرئيس الورزاء حسب مصدر مطلع تحدث للقدس العربي إلى إعلان الحاكم الإداري منع المسيرة إستنادا إلى صلاحياته القانونية التي تتيح له منع اي نشاط في الشارع وفقا لتقديرات أمنية غير مبررة.
لكن وزراء في الطاقم يحذرون من الكلفة الإعلامية والسياسية ومن إستغلال الإسلاميين للمسألة إذا ما صدر قرار بشان منع المسيرة فيما بدأت غالبية دوائر القرار في الدولة تترقب يوم الخامس من الشهر المقبل.
وأطلق الحراكيون عدة أسماء على المسيرة الضخمة التي قال الشيخ زكي بني إرشيد أنها ما زالت قائمة من بينها الزحف المقدس ومسيرة إنقاذ الوطن وإصلاح النظام.
وبدا أن تحذيرا علنيا أطلقه أحد أبرز رجال مؤسسة الحكم الخميس من بين مؤشرات على أجواء القلق من المسيرة المليونية على الطريقة الأردنية حيث هدد الإسلاميون بجمع ما لايقل عن 50 ألفا من المشاركين في أضخم مسيرة بعد موجة الربيع العربي.
وقال رئيس الوزراء الأسبق والوسيط الأبرز مع الإسلاميين فيصل الفايز أن اصرار الاسلاميين على المسيرة التي يتم الحشد لها يوم الخامس من الشهر المقبل قد يؤدي الى فتنة في البلد لا تحمد عقباها خصوصا مع المعلومات التي تتحدث عن حشد مكونات سياسية واجتماعية اخرى لمسيرات مضادة.
وشدد الفايز على ان اي حادث سيقع خلال هذه المسيرات قد يؤدي الى فتنة كبيرة تنال من الأمن والاستقرار وحياة الناس.
وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها أحد أركان الحكم بأن مكونات اخرى في المجتمع تستعد لتنظيم مسيرة موازية لمسيرة الإسلاميين الضخمة.
وتثير مفردة (مكونات إجتماعية) حساسيات من كل الأنواع في المجتمع الأردني لكن الفايز لم يحدد مرامي تصريحه الذي نشرته صحيفة الدستور علما بأنه أبلغ الرأي العام مساء الأربعاء بانه قدم للإسلاميين عرضا بتعديل قانون الإنتخابات بوضع ثلاثة أصوات بدلا من صوت واحد مشيرا لإنه ليس مفوضا من أي جهة وأن مباحثاته معهم كانت بمبادرة ذاتية.
وبين أسطر تصريح الفايز ما يوحي بأن بعض المكونات تستعد للرد على الزحف المقدس لإنقاذ الوطن وإصلاح النظام , الأمر الذي يعبر عن مستوى القلق العام إذا جاء اليوم الموعود معلنا ضمنيا عن تدشين موسم الربيع العربي في نسخته الأردنية.
وفي خطاب مسبق لتنظيم المسيرة عقد الإسلاميون مع شركائهم في بقية الحراكات إجتماعا تنسيقيا تضمن تعيين لجنة تحضيرية تتولى الإشراف على تحضيرات المسيرة الضخمة برئاسة الشيخ سالم الفلاحات الرئيس الأسبق لتنظيم الأخوان المسلمين .
ولطمانة الجميع قرر الإجتماع التنسيقي رفع علم واحد فقط في المسيرة هو العلم الأردني والتشديد على أن الهتافات ستكون مؤسسة على عبارة (إصلاح النظام).
وسبق للأخوان المسلمين أن أصدروا فتوى داخلية تطالب المرضى ومن هم على فراش المرض بالمشاركة في المسيرة في إطار النفير والتحشيد لإنجاح هذه المسيرة.
القدس العربي