زاد الاردن الاخباري -
خاص – خالد عياصرة - يحاكم أمام قاضي صلح شرق عمان، شاب مشتبه بسرقته "حبة علكة " يصل ثمنها إلى 10 قروش، كان قد أخذها من أحد المولات في عمان، ونسي أن يدفع ثمنها.
القضية ساذجة، تدعو إلى السخرية خصوصا إن قورنت بغيرها من الجرائم الكبرى التي شهدتها البلد، وأسهمت إلى حد بعيد في إفقاره.
عشرة قروش، يسرقها شاب تتحرك لإدانته الهيئات القضائية والأمنية، بحجة تطبيق القانون، في حين تتناسي تسقط من اعتبارها، الملفات اسقطت البلد في أتون الفشل السائر نحو الأنهيار.
الشاب مشبوه، نعم مشبوه، لم يدن بعد، ولان قضائنا نزية عادل، كان لابد له من أن يأخذ مجراه، في حين يغيب هذا المجرى ليتحول إلى حماية للفاسدين، من خلال عدم الإكتراث لأمرهم، كونها لا تدخل بالأصل من باب الشهبة، كون هؤلاء من أصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة.
فلو إستعرضنا – مجرد إستعراض – لعديد القضايا المسكوت عنها، التي لم يكترث لأمرها القضاء، بداية من الفوسفات والبوتاس والكهرباء والماء والأراضي الاميرية مرورا بتزوير الإنتخابات وسرقة الشركات والموارد الوطنية، وصولا إلى الميناء وأراضي ومياة الديسي والمفرق، وليس نهاية بسرقة أموال البورصات الوهمية وملفات شركة "الو" واودي" وغيرها.
ألم تدخل هذه في سلم الشبهات، لما لم يتم التحقيق بها، لما لم يوقف أصحابها ؟
في عين الوقت لم نسمع يوما ما أن القضاء قام بإستدعاء أحد المسؤولين المشبوهين بقضايا فساد كبرى، قيمتها ملايين وملايين وملايين، ذهبت إلى اداراجهم، لا عشرة قروش.
المقرف من كل ذلك، هو إستخدام اسلوب التشهير بحق الشاب كونه اقترف أثما عظيما، في حين يحمى الفاسدين، وقطاع الطرق بكل الوسائل المتاحة لدى الدولة الاردنية.
بعد هذه القصة بت أشد إقتناعا أننا اليوم نعيش فعليا في غابة يأكل فيها القوي الضعيف، وتسيطر بها الكلاب والذئاب والغربان على كل شي.
نعم في وطني اليوم يسجن من يسرق 10 قروش، ويترك من يسرق الملايين، ويستحق لذا يستحق أن يدخل في موسوعة جينيس !
خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com