زاد الاردن الاخباري -
لا ضمان لحرية ونزاهة الانتخابات
لم تشهد دولة الأردن أي انتخابات حرة ونزيهة ، باستثناء الانتخابات التي جرت عام 1989م ، والذي أدت نتيجتها لفوز عدد كبير من الإسلاميين ، أما فيما بعد وفي الانتخابات البرلمانية والبلدية شهدت تجاوزات وتدخلات كثيرة وخطيرة ، تدخلت الحكومات المتعاقبة والاجهزه الامنيه للحيلولة دون وصول أحزاب ألمعارضه والإسلاميين إلى قبة البرلمان ، كما تخلل الانتخابات البرلمانية والبلدية عمليات تزوير ، أدت إلى عمليات تدمير وإحراق للممتلكات ألعامه والخاصة ، وعلى سبيل المثال إحراق الإشارات الضوئية على مثلث عيين عبلين ،وإحراق مراكز اقتراع في مدينه اربد بسبب إقحام المؤسسة العسكرية بالانتخابات في بعض المناطق .
ففي ظل الظروف ألراهنه والأزمات التي تمر فيها دولة الأردن ، فهناك ازمه اقتصاديه وهناك ازمه سياسيه وهناك ازمه أمنيه وهناك ازمه على الحدود مع ألدوله الشقيقة سوريا
وهناك الربيع العربي والحراك الشعبي السلمي المطالب وبإلحاح شديد محاسبة الفاسدين والمفسدين الذين نهبوا وسلبوا مقدرات الوطن ، وهناك مطالبه حثيثة بتعديل الدستور، أزمات لايمكن تجاهلها أبدا ، ففي ظل هذه الظروف لايمكن إمكانية إجراء انتخابات نيابيه حرة ونزيهة ولا يمكن ضمانها من احد .
على سبيل المثال لنفرض جدلا بقبول الإسلاميين والمعارضة بالوضع الراهن وتراجعوا عن قرارهم بالمقاطعة وشاركوا بالانتخابات، فمن يكفل لهم إجراء انتخابات حرة ونزيهة ؟ والسؤال الثاني إذا فعلا كانت الانتخابات حرة ونزيهه وفازت ألمعارضه والإسلاميون فمن يكفل لهم تشكيل حكومة برلمانيه ؟ قد يجيب احدهم على هذان السؤالان بقوله : يكفل لهم ذالك جلالة الملك ، هذه الاجابه غير مقبولة في ظل الدستورالاردني الحالي ، لان الدستور يكفل للملك إلغاء الانتخابات وحل البرلمان .
إذن الأحزاب ألمعارضه والإسلاميين المقاطعة للانتخابات تريد أولا تعديل الدستور حتى يكفل الحق للمعارضة والإسلاميين حقهم ويكفل بالتالي نتيجة الانتخابات مهما كانت ، أما في حال بقاء الوضع كما هوعليه ، وأجرت الأردن الانتخابات فلن تكون حكومة برلمانيه تلبي طموحات الشعب الأردني الذي يعيش الآن حاله من اليأس والإحباط ويعيش حالة غليان .
فالتطاول على ألمعارضه والإسلاميين غير مقبول بتاتا، ولا يستطيع احد المزايدة على وطنيتهم وانتمائهم وولائهم وإخلاصهم لتراب هذا البلد ،وهم حريصون على امن واستقرار هذا البلد ، وهم حريصون أيضا على بقاء رأس النظام ، ولا يريدون إسقاطه كما يشيع بعض المغرضين الذين تلطخت أيدهم بدماء الشعب ونهبوا وسلبوا مقدرات الشعب الأردني ، الذين فعلا لايريدون حكومة أردنيه قويه توقفهم عند حدودهم ، حفظ الله الأردن وحفظ الله مليكه من كل مكروه ،وأدام الله علينا نعمة الأمن والاستقرار آمين .
بهجت صالح خشارمه