زاد الاردن الاخباري -
خاص – خالد عياصرة - الأوضاع في الديوان الملكي لا تبدو مريحة ابدا، فهو كما البحر الهائج الذي يتلقى سياط الرعد والبرق من كل حدب وصوب، بإعتبارة واقعا في عين العاصفة، هذا الامر يجعله يلقى بمخلفات عواصفه في ساحات الشعب.
أحد هذه العصي التي تجي من ساكني الديوان عينه، الذين يشكلون عبئ اضافي يمنعه من الحركة، ويحجب الرؤية عنه، ويصيبه بالشتات، الذي يأخذه إلى دروب الجنون.
هذا كله يأتي مع غياب واضح، وصمت مطبق لكتيبة المستشارين التي تحتل الديوان، دون أن تقدم ما يسهم في تلطيف الأجواء الناتجة عن تلاطم الأمواج وارتفاعها.
هنا لابد من سؤال ضروري.
يا ترى ماذا يفعل المشتشارين حول جلالة الملك، عدا التمتع بالإمتيازات الممنوحه لهم؟
هذا السؤال أخذ مني وقتا طويلا لإجابته، بعد طرحه على عدد من المسؤولين والعارفين ببواطن الأمور.
أحد العاملين في إحدى السفارات الأردنية، رد قائلا : إن المستشارين الظاهرين ليسوا الا واجهات لكتيبة تتخطى حاجز 100 مستشار موجودين في الديوان غير معلن عنهم، لا يصدقون الملك القول والنصح !
هذا يعني أن هؤلاء كما غثاء السيل، وعبئ إضافي على كاهل الملك والبلد، ويسهمون مع سبق إصرار وترصد في تأزيم المشهد الأردني، وتوجيهة صوب التفجير.
بالمقابل يعتقد البعض أن عماد الفاخوري هو من يقوم بتشكيل عناصر اللعبة الأردنية، ويتحكم بها من موقعه، من خلال ايصال ما يرد ايصاله إلى الملك، وإخفاء ما يريد إخفاءه عنه، حسب إتجاهات الرياح، دون الإنتباة أن الرياح قد تتحول إلى ريحا موسمية لا يمكن كبح جماحها.
الحقيقية غير ذلك جملة وتفصيلا، كون عماد الفاخوري موظف في الديوان له دور محدد ومشروط بقواعد، تديره منظومة تمثلها حكومة الظل الثلاثية متنافسة فيما بينها.
هذا الدور ظهر جليا أبان وجوده في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، التي انحصر دوره فيها "بالسمسرة " لجلب المشاريع الوهمية للبلد وإستلام العمولات من وراءها، مثل كازينو العقبة والميناء.
لكن الرجل يوما ما، سيرحل كما رحل غيره بمجرد انتهاء مهمته، لغيب في غياهب النسيان ، ليأتي من يجلس مكانه، ليخرج إلى حيث يستعيد دوره الحقيقي القائم على تحليل العلاقات الداخلية للدول التي قد يكون في أحدى سفاراتها سفيرا أو مستشارا.
هذا لا يعني أن الرجل برئ، بال على العكس، هذا يدعونا إلى التخوف أكثر والحذر في ىن واحد، سيما وأنه لا يهوى الأضواء وحريص تمام الحرص على عدم فتح الباب لإعداءة للولوج إلى مكامن سره.
الرجل اليوم، يلعب وحيدا في الديوان إلى جانب المستشارين غير المعلن عنهم يشكلون القرار السياسي الأردني بناء على مصالحهم ومصالح جيوبهم ومصالح الطبقات الكمبرادورية .
عماد الفاخوري، اليوم يمثل الحاكم الفعلي للبلد من موقعة الصامد في الديوان، هذا الموقع اعطاءة أهمية قصوى في التغلغل والتحكم بكافة شروط اللعبة، مما يتيح له مجالا واسعا وكبيرا للتحرك وتنفيذ المشروعات التي تناسب الطبقة المسيطرة داخليا والمدعومة تلقائيا من الخارج.
الذي أريد قوله، هنا أن الرجل بات قويا اليوم أكثر من ذي قبل، وصار دوره أكثر إتساعا، لا جراء قوته الشخصية، بل بسبب ضعف المنتقدين له، وفشلهم وقلة حيلتهم، وما ملفات التي يشهرونها بوجهة الا أوراق أكل على جثتها الدهر وشرب، لا تخيف فأرا في جحره.
ختاما، يقول أحد أساتذة الجامعات: عماد الفاخوري أحد أهم ركائز البلد واعمدتها، كما يعد أحد أكبر الوسطاء الذين أسهموا في إستقطاب المشاريع الوهمية للبلد كما قال أحد المغتربين الاردنيين، صاحب القول الفصل، وسطوته بدات واضحة للعيان على المنظومة السياسية والأمنية والتنفيذية في البلد.
فهل انتبهنا للرجل !
خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com