زاد الاردن الاخباري -
الإخوان يريدون السلطة والحكم علنا، وبأي ثمن كان، ولديهم إستعداد عجيب لخوض أي صراع للوصول إليه، والليبراليون يطرحون خيار "إما اللعب وإما التخريب" ، أما القوميون واليساريون فما زالوا يدفعون الناس نحو نفق التخوين بلا برنامج ولا هدف !!
بالمقابل، القائمون على النظام الأردني، "أذن من طيب وأذن من عجين"، متشددون من الطراز الأول، يقبضون على الحكم بأسنانهم وأظافرهم، "مقرقطين" في كل مفصل من مفاصل الحكم، ولديهم عالمهم وناديهم الخاص، ومع أنهم يتناحرون داخله، وداخل أروقته وصالوناته، بالغيبة والنميمة والـ "الآسافين" من العيار الثقيل، إلا أنهم يمنعون الدخول إلى ناديهم، فهم حكر عليهم، ولذلك فكل ما انتجته الدولة الأردنية، منذ رحيل حكومة النابلسي عام 1956، من تعديلات دستورية وتشريعات وقوانين وتعليمات، كانت جميع تصب في مصلحتهم وترفع من سور حماية ذلك النادي، وتكرس تبادل السلطة بينهم بالتناوب أو بحجم حملة أحدهم في التسويق لنفسه وحجم الدعم الذي يتلقاه داخل أروقة نادي السلطة الأسطوري.
هذا كله "كوم"، وما يجري بين النخب المثقفة أو القائمين على دعم أي فريق من الفرقاء الأربعة ( نادي الحكم، الإخوان، الليبراليون والقوميون) على شبكات التواصل الإجتماعي (فيسبوك ، تويتر، يوتيوب، مدونات) "كوم" آخر، فلكل من الفرقاء الأربعة مشجعين، يحاولون إبراز أن مجموعتهم على صواب، والمجموعات الأخرى على خطأ، تارة بالطعن والشتم، وتارة بإثارة الإشاعات والتهم للخصوم، ومرات كثيرة، ومعظمها غير مقصود، بتشويه صورة الوطن، حين يتم تكريس صورته في شخص واحد، قد يكون مع هؤلاء أو هؤلاء، والذي يترتب عليه، طوال الوقت، ذم فلان بإعتباره يمثل الوطن، فيصبح ذما مباشرا للوطن، مع أن الوطن في النهاية، ليس فلان ولا علان، مع ملاحظة أن الجميع، دون إستثناء، مقصود بهذا التعبير، فقد يقوم مشجعوا نادي الحكم مثلا، بالطعن في سياسي معارض، وتشويه صورته، فتصبح طعنا في الوطن، لأن الوطن في النهاية، ليس لـ فلان ولا لـ علان فقط.
الشعب، المشغول بالبحث عن لقمة العيش، في المحافظات والقرى والأحياء المكتظة، يحاول أن يفهم ماذا يريد كل هؤلاء منه، ولماذا يصر الإصلاحيون، بغض النظر عن هويتهم، على مطالب، ويتم تجاهلها من قبل نادي الحكم، ويسأل أحيانا: وهل تحقيق المطالب سيغير شيء في أوضاعنا الإجتماعية والمعيشية والإقتصادية؟!؟
أسوأ ما في منظومة الفرقاء تلك، وأسوأ ما في فرق المشجعين، هو خروجها الصارخ والحاد، أحيانا، لتطال الأصول والمنابت، وبدل أن نبقى في مستوى تبادل النقاش كمواطنين، أو كمثقفين وأصحاب مدارس فكرية وسياسية مختلفة، ننخفض لنتصارع حول إن كنّا مواطنين أصلا أم لا، وإن كان فلان مواطنا أم أن أصوله لا تسمح له بأن يدخل النقاش، فتبدأ الفتنة، وهي بداية الخراب.
أيهما أفضل، أن يتنازل نادي الحكم قليلا.. ويتنازل الآخرون قليلا، عن مصالحهم الشخصية النفعية، بالتمسك بالحكم، أو بذل الغالي والنفيس للوصول إليه، أم نجد أنفسنا "جميعا" نجلس على تل من الخراب.. بلا حكم ولا وطن يأوينا؟
عندما كنا نتحدث قبل الربيع العربي كان همنا هو تحقيق العدالة الإجتماعية؛ ولم يخطر ببالنا أن المسالة ستصبح صراعا داميا على الحكم!