أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. رياح نشطة وتحذير من الغبار السيارات الكهربائية – جدل الأسعار والمأمونية مستمر خلاف "خطير" بين نتنياهو والأجهزة الأمنية .. مطالب بقرارات حاسمة في 5 ملفات تركيا تعلن إيقاف الصادرات والواردات من وإلى إسرائيل الشيخ عكرمة صبري : أدعو المقدسيين لجعل منازلهم "وقفا ذُريا" كم يجني العرجاني يومياً من أهالي غزة؟ قناة إسرائيلية تكشف ملاحظات حماس على صفقة الأسرى ترامب يرفض الالتزام بنتائج انتخابات 2024 الرئاسية في حال خسارته طبيب أردني عائد من غزة: موت بطيء ينتظر مرضى غزة أردنية تفوز بجائزة أفضل أسرة منتجة على مستوى الوطن العربي وسط خلافات متصاعدة .. بن غفير يهاجم غالانت ويدعو نتنياهو إلى إقالته العثور على جثة داخل مركبة في إربد “الخارجية الأميركية”: غير مقبول مهاجمة شحنات مساعدات بطريقها لغزة الصناعة والتجارة تحدد سقوفًا سعرية للدجاج اعتبارًا من يوم غد الجمعة خطة إسرائيلية للاكتفاء باحتلال محور فيلادلفيا بدلا عن رفح. مدانات رئيسا لمجلس إدارة مجمع الحسين للأعمال الأردن .. طالب مدرسة يواجه تهمة هتك عرض فتاة قاصر- فيديو. أمر بالقبض على الإعلامي اللبناني نيشان انقطاع التيار الكهربائي في ستاد عمان. 3 إصابات بتدهور قلاب في عجلون
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة ثلاثية إخوانية: تصعيد و مفاوضات و رسائل للغرب...

ثلاثية إخوانية: تصعيد و مفاوضات و رسائل للغرب بنفس الوقت

22-09-2012 02:27 PM

زاد الاردن الاخباري -

بسام البدارين - يمكن ببساطة ملاحظة الرجل الثاني في تنظيم الأخوان المسلمين الأردني الشيخ زكي بني إرشيد وهو يعيد إنتاج مساحة إعلامية يتحدث فيها عن ترتيب مسيرة ضخمة جدا بالتوازي مع إتصالات يجريها مع مبعوثين من مؤسسة القصر.

قبل ذلك كان إتجاه المعارضة الإسلامية السريع في الأردن نحو خطوة من وزن تأسيس المجلس الأعلى للإصلاح مباشرة بعد سلسلة تصريحات مثيرة للسفير الأمريكي في عمان (إمتدح) فيها نموذج الإصلاح الأردني المتدرج وحث الشعب على المشاركة في إنتخابات عامة يقاطعها الأخوان المسلمون.

هذا التزامن أوضح من أي إمكانية لنكرانه في عمان التي تغلي وتترقب سياسيا اليوم وهي منغمسة بالسؤال التالي: ماذا بعد الإصرار على إجراء الإنتخابات بدون الأخوان المسلمين؟.

بالنسبة للرجل الثاني في التنظيم الأخواني الشيخ زكي بني إرشيد أغلق النظام صفحة الإصلاح السياسي تماما وتراجع عنه بوضوح.

بالنسبة لأخرين بدأت فعلا ترتيبات صفقة اللحظة الأخيرة مع الإسلاميين حيث يقود رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز جهدا بهذا الإتجاه.

لكن بالنسبة لخصوم التيارالأخواني وحتى لبعض المستقلين في الرأي من المرجح أن الهدف من إعلان تأسيس المجلس الأعلى للإصلاح في بيت الأخوان المسلمين حصريا وبعيدا عن شركائهم وحلفائهم في الشارع والحراك والمعارضة هو إيصال رسالة موازية للسفارة الأمريكية ولغيرها من السفارات الأمريكية تفيد بأن عنوان الإصلاح لا زال في مطبخ الأخوان المسلمين وليس في بيت ومؤسسة النظام.

الشيخ حمزة منصور الرجل الأول في حزب جبهة العمل الإسلامي لم يخفي عدة مرات وفي عدة مناسبات المعلومات عن إتصالات جرت مع سفراء غربيين وفي غرفة القرار الأردنية المركزية ثمة من يشعر بأن الحركة الأخوانية تريد (إختطاف) خطاب الإصلاح أمام العالم الخارجي.

الملاحظ هنا بان الحركة الإسلامية أنجبت على نحو مفاجيء وفي خطوة توحي بإستعدادها لإستنساخ ربيع أردني بنكهة خاصة المجلس الأعلى للإصلاح بدون التشاور مع شريكها الأهم في الشارع ممثلا في الجبهة التي يترأسها تحت عنوان الإصلاح رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات.

هنا يجتهد الشيخ بني إرشيد في التأكيد مرة تلو المرة على أن التنظيم قادر على جمع 50 ألفا من المتظاهرية في مسيرة كبرى تأجلت عدة مرات نهاية الشهر الجاري .

هذه المسيرة تشكل باكورة مفترضة للمنتج الأول للمجلس الأعلى للإصلاح.

وليس سرا أن رسائل متتالية صدرت عن السفير الأمريكي في عمان ستيوارت جونز إستفزت العديد من الأطراف وهي تمتدح إتجاهات الإصلاح الرسمية الأردنية, الأمر الذي دفع الشيخ منصور وهو يقرأ البيان الأول للمؤسسة الإصلاحية الأخوانية الوليدة لذكر سفير غربي واحد وإتهامه بالتدخل بالشئون الداخلية كما إتهم النظام بالتبعية له ..لم يكن صدفة أن هذا السفير هو الأمريكي حصريا.

حصل ذلك لإن مشايخ الأخوان المسلمين يروجون وسط السياسيين والإعلاميين نظريتهم حول (إنقلاب) النظام المفاجيءعليهم وإصراره على تحدي شروطهم وإجراء إنتخابات بقانون الصوت الواحد وبدونهم على أساس (فسحة) منحها الأمريكيون للمؤسسة الأردنية فجأة لإعتبارات تتعلق بالملف السوري .

هذه الفسحة برأي بني إرشيد ورفاقه هي التي شجعت مؤسسة القرار على التراجع عن الإصلاح ليس فقط عبر قانون الإنتخاب .

ولكن أيضا عبر التوسع في إعتقالات نشطاء الحراك والإقرار السريع لقانون المطبوعات المعدل التي يفرض قيودا على الإعلام يفترض انها لا تتفق أبدا مع خطة هيلاري كلنتون المعلنة بخصوص حريات الإنترنت حسب الناشط الحقوقي نضال منصور .

منصور وفي عدة بيانات أصدرها مركز حماية وحريات الصحفيين الذي يديره إعتبر القانون الجديد إنقلاب مفاجيء على كل الإلتزامات الدولية بمعايير حريات النشر والتعبير .

أما الإسلاميون فيعتبرون مجلسهم الأعلى الجديد للإصلاح بمثابة رد طبيعي يعكس حسن نواياهم وثوابتهم في خطاب الإصلاح كما يلمح الشيخ إرحيل الغرايبة وكذلك مواجهة طبيعية لخطة الإقصاء المعلنة رسميا ضدهم.

لدى خصم سياسي علني وعنيد للإسلاميين من طراز الدكتور ممدوح العبادي رأي آخر فقد إعتبر المجلس الجديد بمثابة خطوة توحي بتأسيس مجلس ثورة.

لكن المراقب العام السابق للتنظيم الأخواني سالم الفلاحات إعتبر هذا التصنيف مبالغة واضحة في قراءة هذه المؤسسة الحزبية التي وضعت برنامجا للتصعيد أعلن عنه الشيخ منصور وبدأ فعلا برسالة قاسية للسفير الأمريكي في عمان الذي (يخون) بدوره عمليا مقتضيات وجوهر الربيع العربي وتطللعات شعوب المنطقة للحرية .

أما التنافس على (تمثيل) الخطاب الإصلاحي فلم يعد من الممكن تجاهله بين الحكومة ومؤسسات الأخوان المسلمين في المملكة التي قررت بوضوح الذهاب في الإتجاه المعاكس للأخوان ولإشارات الربيع العربي .

يحصل ذلك وسط أزمة إقتصادية حادة جدا وضائقة مالية دون أدنى إجابة على سؤال مقلق ومعلق بعنوان : كيف نرفع الدعم كليا عن السلع والخدمات خلال ثلاثة أشهر كما يصرح وزير المالية سليمان الحافظ تجاوبا مع مذكرات وقعت مع صندوق النقد الدولي فيما حزب المعارضة الأهم خارج لعبة البرلمان والشراكة؟.

بعيدا عن تجليات هذا السؤال تتواصل في عمان لغة (إيصال الرسائل) الحادة والموجهة مرة للسفارات الأمريكية والغربية ومرة لسفارة المملكة العربية السعودية كما تصل إجابات غامضة وحمالة أوجه من جميع الأطراف المستقبلة لجميع الأطراف المرسلة لهذه الرسائل .

..هذا الوضع المعقد يدفع البوصلة بإتجاه تصعيد غير مسبوق بين النظام الرسمي وشركائه القدامى في الأخوان المسلمين الذين وصفهم الوزير الأسبق والمثقف محمد داوودية مؤخرا وعلنا بأنهم (كانوا بلطجية النظام في الخمسينيات).

بين زحمة إشاارت التصعيد من الطرفين ثمة أمل دوما بأن تنجلي صفحة التحدي فأحد المسئولين البارزين في مركز القرار طلب مباشرة من القدس العربي إيصال الرسالة التالية علنا للأخوان المسلمين ومفادها: الفرصة لم تفت على التوافق واليد ما زالت مفتوحة لكم .

قبل ذلك كان الشيخ بني إرشيد وفي تواصل مع القدس العربي وغيرها يحسم الأمر على أساس ان الفرصة فاتت.

مراقبون مؤثرون في الواقع المحلي يفيدون بأن باب التسوية المباشرة بين الإسلاميين والنظام محليا وبأدوات محلية أغلق تماما لكنهم مبكرا يتحدثون عن صعوبة ترك هذه المسألة الإستراتيجية لفضاء الإحتمالات الصدامية في بلد مثل الأردن.

ويشيرون (لتسوية) ممكنة بين الطرفين لكن خارج حدود الأردن معتبرين أن هذا الإحتمال قد يكون الدافع المركزي وراء (الرسائل السياسية) التي تصل لواشنطن ولغيرها من عواصم الغرب سواء من الإسلاميين أو من خصومهم في المؤسسة الرسمية الأردنية.


القدس العربي 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع