لدفع الوسط الفلسطيني للمشاركة تسجيلا واقتراعا وترشيحا في محاولة لهزيمة مقاطعة الاخوان باصوات المخيمات

شخصيات 'فتحاوية' ورجال اعمال فلسطينيون يساعدون الاردن في انجاح انتخابات 2012

زاد الاردن الاخباري -

بسام البدارين - الاشكال الذي اثاره نواب المخيمات الاربعة في البرلمان الاردني الاسبوع الماضي بعنوان التصدي لاي تدخلات خارجية بشؤون المخيمات وانحيازاتها السياسية، او بعنوان 'المخيمات لا تشترى بالمال' له خلفياته وما يبرره على ارض الواقع.

رباعي المخيمات في البرلمان الاردني، وهم محمد ظهراوي ومحمد الحجوج وعبد الله جبران وصالح مرجان، اصدروا عدة بيانات ينددون فيها بمحاولات بعضض رجال الاعمال التدخل في اوساط وجمهور ناخبي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الاردن.

هذه البيانات لم تذكر اسما محددا، لكن الرسالة قفزت الى المستوى العلني والاعلامي بوضوح، بعد لقاء مثير جدا للجدال عقدته ادارة الشؤون الفلسطينية التابعة لوزارة الخارجية الاردنية لنخبة من لجان ادارة المخيمات والمخاتير مع رجل اعمال بارز جدا، يترأس عمليا هيئة لاحزاب الوسط ويستعد في ما يبدو لترشيح نفسه للانتخابات المقبلة، وهو الكابتن محمد الخشمان.

ويلقب الخشمان بالكابتن لانه طيار ثري وصاحب مبادرات سياسية وحزبية واعلامية متسارعة، والرجل خطب امام 'القدس العربي' ونخبة واسعة من الاسلاميين وممثلي احزاب الوسط، داعيا الجميع للمشاركة في الانتخابات.

اللقاء الذي نظمته عمليا الحكومة الاردنية بين الخشمان وبعض ناشطي المخيمات من المتعاونين بالعادة مع الحكومة، اثار لغطا وصل لحد الانقسام في صفوف المخيمات، لان المراقبين يربطونه ليس فقط بنوايا الكابتن وطموحاته السياسية المشروعة، ولكن بخطة مغلقة وسرية مفترضة تهدف لمنع تيار الاخوان المسلمين من التأثير على جمهور المخيمات وتحقيق تفاضل عددي بالتسجيل للانتخابات، املا في 'تمثيل فلسطيني' ببرلمان المستقبل من الطراز الذي لا يركب قسرا في حافلة الاخوان المسلمين.

بالنسبة لرباعي المخيمات في البرلمان كانت الفرصة مواتية لتذكير جميع الجبهات الساعية لان تغرف اصواتا من خزان جمهور المخيمات، بان للمخيمات رموزها ورجالها من اولادها.

لذلك اكد الحجوج لـ'القدس العربي'، أن البيانات لم تستهدف شخصا بعينه لكنها ارادت التذكير بأن اي مال سياسي يمكن ان يستثمر لاحقا لن يؤتي ثماره، فأصوات مخيمات اللاجئين عصية على الشراء والمخيمات ستقوم بواجبها الوطني والانتخابي بمعزل عن التأثيرات خارجها.

القصة بطبيعة الحال فجرت نقاشا اكثر عمقا بعنوان محاولات ملموسة وعلنية لتنظيم اجتماعات مكثفة داخل اوساط المخيمات حتى يتقلص تيار المقاطعة، الذي يقوده الاخوان المسلمون، باعتبارهم المحطة الابرز لاستقطاب اصوات الثقل الفلسطيني في المجتمع الاردني.

طبعا يلاحظ الباحث السياسي كمال هديب أن عدة جهات رسمية وغير رسمية تسعى للحصول على اصوات من ثقل المخيمات في انتخابات لا يوجد فيها اصلا اي حصة من المقاعد لابناء المخيمات، وفي اوساط مهددة مرة بسحب الارقام الوطنية واخرى بمنعها من التوظيف، وثالثة باتهامها بالوطن البديل.

اما بالنسبة لعضو البرلمان الظهراوي فالمخيمات ساحة لاهلها فقط وستقول كلمتها بوطنية وبروح مسؤولة.

وعمليا لم يقف الامر عند هذا الحد، فالناشط السياسي ووكيل التنظيمات الاسلامية المحامي موسى العبدللات يكشف النقاب في حديث لـ'القدس العربي' عما يسميه باتفاق واضح بين الحكومة الاردنية وجميع اوساط واجنحة حركة فتح، لدفع الوسط الفلسطيني للمشاركة بقوة في الانتخابات المقبلة، تسجيلا واقتراعا وترشيحا حتى يهزم برنامج المقاطعة الذي قرره الحراك الشعبي.

العبدللات، وهو مقرب من حركة حماس، يرفض علنا ما يسميه بمؤشرات تدلل على ان شخصيات محددة في حركة فتح محسوبة حصريا على القيادي محمد دحلان تحاول التدخل والـتأثير في الانتخابات الاردنية باسناد ودعم خلفي من السلطة في رام الله وعمان.

ويؤكد العبدللات بان شبيبة حركة فتح لها موقف ايجابي من هذه التدخلات، ستعلن عنها بالتفصيل لاحقا، مشيرا الى ان رموز حركة فتح في الساحة الاردنية وبعض رموزها المقيمة في الامارات ومصر بدأت تبحث عن دور لها في الساحة المحلية عبر الانتخابات الاردنية.

هذه برأي العبدللات عملية تزييف سياسية واضحة للوقائع ومحاولة للاستعانة باطراف خارجية على امل التمكن من 'انقاذ' الانتخابات التي لا تحظى بمباركة الجماهير.

اوساط متابعة رصدت حركة نشيطة بالسياق لشخصيات اساسية من حركة فتح، نظمت في ما يبدو لقاءات بالمخيمات لاغراض تفعيل المشاركة في الانتخابات، وبين هذه الشخصيات رجب قدومي مسؤول التعبئة والتنظيم في الحركة، ومفوض التعبئة والتنظيم جمال المحيسن، الذي اكد الناشط السياسي الشاب طارق عبد الحليم لـ'القدس العربي' انه استمع له شخصيا في مخيم البقعة يدعو الناس للمشاركة في الانتخابات.

العبدللات يشير لما هو ابعد من ذلك فجميع اطياف فتح بدأت تدعم خيارات المشاركة الشعبية في الانتخابات الاردنية وبشكل لا يمكن نكرانه.

الشكل الذي يتحدث عنه العبدللات ويصادق عليه الناشط البارز في مخيم البقعة خالد عرار انتهى برصد شخصيات فتحاوية عريقة تتجول في عمان وتحضر اجتماعات وتتصل باعوان لها في المخيمات تحت عنوان تنشيط المشاركة في الانتخابات المقبلة داخل الاردن.

ومن الشخصيات التي ظهرت في السياق سمير المشهراوي وخالد نزال وخضر الكوز وبلال حمدان وحسن رباح، كما تردد ان القيادي البارز في الحركة عباس زكي يبحث الامر مع شخصيات نشيطة في الاردن تتهيأ لترشيح نفسها للانتخابات.

ويبدو ان الوزير الاردني والقيادي الاسبق في حركة فتح كمال ناصر ينظم اجتماعات ذات بعد وطني اردني في نفس السياق، فيما يتم تداول انباء عن اتجاه قوي في الدولة الاردنية يسعى لدعم تشكيل قائمة وطنية عريضة على مستوى المملكة تنهل باسترخاء من خزان اصوات المخيمات والمحافظات وتتمثل بشخصيات اردنية واخرى اردنية من اصول فلسطينية.

القدس العربي