أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
دبلوماسي أوروبي: هجوم رفح سيجلب إدانات لإسرائيل مدرب الحسين إربد يؤكد سعي الفريق لتحقيق لقب كأس الأردن كندا تعتزم منح 5 آلاف تأشيرة لسكان غزة استئناف رحلات الحجاج الجوية من صنعاء إلى جدّة خروج مستشفى الكويت برفح عن الخدمة وكالة الطاقة الذرية: إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب في الأشهر الأخيرة استشهاد 7 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال لرفح الجيش العراقي يدمر 15 مخبأ لعصابة داعش شمال البلاد متطرفون يشرعون بأعمال توسعة مستوطنة "شافي شمرون" شمال غرب نابلس الرئيس التشيكي يصل إلى عمان إسبانيا تتعهد بمساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة مليار يورو إنطلاق فعاليات أسبوع الترويج لسياحة وتراث الزيتون الأردني عاصفة غبارية في الرويشد والأرصاد تحذر من السّير على الطرق الصحراوية لقاء تعريفي بلواء الكورة بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي الجالية الأردنية في الإمارات تحتفل بعيد الاستقلال غريفيث : نساء وأطفال أحرقوا أحياء برفح صحة غزة تطالب بتدخل دولي لحماية المنظمات الصحية والعاملين فيها. القسام تقصف حشدا لقوات الاحتلال بجباليا الأراضي تطلق خدمة تقديم طلبات البيع إلكترونيا بمعان والطفيلة وبصيرا ووادي موسى والشوبك الأمن: إجراء قانوني بحق قيادة مركبة باستعراض بعمّان.
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة الوزير والنائب الأسبق د. بسام العموش للاخوان...

جماعات الفساد ولصوص المال يتمنون غيابكم عن البرلمان

الوزير والنائب الأسبق د. بسام العموش للاخوان المسلمين : تغيير الدستور والقانون لن يتم من ساحة النخيل بل في البرلمان - وثيقة

18-09-2012 12:45 AM

زاد الاردن الاخباري -

وجه الوزير والنائب الأسبق د. بسام العموش رسالة إلى "الإخوان المسلمين" نصحهم فيها بعدم مقاطعة الانتخابات.

وقال في الرسالة أن "البقاء بعيداً عن منبر البرلمان عبر المقاطعة التي لا تفيد الإسلام ولا الوطن ولا الجماعة"، محذرا اياهم "من الوقوع فيما لا تحمد عقباه نتيجة ما أعلن عن مقاطعتكم الانتخابات النيابية القادمة".

وأضاف انه "في الأردن فلا ينكر عاقل وجود الفساد وحاجتنا للإصلاح ولكن هذا الإصلاح يحتاج إلى صالحين مصلحين وأنتم منهم ولهذا فلا بد من الانخراط في العملية الإصلاحية عبر قنواتها الطبيعية. ولا آت لكم بجديد فهو منهجكم (ان أريد الإ الإصلاح ما استطعت) عبر استخدام المنابر المختلفة سواء كانت منابر مسجدية أو برلمانية أو وزارية، أما الاقتصار على أسلوب التظاهر والمسيرات والاحتجاجات التي قد يستغلها البعض لتؤدي إلى مصادمات فهذا ما يجب الانتباه له".

وقال "إن طاغية سوريا يتمنى لو تدب الفوضى في الأردن حتى يرحّل أزمته وأزمة نظامه خارج حدود سوريا، كما إن النظام العراقي الموالي لإيران يتمنى الخراب للأردن كي يخلو لهم الجو ويصطادوا في الماء العكر".

وأشار "أن جماعات الفساد ولصوص المال يتمنون غيابكم حتى يخلو لهم الجو فيعبثوا بمقدرات الوطن والأمة".

وقال "لا أحرم استخدام الاحتجاج السلمي لكن الميدان الأقوى والأفضل للدعوة إلى الحق هو ميدان البرلمان حيث التشريع والمراقبة والمحاسبة وطرح الثقة والتأثير السياسي والاجتماعي".

وقال ان "الإصلاح الدستوري برمته فبابه مفتوح ولا يحجر على أحد طرح ما يشاء فلم تعد هناك ممنوعات ولكن القانون فضلا عن الدستور لن يتم تغييره من ساحة النخيل بل المكان الخص بذلك هو ساحة البرلمان مع أن قانون الاجتماعات يضمن لكم المسيرات حتى وأنتم تحت القبة".

وفيما يلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

نداء الصدق للإخوان المسلمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعلمون من كنت فيكم، فقد نشأت شبابي في محاضنكم وترعرعت على مائدة القرآن الكريم في الأسر والكتائب والرحلات والمخيمات، وما كان لنا من هدف سوى الجنة، ولم يدر بخلدنا يومها نيابة ولا وزارة ولا سياسة ولا حكم، بالرغم من فهمنا أن الإسلام دين شامل، كنا نعيش في ظلال القرآن وعطر السنة والمطهرة وجميل تاريخ الراشدين ومن بعدهم وصولاً إلى الشهيد المؤسس الذي أحببناه لغيرته على الدين من طفولته إلى أن أسلم روحه على يد الظالمين.

حملنا الهم الإسلامي من فلسطين إلى جاكارتا ومن طنجة إلى بغداد ومن استانبول إلى عدن، نفكر في قضايا المسلمين وكلما تقدم بنا السن كبر الهم وعظمت المسؤولية.

كلفتموني بالوعظ والإرشاد وأنا ابن ستة عشر عاماً وتطورت المهام الداخلية التنظيمية فتوليت قيادة الأسر ورئاسة الأقسام وأوصلتموني إلى مجلس الشورى المحلي والعالمي، وقدمتموني إلى البرلمان وأديت كل ما طلبتموه مني بكل أمانة وإخلاص حتى في الأمور التي كان لي فيها رأي آخر، أمرتموننا أن نحجب الثقة عن الحكومات ففعلنا وكلفتموننا بالكلمات القوية فألقيناها، وطلبتم المواقف الحادة فوقفناها دون هيبة ولا تقصير.

ولما جاء عام 1997م وقاطعتم، نصحنا في الحوار الداخلي فلم يسمع لنا، ولما كتبت رداً على بيان المقاطعة كانت المحكمة وكان الفصل النزق المستهدِف وللأسف ، فلم يستوعبنا القوم سواء كنا على صواب أو خطأ ولما بُلِغت بالأمر عدت أدراجي إلى أكثر من سبع وعشرين سنة مستعرضاً شريط الأحداث متسائلاً: أهكذا بكل بساطة؟! أين القوم من الأخطاء التي وقعت من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان موقف الرسول من أصحاب تلك الأخطاء؟! لقد تيقنت أن الخلل قد تسرب، والاصطفافات قد تمت، وقد أخذ الناس مواقعهم ودخلوا خنادقهم!! فماذا ينفع بعد ذلك وقد صنفوك واستهدفوك وصرت في نظر بعضهم جزءاً من المشكلة!! لقد نسي القوم كل فعل واهتبلوا الفرصة وقرروا، ولم يعد من المناسب الاستمرار في الجدل فذرفت دمعة على التاريخ والأيام لا ندماً لا سمح الله بل لأن الأمر قد عزَ عليَ، وقدرت أن وجودي خارج التنظيم أنفع للتنظيم ولديني شخصياً، فالتنظيم وسيلة لعبادة الله وليس هدفاً بحد ذاته، فقلت أخدم الفكرة من خارج التنظيم بعيداً عن الجدل والتهم والتزاحم على المواقع واغتيال الشخصية، فإنْ وصلت إلى خير فهذا ما أريد وأقصد، وللإخوان في هذا الخير نصيب باعتبار فضلهم في نشأتي، وإنْ كانت الأخرى فهو خطأي الذي لا يتحمله الإخوان . ومع ذلك لم أسلم من كلام بعضكم حتى وصل مرحلة الافتراء، وكذب بعضهم فقالوا وسوقوا: إن فلاناً ترك الجماعة ليصير وزيراً!! وكلكم يعلم المدة الزمنية بين الفصل والوزارة، واعتبر بعض إخوانكم عدم إلقاء التحية عليَ عبادة فصعروا خدودهم وأكلوا اللحم الحرام، مع هذا صبرت واحتسبت، ولا زلت أقول للناس: إنني لم أترك الإخوان ولكنهم هم الذين تركونني وزهدوا فيَ!! ومع هذا أذكر بكل احترام إخوة لم تتغير معاملتهم معي بل ظلوا يعكسون التربية الإسلامية الحقيقية التي يجب أن تثمرها المناهج التربوية للجماعة في أفرادها.

لقد راقبت مشهد الجماعة منذ عام 1993م وأنا أرى الأمور ليست كما يجب وتكررت المقاطعة وتداخلت معها مشاركات ووضْع الإخوان لا يسر. وخلال تلك السنين لم أغدر الجماعة بل نصحت لها بالقلم والقول الشفوي كلما لاحت الفرصة مواجهة أو عبر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. بل كنت أذكر الجماعة بالخير حتى عند صاحب القرار وفي أكثر من مرة وبعضكم كان حاضراً على ذلك (إسألوا الدكتور عبداللطيف عربيات عن لقاءين مع جلالة الملك).

واليوم أرى الجماعة على باب الخطأ نفسه تريد البقاء بعيداً عن منبر البرلمان عبر المقاطعة التي لا تفيد الإسلام ولا الوطن ولا الجماعة، وهذا يفرض علي أن أكرر النصح نفسه فإن أخذتم به فهذا ما أريد وأقصد، وإن كانت الأخرى فقد أديت واجب النصح لكم فأنتم جزء من المسلمين ولكم علينا حق النصيحة تنفيذاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) أكتب لكم بهذه النية الخالصة المخلصة، أنصح لكم مذكراً ومنبهاً، فالمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه. وموضوع نصيحتي هو التحذير من الوقوع فيما لا تحمد عقباه نتيجة ما أعلن عن مقاطعتكم الانتخابات النيابية القادمة هذا العام 2012م، فرغم أن المقاطعة مسألة تقديرية أنتم أدرى بها، لكنكم جماعة إيجابية منذ تأسيسكم في هذا البلد الطيب وأنتم تنصحون وتشاركون و تعتبرون أمن الأردن عبادة. وقفتم ضد الانقلابيين الناصريين البعثيين في نهاية الخمسينات، ولم تشتركوا في فتنة أيلول ولم تستغلوا أحداث الخبز، وكانت لكم وقفه في حرب الخليج و كنتم في البرلمان منذ الخمسينات، وصارت لكم كلمة عام 1989م وشاركتم بأهم الحقائب الوزارية الشعبية. وهذا لم يمنعكم من إنكار المنكر وتقديم النصح. ولقد أساءت حكومات لهذا الوطن يوم قامت بتزوير الانتخابات وكان القصد منها إبعادكم!!.

واليوم قد حلّ الربيع على بلاد العرب حيث ثارت شعوب على طغاتها الظالمين الذين سفكوا الدم وانتهكوا العرض وقتلوا الحرية فتبدلت أحوال بعض الأقطار وصار في تلك الاقطار رؤساء دول ورؤساء حكومات متدينون يخافون الله تعالى ويسعون للإصلاح ونحن بدورنا ندعو الله لهم بالتوفيق والسداد. فهل يعقل في موسم قطف الثمار أن يغيب المخلصون فيزداد الناس إحباطاً؟!.

أما نحن في الأردن فلا ينكر عاقل وجود الفساد وحاجتنا للإصلاح ولكن هذا الإصلاح يحتاج إلى صالحين مصلحين وأنتم منهم ولهذا فلا بد من الانخراط في العملية الإصلاحية عبر قنواتها الطبيعية. ولا آت لكم بجديد فهو منهجكم (ان أريد الإ الإصلاح ما استطعت) عبر استخدام المنابر المختلفة سواء كانت منابر مسجدية أو برلمانية أو وزارية، أما الاقتصار على أسلوب التظاهر والمسيرات والاحتجاجات التي قد يستغلها البعض لتؤدي إلى مصادمات فهذا ما يجب الانتباه له.

لا أحرم استخدام الاحتجاج السلمي لكن الميدان الأقوى والأفضل للدعوة إلى الحق هو ميدان البرلمان حيث التشريع والمراقبة والمحاسبة وطرح الثقة والتأثير السياسي والاجتماعي. لقد كنتم في البرلمان تشهدون لله تعالى يوم كان المرحوم يوسف العظم وحيداً في البرلمان يقول كلمة الحق لا يخشى في الله لومة لائم. ووقف في البرلمان المرحوم محمد عبد الرحمن خليفة وعبد الباقي جمو وغيرهم يؤدون الدور إلى أن صار وجودكم عام 1989م ملفتاً حيث شد الله عضدكم بإخوان كثيرين صار برلمانهم مضرب المثل، وانفرجت الأمور تحت ضغط البرلمان وعادت الحريات للناس وكان لكم بعد الله الفضل في إنشاء كلية الشريعة بجامعة اليرموك وصارت الدول المراقبة تحسب حساب الصحوة الإسلامية ورافق تحرككم تحرك آخرين إسلاميين في الأقطار الأخرى فصار إسلاميو تركيا في سدة الحكم وتبعهم إسلاميو المغرب وتونس ومصر.

لقد كللتم نشاطاتكم بدخول الحكومة فقدمتم ما استطعتم رغم قصر المدة وشهدتم في البرلمان الثاني عشر على ما سمى معاهدة السلام فعارضتموها إنطلاقاً من عقيدتكم التي لا تقر بوجود الكيان الغاصب على أرض فلسطين.

من حقنا في الأردن أن يستمر الإصلاح وأن ترفعوا رايته وبخاصة أنكم حركة لم يصبها ما أصاب مثيلاتها في الأقطار الأخرى، فاستمر وجودكم لحكمتكم وحكمة قيادة البلد في التعايش والتناصح، فهل تقبلون أن يصل إخوانكم في الأقطار إلى صناعة القرار وتبقون أنتم ترفضون المشاركة وتستمرون في المظاهرات والمسيرات؟!

لا أريد لكم ذلك لأن الناس تستفيد ممن يملك قلم التوقيع وحق القرار، أما من يوسع الناس كلاماً أو شعارات فهذا لا يكفي بحال من الأحوال، وهو أمر خارج عن منهجكم في المزاحمة والإصلاح، وتعلمون أن المسيرات ليست هدفاً بل وسيلة. لقد كان عليه السلام يدعو في صحن الكعبة والأصنام تحيط بها بل كان يصلي هناك دون أن يلتفت إلى وجودها حتى إذا حانت ساعة الحق وكزها بعصاه فتهاوت واحدة تلو أخرى.

إننا في بلد ضعيف الموارد مستهدف الجوانب يتطلع إليه الصهاينة على أنه وطن بديل وهم ينتظرون لحظة الفوضى تدب على أرضنا كي يقوموا بتهجير إخواننا من الأرض المحتلة، وعندها لا يبقى أردن ولا يبقى أمل لفلسطين. وإن طاغية سوريا يتمنى لو تدب الفوضى في الأردن حتى يرحّل أزمته وأزمة نظامه خارج حدود سوريا.

كما إن النظام العراقي الموالي لإيران يتمنى الخراب للأردن كي يخلو لهم الجو ويصطادوا في الماء العكر.

إنكم خيرة الخيرة وتاريخكم معروف ولا يمكن أن تسجلوا على أنفسكم خراب هذا البلد بدعوى الرغبة في الإصلاح. إن الإصلاح لا يكون بتهيئة الأجواء للعنف ولا ندري من يندس بيننا؟ ولا ندري من سيدفع له من الصهاينة أو نظام الأسد أو نظام بغداد وماذا هم فاعلون؟.

إن هذه الدولة لم تلطخ يدها بدم إسلامي واحد وكانت تعتمد أسلوب الحوار ولا زالت وقد افتتح ( الملك عبد الله الأول ) أول دار لكم في جبل عمان، وقدم (الملك طلال) دستور 1952م الذي أثنيتم عليه، وألح عليكم (الملك حسين) للمشاركة عام 1993م وأنقذ خالد مشعل وأحمد ياسين وموسى أبو مرزوق، وها هو (الملك عبد الله الثاني) يحاوركم ويجلس معكم مرات عدة ويذكركـم في آخر مقابلة صحفية بأنكم جزء هام من شعبه. وإن جلالته يتقرب إلى الرئيس المصري ورئيس الوزراء التركي وهو مستمر في تحسين العلاقة بحماس ودعمه لأهل غزة فهل بعد هذا كله تقاطعون؟!.

هل الخلاف على عدد النواب؟ أردتم تعديل الدستور فكانت تعديلات ولم يغلق الملك الباب بل قال إنها وجبة على طريق الإصلاح، وطلبتم نقابة معلمين فصارت حقيقة على أرض الواقع، وطلبتم محكمة دســتورية فتحقق ذلك، وجرى تعديل على قانون الانتخابات ليحقق شيئاً مما نطمح إليه في هذا البلد، وإن كنا نطمح في هذا القانون إلى مزيد من التحسين.

إذن نحن أمام حركة إصلاح مستمر ولم يكتمل مشواره، وبوجودكم ستزداد سرعة دواليب الإصلاح، فهل لكم أن تسمعوا نصيحتي وتشاركوا في الانتخابات فتنزعوا فتيل فتنة يريدها أعداء هذه الأمة وأعداء هذا البلد.

إن نحنحة الحناجر وطيش الطائشين والتهديد بحرق ساحة النخيل لا يفيد بل الأمر كما قال تعالى (وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).

وتذكرون نصائح إخوانكم لكم من الأقطار الأخرى: فقد كان المرحوم سيد قطب يقول عن الأردن (دعوا هذه الرئة تتنفس) وقد كرر نفس العبارة الرئيس محمد مرسي، وكان المرحوم عدنان سعد الدين من دعاة المشاركة للأخوان في الأردن، ونصحتكم حركة حماس بالمشاركـــة فهل تتركون كل هؤلاء لتستمعوا إلى فلول الفكر اليساري الذين يتسترون خلفكم ويستفيدون من جماهيريتكم ، ثم لا يلبثون يقفزون تاركينكم في الوقت المناسب. وأنتم أكثر الناس إدراكاً أن جماعات الفساد ولصوص المال يتمنون غيابكم حتى يخلو لهم الجو فيعبثوا بمقدرات الوطن والأمة. إنني وبنية خالصة نابعة من محبة لكم ولهذا البلد أدعوكم لمراجعة قراركــم الأخيـر لتكونوا إيجابيين كما كنتم ولا تقيسوا على البلدان الأخرى التي وقعت فيهـا المنكرات من قتل وهتك وهدم للمساجد وكفر بدين الله، وحتى لا نجرإلى المواجهة بين الأخ وأخيه لا سمح الله مما يكلفنا الكثير وستكونون أول من يخسر المرحلة بكاملها.

وأذكركم أننا تربينا على فقه عدم قسمة الغلام لأننا نحن أم الغلام، وهو هنا الوطن الذي ترددون أنه بلد الحشد والرباط وليس بلد الدمار والخراب، وقد رأيتم الاقطار الأخرى مثل العراق وسوريا كيف دُمرت وكم تحتاج من المال والزمن حتى يعاد بناؤها إن وجدت مخلصين!

وقد يقول قائلكم إننا لا نريد خراباً بل هو مجرد الضغط على صاحب القرار فأقول: للضغط زمنه ومدته، وما عاد لدينا وقت، فلماذا لا نقدم للملك أطروحة مفادها: أننا نحن الإخوان المسلمين غير راضين عن هذا القانون ولكن إكراماً لك وتقديراً للظروف الصعبة التي يمر بها الوطن وتشهدها المنطقة فإننا لن نخذلك بل سننحاز إلى المصلحة العامة وسنخوض الانتخابات لنخرج برلماناً يرفع رأس الأردنيين ليعتزوا به ويفخروا، ولنكون معك في رحلة النزاهة الديمقراطية التي تخدم الأردن، وسنعمل من خلال البرلمان على مكافحة الفساد لننهض ببلدنا متطلعين إلى تغيير حقيقي يبعد الفاسدين عن مواقع القرار ويطوي صفحة وراثة المناصب الحكومية بل لنذهب نحو حكومات برلمانية تتحمل المسؤولية وتتم محاسبتها على ما تقوم به.

هذا الطرح السياسي على جلالة الملك سيلقى الترحيب، وسيكون في موضع التقدير والشهادة للتاريخ مما يعزز أن الإخوان ليسوا طلاب مناصب بل دعاة إصلاح.

أما القانون الحالي بل الإصلاح الدستوري برمته فبابه مفتوح ولا يحجر على أحد طرح ما يشاء فلم تعد هناك ممنوعات ولكن القانون فضلاً عن الدستور لن يتم تغييره من ساحة النخيل بل المكان الخص بذلك هو ساحة البرلمان مع أن قانون الاجتماعات يضمن لكم المسيرات حتى وأنتم تحت القبة، ومن كان لديه أكثر من خيار فهو أقوى وأجدر أن يلبى طلبه وكلكم يعرف معنى الحيز إلى فئة والتحرف في القتال وتوزع المسلمين ليغطي كلٌ ثغرته وهو فقه سياسي عال يقوم على توزيع الأدوار وعدم وضع النفس في الزاوية الضيقة.

أرجو أن أكون قد وفقت في إيصال النصيحة وأملي أن تدرس بعناية وصفاء نفس وعقل نير وقلب مفتوح.

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

د. بسام العموش

30/رمضان/1433ه الموافق 18/8/2012م

العرب اليوم



 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع