زاد الاردن الاخباري -
خاص – خالد عياصرة - حل مجلس النواب دستوريا بات وشيكا، هذا يعني تحديد موعد الانتخابات القادمة، وإقالة الحكومة التي تنسب في الحل. البعض يحدد موعد الاستحقاق القادم في العشرة الأواخر من شهر كانون الأول.
البعض الأخر يقول إن حل مجلس يشكل عامل انفجار بوجه النظام، غير متوقع، كونه يعني عدم الاكتراث بمطالب الحراك الإصلاحي كله.
الا أن العروس الثيب (الانتخابات) بالرغم من التطبيل والتزمير الكبيرين لها، لم تصل بعد إلى عقل المواطن، حتى وان وصلت فهي مشوهة.
المواطن الذي يعد صلب العملية الانتخابية، واقع بين سندان المقاطعة والمشاركة، والخلط بين هل التسجيل يعني المشاركة، وهل المقاطعة تعني ضياع الحق الدستوري، هل من الممكن أن أسجل اليوم لأقاطع الغد !
هل التسجيل يعني إعطاء الشرعية للنظام الذي يسير بخطى ثابتة نحو إصلاح يرغبه هو لا علاقة له بمطالب الحراك الإصلاحي؟ هل عدم التسجيل يعني سحب البساط من قدميه؟
هذه الأسئلة تشكل مجتمعه أسبابا مشروعة للعزوف عن التسجيل، سقطت الحكومة في إيصال مفهومها الجديد للشعب.
جزء كبير من المشكل جاءت بسبب سواء إدارة الملف برمته، الذي انقسم - كأنه قالب من الكيك - ما بين عبد الإله الخطيب رئيس اللجنة العليا للانتخابات، وسميح المعايطة الناطق الرسمي باسم الحكومة. حيث سيطر الأخير على كافة المفاصل، مع الإبقاء على مظهر الخطيب الشكلي.
فيما يتعلق بالتسجيل، الذي مازال متواضعا – وصل إلى مليون و 155 الف - مع بدا العد العكسي للاستحقاق القادم، سيما وانه لم يصل لذروته إلى الان، لنتذكر جميعا أن العشائر الأردنية إلى الان لم تتحرك في غالبيتها، ولم تعقد في اغلبها اجتماعات عشائرية لمناقشة المشاركة والحث على التسجيل، خصوصا مع دخول الأفكار الإقليمية على الخط التنافسي، كما من الضروري الانتباه إلى أن المخيمات لم تتلقى بعد هي الأخرى الضوء الأخضر بالتسجيل إلى الان.
أمر أخر أسهم في عزوف الشعب عن التسجيل للانتخابات، يدور في فلك عدم تواصل النواب الحاليين سواء اتفقنا معهم أم لم نتفق، مع قواعدهم الشعبية، والتي نتوقع أن تتحرك خطى سيرها بعد حل المجلس الحالي مباشرة.
ومن الجديد بالذكر أن الطبقة الرأسمالية المرتبطة تقليديا بالأحزاب الفردية، لم تتحرك هي الأخرى إلى اليوم، وان تحرك " البعض " منها فأنها تسير بشكل مدروس لـ"جس نبض"، حذر وخجل.
هذه الأمور مثلما كانت سببا في عزوف الشعب عن التسجيل، قد تكون حافزا قويا في دفع عجلتها.
ختاما، لا يمكن إسقاط العزوف الإرادي الشعبي عن التسجيل للانتخابات القادمة عمل على تقوية حجة الحراك الإصلاحي الشعبي ذو القلب العشائري، والقائل بضرورة مقاطعة الانتخابات القادمة تسجيلا وانتخابا .
خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com