زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - البيان الذي اصدره منذ يومين في عمان نشطاء حراك مدينة ذيبان جنوبي العاصمة يحمل في مؤشراته تحضيرا متوقعا لموجة جديدة من 'الصخب والسخونة' ليس على مستوى الهتاف فقط ولكن ايضا على مستوى التحضير لخطوة 'فارقة' في مستوى اعتراض الشارع قريبا.
ذيبان كانت المدينة التي انطلق منها الحراك اصلا قبل اكثر من عام ونصف في الاردن والتي شهدت ولادة اول حالة تجاوب مع الربيع العربي ضد حكومة سمير الرفاعي انذاك.
وطوال اسابيع خفت الحراك في ذيبان تماما وتمركز في مدينة الطفيلة وضعف في مدينة الكرك وبدا موسميا في مناطق شمال المملكة وادخله الاسلاميون في حساباتهم السياسية المتعلقة بالملفين السوري والمصري.
لذلك حصريا اعتمدت مؤسسة القرار في استراتيجيتها اللاحقة على تقرير قدمه احد الباحثين للقصر الملكي يتحدث عن تلاشي ظاهرة الحراك في الوقت الذي بدأت تميل فيه مؤسسات الامن لاستعمال القبضة الخشنة وتدعم فيه السلطة مسيرات ضد الامن الناعم. اليوم يقول الحراكيون في مدينة ذيبان بان المعادلة مختلفة ويصدرون بيانا حادا تلقت 'القدس العربي' نسخة منه فكرته ببساطة الانتقال للخطة في الحراك الشعبي وهي توحيد الحراكات وتجاهل الخلافات والتوحد 'لاجبار' النظام على التغيير والاصلاح ومغادرة منطق المناشدة والمطالبة.
لذلك تبنى حراك ذيبان الدعوة لمسيرة شعبية حاشدة في كل مكان تجدد جذورة الحراك وتظهر توحد الشعب الاردني.
مقابل ذلك يعلن الاسلاميون انهم يحشدون لمسيرة قوامها 50 الفا من المواطنين يفترض ان تشكل نقطة تحول فيما يبدو واضحا لكل المراقبين بان العودة القوية لايقاعات الحراك سببها الرئيسي استراتيجية تجاهل الحراكات التي اتبعتها مؤسسة القرار وفقا للناشط السياسي محمد خلف الحديد.
لكن ثمة اسبابا اخرى اكثرعمقا فانكشاف مستوى التضامن المالي والاقتصادي العربي مع الحكومة الاردنية عزز من التكلم عن الفساد وتحذيرات شخصية من طراز احمد عبيدات بخصوص سيناريوهات الاعتداء المحتملة على اموال مؤسسة الضمان الاجتماعي اقلق طبقة كبيرة من المواطنين.
فوق ذلك ادت الاعتقالات التي تهدف لفرض هيبة الدولة الى مزيد من تنشيط خلايا الحراك في الوقت الذي شعر فيه الحراكيون بان 'تندر' الامير حسن وانتقاداته المتتالية لمظاهر الحراكات يدفعهم لتكثيف عملهم، الامر الذي يظهر اهمية بيان حراك ذيبان الصادر مؤخرا والهادف للعودة الى جذر القصة والقضية خصوصا بعد الاصرار المرجعي على تشكيل حكومات ضعيفة جدا بتركيبة اضعف تتولى مهمات في قمة التعقيد.
وكان الامير حسن قد دعا الاردنيين في اخر مقابلاته التلفزيونية لان 'يعدوا للعشرة' قبل المضي قدما في ايذاء الذات.
وباعتراف شخصيات مهمة من طراز عبيدات ورئيس مجلس الاعيان طاهر المصري وصل الاحتقان الى مستويات غير مسبوقة في صفوف المجتمع فيما بدا مؤخرا بان اجنحة اساسية من نخب وقادة الحكم يميلون الى رؤية نقدية لمستوى الادارة الحكومية للمشهد وسط تشاؤم من الاصرار على تنظيم الانتخابات في توقيت الانفلات الاجتماعي والامني.
بين هؤلاء كان رئيس الوزراء الخارج للتو من مطبخ القرارعون الخصاونة وبينهم المخضرم عبد الكريم الكباريتي البعيد تماما عن كل الاضواء ومعهما عشرات من شخصيات القرار والتجربة التي تنتقد بشدة اداء وزارة الرئيس فايز طراونة وطريقتها في العمل.
القدس العربي