خلافات حادة ومتصاعدة بين "الوطنية للاصلاح" و "الحركة الاسلامية"

أزمة حادة داخل الاخوان .. و"تنظيم دولي" يتوسط لحلها

زاد الاردن الاخباري -

كشفت مصادر مطلعة على الشأن الاخواني النقاب عن تفاصيل الوساطة التي قام بها التنظيم الدولي للاخوان المسلمين لحل الازمة الاخوانية الداخلية بين تياري الصقور والحمائم ونتائج مهمة قام بها مبعوث التنظيم الى عمان خلال الايام الماضية.

كما أماطت المصادر إلى ( الرأي) اللثام عن خلافات حادة ومتصاعدة نشبت بين قيادتي الجبهة الوطنية للاصلاح من جهة، والحركة الاسلامية على خلفية إعلان الحركة الاسلامية ما اطلقت عليه المسيرة الكبرى نهاية الشهر الجاري.

محور اعتراض قيادة الجبهة الوطنية للاصلاح هو أن جماعة الاخوان المسلمين اعلنت عن تنظيم المسيرة تحت اطار الجبهة الوطنية للاصلاح دون التشاور مع قيادة الجبهة، متهمة قيادة الحركة الاسلامية بمحاولة «التغول» على الشارع والحراك وتجييره لصالح أجندتها.

وفي شأن وساطة التنظيم الدولي لحل الازمة الداخلية في جماعة الاخوان المسلمين، قالت المصادر إن مكتب الارشاد التابع للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين قام مؤخرا بارسال احد القيادات الاخوانية المصرية للقاء المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين والمكتب التنفيذي لإخوان الاردن على خلفية قيام قيادات من رموز تيار الحمائم بالتقدم بشكوى لمكتب الارشاد عن التجاوزات التي يرتكبها تيار الصقور داخل الجماعة.

وتضمنت الشكوى تلك التجاوزات التي جرت خلال انتخابات مجلس شوري الجماعة وقيام التيار المتشدد باستخدام المال السياسي ووجود تنظيم داخلي إخواني يسيطر على قرارات الجماعة يرتبط بعلاقات قوية مع حركة حماس وينفذ توجهاتها وان هذا التنظيم قام بعد انتخابات مجلس الشوري بإقصاء تيار الحمائم عن تولي أي منصب قيادي داخل الجماعة.

وطلب تيار الحمائم في الشكوى تدخل مكتب الارشاد في التنظيم الدولي للاخوان لحل هذه الخلافات وإنهاء هذه المشاكل وتدارك مسألة مواجهة جماعة الاخوان المسلمين في الاردن حالة من الانقسام وحدوث انشقاقات غير مسبوقة عنها.

وبينت المصادر إن القيادي الاخواني المصري حمل رسالة شفوية من المرشد العام للمراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين همام سعيد اكد فيها ضرورة نبذ الخلافات وانهاء أي اشكالية داخل الجماعة، وطلب من همام سعيد تشكيل وفد من المحسوبين على تياري الحمائم والصقور للسفر الى مصر للالتقاء مع المرشد العام باعتباره القائد الاعلى للجماعة لانهاء الخلافات واحتواء الازمة داخل البيت الاخواني في الاردن.

تنقل المصادر القريبة من داخل البيت الاخواني أن سعيد أكد لمندوب مكتب الارشاد ان ما نقل عن وجود خلافات اخوانية لا اساس لها من الصحة وان وضع الاخوان في الاردن في أحسن حال وان جميع القواعد مع القيادة الجديدة لمجلس الشورى والمكتب التنفيذي للجماعة.

وأضاف سعيد لموفد المرشد العام إن من نقل اليهم هذه المعلومات والخلافات يسعى لان يكون له دور في قيادة الجماعة بعد ان فشل في الوصول الى هذا الدور بطريقة الانتخاب وان هؤلاء اشخاص قليلين جدا وغير مؤثرين وانه « لايمكن لطالب الولاية أن يولى».

واقترح سعيد عبر رسالة شفوية حملها موفد المرشد العام ان يقوم المرشد بارسال وفد من قيادي الاخوان في مصر للوقوف على حقيقة هذه الخلافات بدلا من تشكيل وفد إخواني اردني لزيارة مصر.

وأشار سعيد في الرسالة إلى أن وفد إخوان مصر في حال زار إخوان الاردن سيتأكد من حالة الانسجام التي تعيشها الجماعة، معتبرا أن محاولة نقل الخلافات الى مكتب الارشاد تهدف الى إعاقة العمل وإيقاف جهود مجلس الشوري والمكتب التنفيذي باتجاه المطالب الاصلاحية.

وتفيد المعلومات أن سعيد أسر الى مقربين منه انه استطاع إقناع موفد المرشد العام بوجهة نظره وان الموفد اكد له بانه سيقنع المرشد العام بعدم جدوى إرسال وفد من الاخوان الى مصر باعتبار ان الامور داخل جماعة الاخوان المسلمين في الاردن طبيعية وان ما نقل الى المرشد العام لايتعدى كونه شكوى بسيطة من أشخاص غير مؤثرين في الجماعة وانه -أي سعيد -استطاع استيعابهم وانهى الخلافات فيما بينهم.

وفي شأن الخلاف المستجد بين قيادتي الجبهة الوطنية للاصلاح والحركة الاسلامية على خلفية تنظيم ما اطلق عليه الاخوان «المسيرة الكبرى» نهاية الشهر الجاري التي تقول مصادر الجبهة الوطنية انه تم الاعلان عنها من قبل الحركة الاسلامية دون التشاور معها.

وحسب مصدر مطلع داخل قيادة الجبهة الوطنية للاصلاح فان ردة الفعل القوية التي ابداها رئيس الجبهة احمد عبيدات بخصوص اعلان الحركة الاسلامية عن المسيرة وموعدها وان تكون تحت اطار الجبهة الوطنية هو رفض مباشر من قيادة الجبهة لمحاولة هيمنة الاخوان المسلمين على الشارع اضافة الى ان تنظيم هذه المسيرة سيؤثر بشكل مباشر وسلبي على مخرجات الملتقى الوطني حول قانون الانتخاب الذي أقامته الجبهة في الثامن من الشهر الجاري في مجمع النقابات المهنية.

وتؤكد المعلومات الراشحة عن هذا الخلاف عن وجود تحركات حثيثة ومكثفة من قبل بعض قيادات الحركة الاسلامية والجبهة الوطنية للاصلاح ومقربة من رئيسها احمد عبيدات لمحاولة احتواء التداعيات السلبية لهذا الخالف والتخفيف من وطأته على التحالف بين الطرفين ومنع تسربه الى العلن.

وتشير المعلومات التي حصلت عليها (الرأي) إلى أن ردة فعل الجبهة الوطنية على المسيرة التي اعلن عنها الاخوان المسلمين كان محور بحث مستفيض خلال اجتماع ما يسمى المجلس الاعلى للاصلاح الذي انشأه الاخوان مؤخرا.

وفي هذا الاجتماع اكدد عدد من قيادي الحركة ضرورة أن لا تعول جماعة الاخوان المسلمين على موقف الجبهة الوطنية للاصلاح بخصوص المسيرة التي تم الاعلان عنها ومحط اعتراض الجبهة وضرورة تجاوزه باعتبار ان الجماعة قادرة على الحشد لهذه المسيرة لوحدها ودون التشارك مع أي قوى على الساحة لتحقيق مكاسب سياسية وجماهيرية للجماعة فقط.

ويرى مراقبون أن تحرك قيادة الجبهة الوطنية للاصلاح ازاء التحركات الاحادية لجماعه الاخوان المسلمين يستهدف بشكل مركزي التاكيد على منع الحركة الاسلامية من التغول على الشارع والحراك وتجييره لخدمة أجندتها.

الراي