زاد الاردن الاخباري -
خاص – خالد عياصرة - أطفالا كنا، نلعب لعبة الأحجار السبعة، التي تتكون من 7 حجار على شكل مربع، يمكن وضعها فوق بعضها، ليتم التصويب عليها، من قبل أحد الأطفال بواسطة كرة" طابة " من " شريط " غالبا ما تكون "جرابات بالية "ومن يستطيع إصابتها يقوم "بإصابة " باقي الأطفال، الذين يحاولون الهرب من تصويبات الخصم.
اللعبة إلى حد ما تشبه الحكومة الأردنية، التي تشكل كابوسا مرعبا للشعب، لا جراء تفوقها في إذلاله، بل بسبب غبائها، وقصر نظرها، وسهولة التلاعب بها، وتوظيفها لحساب طبقات الفساد، ومستوياتها العليا، التي أوصلت البلد إلى شفا جرف هار.
لكن، ثمة فارق بسيط، هو أن الحكومة بدلا من التصويب باتجاه المشاكل الحقيقة توجها صوب الوطن، وبدلا من تصويب شرورها باتجاه الحرامية، وقطاع الطرق المتغلغلين في ثوب النظام، وقلبه، وعقله، توجهها نحو الشعب باعتبارة عدو لها، كأنها تقول للشعب: أيها الشعب الجبان قف على قدميك، أعلن ثورتك، لا تنتظر أن نُفيدك او أن نعمل لصالحك، فما أنت إلا فأرا للتجارب، يتم التخلص منه، في حال انتهاء دوره !
في إثناء ذلك، يستمر النظام بواسطة حكومته ورئيسها ( الخاسر: هو فايز الطراونة الذي يحمل مجموعة من الشهادات لا يقوى على إدارة نفسه) على كافة الصعد، في إقرار القوانين التي تهضم حقوق الشعب وتحصن حقوق وامتيازات الفاسدين، تلك القوانين التي تشترك في شي واحد وهو الفساد.
بمعنى أن القوانين والأنظمة والمشاريع والتعيينات التي اقترفتها يد " الخاسر " بتوجيهات مكن سيده ! سنجدها اما تدعم الفاسدين، واما تكافئ الفاسدين، واما تشرع للفاسدين وتحميهم وتمنع المساس بهم.
ما الجدوى من الإصلاح إن كتب بيد الفاسدين وأصحاب المصالح، ما الجدوى من الإصلاحات الدستورية مثلا إن كانت تأكل حقوق المواطنين ولا تحميها، ما الفائدة من وجود النظام إن كان لا يكترث لأمر الشعب.
في غضون ذلك، لو استعرضنا القرارات التي اقرها النظام بيد حكومته لوجدها تصب في مصلحة أعضاء العصابة الذين اعتبروا البلد إقطاعية خاصة لهم، ولكلابهم، وثعالبهم، وأفاعيهم وعقاربهم.
بداية من الضمان الاجتماعي مرورا بخيانة عمان الكبرى، والمجلس الأعلى للشباب ، والأحوال المدينة، والبوتاس والفوسفات، وليس نهاية بالوظائف العليا في الديوان ورئاسة الوزراء والسفارات ومواخير المؤسسات المستقلة التي لا يعلم أعلاها من أسفلها !
مع كل هذا، يلومون الشعب إن حاصر بيوت الفاسدين الذين أفقروا الشعب، بحجة أنهم أبناء عشائر، مع أن العشائر لا تعترف بهم مطلقا، فهي أشرف وأنظف منهم، لذا لابد من القول أن كل عشيرة تحمي فاسد، إنما هي فاسدة نتنه كما ابنها !
الفساد لا ينتج إلا فسادا، والظلم لا ينتج إلا ثورة، والثورة لا تنتج إلا حرية.
خالد عياصرة
Kayasrh@gmail.com