يتذاكى ليبرمان لخلق معادلة ، تستهدف تقويض حقوق اللاجئين المطرودين خارج وطنهم ، مقابل إبراز حقوق اللاجئين اليهود الذين غادروا بلادهم العربية وإستوطنوا فلسطين على أرض وممتلكات أهلها المشردين في مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا والأردن إضافة إلى مصر والعراق ، ويتوقون للعودة إلى مدنهم وقراهم في اللد ويافا والرملة وحيفا وبئر السبع ، وإستعادة ممتلكاتهم فيها .
ليبرمان يحتاج للتذكير أن حقوق الشعب العربي الفلسطيني ثلاثة ولها ثلاثة عناوين ، لثلاثة مكونات ، تصب في مجرى وهدف واحد ، وهو إستعادة حقوقهم المنهوبة ، الكاملة وهي :
الجزء الأول : الذي بقي على أرض وطنه المحتل عام 1948 ، أي في مناطق الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة ويتجاوز عددهم المليون وربع المليون نسمة ، يعيشون ضمن المجتمع الأسرائيلي وقوانينه وشروطه ، ويشكلون حوالي خمس عدد السكان ، ويتعرض هذا القطاع من الفلسطينيين للتمييز بكافة تلاوينه ، رغم بقاءهم في وطنهم ، وعلى أرضهم ، ولم يرحلوا عنها ، ولن يرحلوا ، ولهذا يناضلون ، من أجل المساواة ، أسوة بالمواطنين الأسرائيليين اليهود ، فالمساواة هي عنوان نضالهم المشروع ، ذات الطابع المدني الديمقراطي السلمي ، المساواة في حقوق المواطنة ، والخصوصية القومية ، وفي الوظائف ، والتعليم ، والعلاج ، والرواتب ، ومخصصات البلديات ، والتأمينات الأجتماعية وكافة مناحي الحياة ، وفي مواجهة العنصرية وقوانينها وتلاوينها والدارجة تحت يافطات مختلفة .
الجزء الثاني : وهم أولئك الذين يعيشون في مناطق الأحتلال الثانية عام 1967 أي في الضفة والقدس والقطاع ويتجاوز عددهم الأربعة ملايين نسمة ، ويناضلون ضد الأستيطان في قلب الضفة وضد التهويد للقدس والغور ، ويتطلعون نحو تحقيق الأستقلال ، والدولة المنشودة وعاصمتها القدس العربية الفلسطينية الأسلامية المسيحية ، بعد إزالة المستوطنات وفكفكة قواعد جيش الأحتلال الأسرائيلي ، والعيش بكرامة ، وفق قرارات الأمم المتحدة 181 و 242 و 1397 و 1515 .
والجزء الثالث : اللاجئون الذين يتطلعون لتنفيذ حق العودة إلى المدن والقرى التي طردوا منها ، وإستعادة ممتلكاتهم فيها ، وتعويضهم عما تعرضوا إليه من أذى وحرمان وتشريد طوال سنوات الغربة التي تجاوزت أكثر من ستين عاماً ، وفق قرار الأمم المتحدة 194 .
حقوق الشعب العربي الفلسطيني الثلاثة : المساواة والأستقلال والعودة ، غير قابلة للتبديد أو التصرف أو الأنهاء بفعل تقادم الزمن ، أو بفعل عدم التحقق بسبب تفوق المشروع الأستعماري التوسعي الأسرائيلي ، ودعم الولايات المتحدة له .
إنه نضال تراكمي يتخذ أشكالاً متعددة ، يصعد ويهبط ، يتسع ويضيق وفق المعطيات والمستجدات السياسية ولكنه يسير على الخط المستقيم نحو إستعادة الحقوق كاملة ، غير منقوصة .