أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
استشهاد فلسطيني وسط قطاع غزة بعد جرش .. الفريق الوزاري يلتقي تنفيذيي عجلون وفاة 3 أطباء أردنيين - أسماء الأوقاف تكرم 150 حافظا وحافظة للقرآن نسب تصويت الأردنيين في انتخابات النواب من 1989 إلى 2020 الخصاونة يرعى مؤتمر الحوار الوطني الشبابي الثاني دعوات لتحسين مؤشرات مناخ الاستثمار في الدول العربية ودعم المشروعات الصغيرة تحذير من الرئاسة الفلسطينية بشأن اجتياح رفح المكتب الإعلامي بغزة: عزم اجتياح رفح يدل أن الاحتلال ذهب للمفاوضات مخادعا إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال في طولكرم الأمانة: لا تجمعات لمياه الأمطار بشوارع عمان هزة أرضية تضرب المغرب متى يتوقع بدء انحسار تأثير المنخفض الجوي عن أجواء الاردن؟ مستوطنون متطرفون يقتحمون باحات الأقصى السعودية تخصص 2.5 مليار دولار لمبادرة (خضراء) لبيد: يجب أن يوقف نتنياهو تصريحاته غير المسؤولة الاحتلال يفجر نقطة طبية للهلال الأحمر في طولكرم التربية: لا إغلاق لغرف مصادر الطلبة الموهوبين بالمدارس الشيكل الإسرائيلي يتراجع وسط توقعات باجتياح رفح بوتين يأمر بمناورات نووية ردا على تهديدات غربية
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة زكي بني ارشيد يكتب : الاردن .. تدافع بين اصلاح...

زكي بني ارشيد يكتب : الاردن .. تدافع بين اصلاح وافساد

11-09-2012 01:25 AM

زاد الاردن الاخباري -

بعد كل هذا الاستنزاف والمغامرات والتعامل مع الوطن باعتباره حقلا للتجارب ومستنبتا لكل انواع العقم السياسي والافلاس الاقتصادي والفوضى الاجتماعية والادبية والفشل الذريع في مواجهة ازمة واحدة من فضاء الاحتقان الاردني المتراكم تستمر الارادة الرسمية بذات التخبط الشديد والنزق الحاد باشكاله المتعددة وكلما دق كوز العجز في جرّة الوطن يتصدر المشهد صنّاع الازمات وخبراء التأزيم لانتاج حالة متوترة ومستفزة عنوانها افتعال المعارك الهوائية واستهداف لوحة القماش الحمراء في حلبة المصارعة الاسبانية وكالعادة ايضا استخدام بعض الاقلام والاسماء والتوقيعات ووضع البصمة على اي مقال معلّب ومعد سلفا مهما كان حجم الافتراء والتزوير.

في الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها قبل نهاية هذا العام في الاردن تم استنفار كل الاجهزة والادوات والقدرات لانجاز عملية التسجيل واعتبار ذلك انجازا وطنيا وخيارا وحيدا لاستعادة الثقة المفقودة والوصول الى نقطة اللاعودة في جعل الانتخابات مشروع التحدي الذي لا يقبل التراجع او التأجيل خصوصا بعد مشهد مؤلم لم يستطع اصحابه اجتيازه متمثلا بالعجز عن اجراء انتخاب المجالس المحلية والبلدية فضلا عن كشف التزوير ومحاربة الفساد الامر الذي دفعهم الى البحث عن البدائل السهلة برفع الاسعار دون ادراك لردود الفعل الشعبي التي لم تعد تحتمل المزيد من مغامرات السلطة وسياساتها المكشوفة لكل ابناء الوطن لتعكس وبشكل واضح حالة الوعي اللافتة التي اكتسبها المواطن الاردني نتاج الحراك الشعبي المتزايد والمنتشر والتصاعد.

يبدو ان الرسالة لم تفهم وان ادوات الادارة ما زالت تنتمي الى الماضي الذي تغير كثيرا فالشعب بات يعي حقوقه جيدا ولم تعد تنطلي عليه الاعيب الفاشلين وفزّاعات الفاسدين 'المحروقة' فعلى الرغم من كل هذه الحملات والضغط والاجبار والاكراه واستخدام الخطباء والائمة وادوات الاعلام ونشر الاشاعات الا ان نسبة التسجيل المتواضعة جدا لم تصل الى مستوى طموحهم وبالمقابل يتطور الحراك ويتسع عموديا وافقيا على مستوى العدد والنوع وكشف الخفايا التي بات الشعب باكمله يعرفها جيدا.

وما جرى بعد رفع الاسعار الاخير دليل واضح على ما سبق فقد نزل الناس الى الميادين وفي كل محافظات الاردن مرة واحدة وبشكل سريع وملحوظ ونوعي بحيث بتنا نرى شرائح المجتمع كلها مجتمعة لترسم اللوحة الاردنية الزاهية وتعكس الوجه الحقيقي للاردن واهله التواقين للحرية والكرامة، وبتنا نرى شكلا جديدا تمثل في الثورة الصفراء لاصحاب التكاسي كبداية اضراب وغضب مدني قادم، اذهل المسؤولين وادى الى تجميد القرار وكشف حالة التضارب والتخبط السياسي في فهم الحالة او الاستفادة مما جرى وهكذا ظهرت على السطح اجراءات سلطوية منفعلة منتمية الى مرحلة الاحكام العرفية باعتقال الناشطين في التظاهرات السلمية معظمهم من محافظة الطفيلة وتقديمهم الى محاكم عسكرية تحت عنوان امن الدولة وربما مكافحة الارهاب ايضا، اضافة الى استحضار ادوات التخلف وفزاعة (الفتنة، والامن والامان، وحالة الدول المحيطة، والاخوان، والاسلاميين، والطائفية والعنصرية والتفرقة و ...غيرها)، وللتعبير مرة اخرى عن مدى الافلاس السياسي والازمة الاخلاقية.

ومن هذه الفزاعات ما بتنا نراه من كتاب التدخل السريع والصحف التي ابتعدت للاسف عن ادنى درجات المهنية والمصداقية باستهداف الحركة الاسلامية التي تنادي بسلطة الشعب وارادته في صناعة مستقبله وتغيير القواعد التي حكمت مسار السياسية والاقتصاد عبر تبنيها برنامجا سياسيا ومشروعا نضاليا وطنيا يجتمع عليه ابناء الوطن لكشف الفساد والمفسدين واسترداد الثروات والمقدرات والسيادة، ومع حرصها على توحيد جبهة المصلحين وتجميعهم وتوحدهم في مواجهة الفساد والاستبداد وتحقيق الاصلاح باعتباره الممر الوحيد لتحقيق الامان وانجاز الاستقرار.

من المناسب ان اذكر بان الحملات الاعلامية المتكررة والتحريض المستمر ضد الحركة الاسلامية تعني عمق الازمة عند الخصوم وخاصة عندما تصل الحملة الى مرحلة الخروج على الضوابط المهنية والاخلاقية وصناعة الاخبار وتلفيق التهم وتعني الحملة ايضا المزيد من الكسب الاضافي لصالح الحركة الاسلامية والناس تقارن بين السلطة المستبدة التي صنعت كل انواع الفساد وانتجت الفشل والعجز وبين حركة وفيّة لمبادئها وشعبها وثابتة على مطالبها وترفض ان تدخل الى صندوق السلطة وفقا لقواعد التدجين ومسرحية الانتخابات وشهادة الزور وبمسمى المشاركة والتغيير من الداخل.

بالامس القريب مثلا رأينا خبرا يدعي وجود خمور في مقر الحركة الاسلامية واتهام لاحد قيادات الحركة باستخدام السيف واستنساخ بعض مشاهد العنف وقبل ذلك اسطوانة المؤامرة الاخوانية الامريكية المثيرة لكل انواع السخرية ويعتمد كل اولئك الكتاب على معلومات سرية وخاصة ولا يعرفها احد غيرهم وعلى الرغم من التاريخ والواقع والموقف الرسمي والداخلي للحركة والذي يعرفه الجميع، فاين المصداقية والمهنية وقيم الرسالة الاعلامية والصحافية.

ايها السادة قررت الحركة الاسلامية متضامنة مع معظم القوى السياسية والحراكات الشعبية مقاطعة الانتخابات النيابية بعد ادراكنا ان قوة التغيير والتأثير ليست مرتبطة بصناعة الصندوق الذي يسمى مجلس النواب وان التجربة اثبتت لنا ان اسوأ القوانين اتفاقية وادي عربة مثالا شرعتها مجالس الشعب بمشاركة الحركة الاسلامية والقوى السياسية حضورا في تلك المجالس وعلى الرغم من المعارضة القوية التي لم تستطع ان تؤثر في مضامينها فضلا عن ردها او ابطالها او ان تنجز قانونا ديمقراطيا واحدا، والتجربة تقول ان ارقى واحسن التشريعات القانونية والتعديلات الدستورية تحققت في ظل المقاطعة لمجلس النواب ومن خلال الضغط الشعبي والفعاليات المجتمعية والجماهيرية.

ان المتتبع للسنن البشرية يجد ان هذه الحالة مرحلة طبيعية ومنطقية ضمن مسلسل التدافع بين الاصلاح والافساد وتتكرر دوما في الحلقة التي تسبق الحلقة الاخيرة حينما يفقد احد الاطراف سيطرته وتركيزه وتراه يتلاطم بموج التخبط والاّ كيف لنا ان نفسر اقدام السلطة في الاردن على رفع الاسعار؟ وتعيين جملة من المحاسيب واصحاب النفوذ بوظائف متقدمة وبرواتب خيالية وفي نفس الوقت نصرخ من الم العجز والمديونية وفقد الرشد ليأذن الله تعالى للحالة ان تتغير وللواقع ان يتبدل وللحق ان يظهر.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع