زاد الاردن الاخباري -
خاص – خالد عياصرة - قبل أيام كشف تنظيم الإخوان عن قوائم انتخابية قيل أنها مزوره، تثبت نوايا الحكومة المسبقة وتوجهاتها السائرة صوب تزوير الانتخابات القادمة.
التسجيل مع انتهاء مهلة القانونية جاء متواضعا، بعد عزوف أطياف المجتمع الأردني عن المشاركة، في ظل وجود قانون انتخاب إقصائي، يشرع عودة الفاسدين، ويزيد من تهميش الشعب.
من جانبه لم يجد الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للانتخابات حسين بني هاني وسيلة للرد على الجماعة، إلا إعلان التحدي لهم، من خلال إتيانهم ببطاقة واحدة تثبت صحة ادعائهم، وكأنه في مباراة كرة قدم، الغلبة فيها لمن يسجل أولاً، وفي عين الوقت متناسيا أن الكشوف حقيقة ولا مجال للشك فيها .
في حين خجل كما بات معروفا من بيان الأسباب التي تدعو الحكومة مثلا لإجبار موظفيها على التسجيل للانتخابات، التي انتهت مدتها، ولم تصل بعد إلى أستار 1 مليون، ومن المتوقع أن يتم التمديد لها خلال الأيام القادمة !!
لم يقل لنا بني هاني هل هذا الإجبار يطال أبناء قواتنا المسلحة باعتبارهم موظفين خاضعين لسيادة وزارة الدفاع !!
في غضون ذلك، يتراقص الإخوان، على ما رزقهم الله، وكان سببا في صدقية توجهاتهم القائمة على المقاطعة، فهل يستحقون الشكر والثناء من قبل الشعب، أم الخوف والحذر نتيجة خطورة الفعل ؟
قد يكون الكشف الإخواني إنجازاً كبيرا يحسب لهم، لكن قبل ذلك، لابد من طرح سؤال يوازي في أهميته الأسماء المزورة في الكشوف التي وصلت إلى 70 ألف بطاقة مزوره !!
كيف تمكنت الجماعة من الوصول إلى القوائم ؟
الإجابة على السؤال تسير في اتجاهين كلاهما خطر، يستوجب الانتباه والحذر .
الاتجاه الأول : اتصال الجماعة ببعض الجهات الأمنية التي تعارض إجراء الانتخابات لأسباب خاصة بها، لذا قامت بالإستعادنه بأداة الإخوان لتهريب الكشوف لإفشالها بطريقة غير مباشرة.
أما الاتجاه الثاني: امتلاك التنظيم جهازا استخباري سري متنفذ، له من المقدرة التي تتيح له حرية الحركة أينما شاء في جسد الدولة.
قد يكون فعل الكشف الذي رمى به الإخوان علينا خطر، لكن مقدرة التنظيم على اختراق الدولة بسهولة دون التنبه لهم خطر أكبر.
هكذا هو المشهد الأردني اليوم، كما لعبة "الخبابة" حيث الجميع يختبئ عن أنظار الجميع، والجميع يبحث عن الجميع، والجميع يتربص بالجميع، والشاطر من يتماسك حتى الرمق الأخير !
الجو العام اليوم يقول بوجود غيوم متلبدة في السماء، بدأت تتجمع وتتكاتف لإمطار صفقة تغير المشهد، المستفيد منها التيار الإسلامي دون سواه.
وهذا ما سوف يشكل قواعد خصبة لتأزيم الجو العام بصورة لا يمكن تخيلها، كونها تحمل خيارات أحكام الطوارئ، والحرب الأهلية، والاضطراب، والفوضى، خصوصا مع دخول العشائر الأردنية بقوة على الخط، ودخول الفاسدين في عباءة العشائر لحمايتهم !!
خالد عياصرة
Kayasrh@ymail.com