نعم وبكل المقاييس المنطقية والعقلية وبرغم الحملة الاعلامية المركزة و البطاقات المكررة و الماكينات المصنعة للهويات ، وبرغم اللجوء الى المستنوبين لجمع الهويات لاستخراج البطاقات واعتماد الهويات المنتهية والتالفة . واللجوء الى مكاتب الامم المتحدة للاجئين الفلسطينيين لاستخدام مقارهم لصرف البطاقات وحض اهالي المخيمات للمشاركة في الانتخابات. وبرغم اللجوء الى الوجهاء والمخاتير وشيوخ العشائر وإعطائهم التعليمات لترغيب الناس حيناً وتهديدهم حيناً اخر بضرورة التسجيل للانتخابات . برغم كل ذلك فإن المرحلة الاولى من الانتخابات سجلت فشلاً ذريعاً وذلك لعدم قدرة صاحب القرار على اقناع المواطن الاردني بأن هذه الانتخابات ستختلف عن سابقاتها التي جعلت من الاردن الديمقراطي اضحوكة انتخابية امام العالم.
وللأسف مازال صاحب القرار برغم كل المعطيات السابقة مصمماً وملحاً على اجراء هذه الانتخابات المهزلة . وربما نسمع غدا ان المسجلين للانتخابات قفز عددهم من 15% الى 80% وذلك بعد اللجوء الى الموتى وافراد القوات المسلحة والجهات الامنية المختلفة وتكرير بطاقات لكل ناخب بحيث ينتخب اكثر من 13 مرة.
كل ذلك لن يقدم الاردن خطوة واحدة نحو الاصلاح السياسي بل بالعكس سيزيد الهوة بين القوى السياسية الفاعلة في البلاد وبين نظام الحكم . وذلك سيؤدي الى نتائج باتت معروفة لكل ذي لب ، وما الانتخابات المصرية التي اجراها النظام هناك قبل الربيع العربي وما اعقبها من ثورة مصرية توحدت فيها رموز المعارضة اطاحت بالنظام المصري القوي صاحب الخبرة الطويلة في الحكم الا مؤشر على ماستؤول اليه الامور في بلدنا.
تجاهل النظام الاردني لأصوات المعارضة ادى الى ارتفاع سقف الشعارات والمطالبات، وأصبحنا نسمع نقد النظام الاردني علانية وبصراحة في الشارع وفي الاعلام وهذا مؤشر على كسر حاجز الخوف عند المواطن الاردني المطالب بالحرية وايقاف التدهور السياسي والاقتصادي الذي تعاني منه الدولة الاردنية بسبب نفوذ الفاسدين في مفاصل الدولة الحساسة .
لقد وصل المواطن الاردني والقوى السياسية الفاعلة الى مرحلة اليأس من اصلاح النظام وأصبحت هناك دعوات في صفوف المعارضة تطالب قيادتها بتغيير استراتيجية مطالبة النظام بالإصلاح الى مراحل متقدمة اصبحت معروفة للقاصي والداني .
الانتخابات القادمة ان حصلت مهزلة لن يشارك فيها كل مواطن شريف ونظيف واعي لا ترشيحاً ولا انتخاباً فهي لن ينتج عنها إلا مزيداً من نواب الفساد ،منفذي رغبات النظام واذرعه الامنية ، ومانحي صكوك البراءة لكل فاسد وسارق. فهل يعي النظام ان هذه الانتخابات خطوة متقدمة نحو النهاية ؟؟
سالم الخطيب