الإخوان ومن بعدهم الطوفان .. ؟

عند الحديث عن الحراك الأردني لابد من ذكر حركة الإخوان المسلمين ليس من باب أنها تمثل نسبة كبيرة من هذا الحراك ولكن من باب أنها إستطاعت أن تسيطر على الخبر السياسي المحلي خلال فترة قصيرة جدا ، وذلك بإعتمادها على الجمل النارية والمختصرة والمليئة بما يسمى ( بالأكشن ) وفي نفس الوقت إصرارها على اللعب في خانات محرمة من قواعد اللعب السياسي في الأردن ألا وهي مواد الدستور المتعلقة بصلاحيات الملك مما يجعلها في مرمى نيران التيار الموالي والذي يتمثل برجال الحكومات الأردنية المتعاقبة ورجال الحرس القديم الذين تمثل لهم مواد الدستور تلك الجدار الحصين الذي يحميهم من تقلبات الدهر عليهم وبالتالي على ما يملكون من إمتيازات تحقق لهم الهدوء النفسي وإبعادهم عن هم الحياة للمواطن العادي . 

وبعد يوم السبت الأسود وتدخل الملك في قرار رفع اسعار الوقود تمكن الإخوان من معرفة حدود اللعبة الأردنية في الشارع جيدا ، وتم الإعلام عن قيامهم بتنظيم مظاهرات حاشدة في نهاية الاسبوع الحالي ورفعوا الرقم المتوقع للمشاركة بها إلى خمسين ألف مشارك ، وهذا رقم سيتم التعامل معه من قبل أجهزة الدولة بكل حذر وإحتياطات أمنية عالية جدا ستؤدي إلى حدوث إرباك أمني وفكري للدولة الأردنية التي ما زالت تستند في تحليلاتها لنوع الربيع الأردني على أنه ربيع أبيض وليس أحمر ، وفي نفس الوقت تعلن للعالم أن عدد الإعتصامات بلغت منذ الربيع العرب أكثرمن ستة الاف إعصتام أبيض ناصع البياض كالقطن .

والأن الإخوان يقولون أنهم قادرين على جمع ما يقارب الخمسين الف في شوارع المملكة والزخم سوف يكون في عمان وإن قواعد اللعبة لديهم قد تغيرت ، وهو خطاب تم الإعلان عنه بكل الوسائل الاعلامية المتاحة محليا وعالميا ومن باب إنني بلغت اللهم فأشهد ... وقد يكون من باب أن الربيع العربي قد عبر الحدود الأردنية وغادر وأن عليهم اللحاق به أو بتراب قدميه الذي يحيط بمخيمات الاجئين في الشمال أو من باب أنه قد أعذر من أنذر ...إذا هي حركة الإخوان للبقاء ومن بعدهم الطوفان ؟