أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأحد .. انخفاض على درجات الحرارة ونشاط على الرياح بن غفير: نعم لاجتياح رفح وآمل أن يفي نتنياهو بوعده اختبار وطني لطلبة الصف الرابع في الاردن الجلامدة: مماطلة في تطبيق لائحة أجور الأطباء الجديدة سجال إسرائيلي عقب دعوة ليبرمان لإلغاء اتفاق المياه مع الأردن من وزارة الخارجية للاردنيين في السعودية مربو الدواجن: "بكفي تهميش" نطالب الحنيفات باجتماع عاجل لمنع التغول الأردن يحث الدول التي علقت دعمها للأونروا للعودة عن قرارها رويترز عن مسؤول مطلع: قطر قد تغلق المكتب السياسي لحماس الأردن .. انتعاش طفيف في الطلب على الذهب نيويورك تايمز: هذه خطة إسرائيل لما بعد الحرب على غزة جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو بلدية النصيرات: الاحتلال الإسرائيلي حول قطاع غزة إلى منطقة منكوبة بلدية غرب اربد تعلن عن حملة نظافة لمساندة بلدية بني عبيد لرفع 100 طن نفايات الترخيص المتنقل في الأزرق الأحد والإثنين استشهاد فلسطينية وطفليها بقصف إسرائيلي شرق حي الزيتون بغزة عائلات الأسرى: نتنياهو يعرقل مجددا التوصل إلى صفقة رسميا .. ريال مدريد بطلا للدوري الإسباني حماس: أي اتفاق يمكن الوصول إليه يجب أن يتضمن وقف العدوان بشكل تام ومستدام الخريشة: قانونا الأحزاب والانتخاب ترجمة لتطلعات المواطن
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة موطني: غادرتك و أنا أكثر عشقا لك و خوفا عليك

موطني: غادرتك و أنا أكثر عشقا لك و خوفا عليك

04-09-2012 01:40 PM

أما وقد قّدر الله لإجازتي الصيفية ان تنتهي لأعود الى مقر عملي، و في صالة المغادرين بمطار الملكة العلياء الدولي أحببت أن اودع الوطن بكلمات تعبر عن ما في القلب تجاهه فأقول : وطني العزيز هذا العام أغادرك و أنا أكثر عشقا لك و خوفا عليك؛ عشقاً لترابك الغالي و أهلي الطيبين و خوفا عليك خوفاً مبرراً لا علاقة له بما يسمى الربيع العربي إنما هو الخوف من المبالغة في أن نعيش دور الربيع العربي و حب البعض لتقمص دور الآخرين الذين يعانون من الخوف و الجوع، فعجبت لهم ألم يقرأوا سورة قريش " .... الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف". فإذا كنا نعاني من الجوع موضوعا بين قوسين فمما لا شك فيه ان الناس آمنة من خوف في هذا البلد الطيب.

هذا العام قُدر لي ان أقضي إجازتي كاملة بالوطن و ربما كان هذا إضافة الى ما يدور حولنا من توتر هو ما جعلني أراه بعيون مختلفة. سعدت بلقاء الأهل و الأصدقاء، تنقلت بالأولاد قدر الاستطاعة بأربد و أمكان التسوق و الترفيه، حرصت على أن يشعروا بالفرح، فهذا بلدهم مهما طال الاغتراب و قد رأيت الفرح بعيون الصغار، أما الكبار فكانوا متأثرين بما يسمعوا و يقرأوا على الانترنت.

استمتعت برمضان و خاصة فترة الإفطار التي ذكرتني بلحظات انتظارنا للأذان بجديتا قبل تركيب السماعة للجامع القديم. قضيت العيد مع الأهل و وقفت عند مقام جارنا الشيخ رباع فاستعرضت شريط الذكريات العيد عندما كنت صبيا صغيرا و تخيلت منظر العِدّة و أعلامها يتقدمها المرحومين الحج ابو سعيد و الشيخ حسن، و للتوضيح فإن دق العدّة هو طقوس صوفية.

التقيت مع الزملاء من جمعية الكتاب الالكترونيين ببيت الأستاذ وليد السبول رئيس الجمعية، فتناقشنا حول الكثير من القضايا، اتفقنا و اختلفنا و لكن لم يشعر أحد أن محاوره ليس وطنياً، كان قلب الجميع على الوطن.

جلتُ بشوارع اربد و قفزت بين البسطات التي افترشت الشوارع، و شنفت آذاني بعبارات أصحابها و طالني بعضها عندما تذمرت بصوت مسموع بأن الشارع حق للماشي على رجليه، و ركبت الباصات و التاكسي فأنا لا املك سيارة بالوطن. نعم لا يخل الأمر من الشكوى و لكنها الشكوى من كل شيء، الشكوى من الزحمة الشكوى من البنزين وارتفاع الأسعار، لكن كان كل من رأيت يحمد الله على نعمة الأمن و يدعو الله ان يقوي قبضة الأمن؛ لقد كان الفلتان في بعض المناطق هو ما يشغل بال الناس.

لهذا كان فرحي بالوطن، أما خوفي فسببه هو أننا قد نخسر هذا الوطن لننتشر كما انتشر غيرنا بمخيمات ذكرتني بالنكبة الفلسطينية كما صورها مسلسل التغريبة الفلسطينية حيث كان المُهَجّرون يحلون ضيوفا على قرية معينة و في اليوم الثاني يرحلون مع القرية التي ضيّفتهم ليكونوا (جميعا) ضيوفا على قرية أخرى و هكذا. نحن استقبلنا كل من حولنا، و ارتعد خوفاً عندما أتخيل أن دورنا قد آن أوانه إذا استمر الحال على ما هو.

لا أقف إلا مع الوطن و لا مصلحة لي إلا أن يكون وطني و أهله آمنين، و لهذا أدعو الله ان يحفظ البلد و يقوي رجال الأمن العام بفروعه المختلفة ليحفظوا هذا البلد من شر كل عابث يريد أن يجر البلد الى نهر الدم تحقيقا لأجندته الخاصة لتصبح البلد (سداح مداح)، و اقدر للنظام و الأمن العام هذا التوازن و الحِلم بالتعامل مع كل هذه الحراكات رغم هتافاتها عالية السقوف. أما الحراكات فأقول فيها ما قال سيدنا محمد صلى الله و سلم بالحديث المشهور عن الهجرة و ختمه بقوله"..... فهجرته الى ما هاجر اليه".

نعم نحن بلد الأمن و الأمان شاء من شاء و أبى من أبى، و في ظل الأمن و الأمان يخرج الحراكيون للمطالبة بمطالبات قد تبدو متناقضة أحيانا أو انها تمارس التقية أحيانا أخرى آمنة لتعود الى بيوتها ومقارها سالمين.

نعم عندنا مشكلة كبيرة بما يخص الجانب الثاني من الأمن ألا و هو الجوع ما يرافقه من غلاء و ارتفاع أسعار، و لكن في غياب الأمن و حلول الخوف لا نستطيع حتى ان نعبر عن جوعنا بل أننا سندعي الشبع و ربما تجشأنا تظاهرا بالشبع.

فلنعطي كل ذي حق حقه.

ختاما لم أجد إلا ذلك الدعاء الذي تودعني فيه أمي بنهاية كل إجازة أقوله و أدعو فيه للوطن على طريقة أمي شفاها الله لأقول "مودعك لله يا وطني".

ليحفظ الله الوطن آمنا موحدا ليبقى دائما أولاً.

ملاحظة: لا يجب ان يفهم من مقالي أنني مع رفع الأسعار أو التستر على الفاسدين و عدم محاسبتهم. نقف صفا واحدا بوجه كل فاسد و ضد أي استهتار بحق المواطن بعيش كريم؛ لكن لا ننسى نعمة الأمن و الأمان التي أصبح يتندر بها البعض.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع