زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - بات الموقف أكثر وضوحا في الأردن عندما يتعلق الأمر بتدفق المزيد من اللاجئين السوريين الذين يقترب عددهم من ربع مليون لاجىء يقول الكاتب الإقتصادي البارز الدكتور فهد الفانك أنهم فقراء لم يستهدفهم نظام الرئيس بشار الأسد بل يبحثون عن تحسين وضعهم الإقتصادي ليس أكثر داعيا ضمنيا إلى التخلص منهم لإن الأردن ليس دولة مانحة ويعاني بدوره من الفقر.
خلافا للعادة بدأ نخبة من كبار المسؤولين والمعلقين الأردنيين يضيقون ذرعا بالعدد الهائل المتزايد للاجئين السوريين.
بل يطالب البعض بترحيلهم مثل عضو البرلمان مفلح الخزاعلة الذي إنتقد الحكومة وطلب مع نواب أخرين عقد جلسة مناقشة مغلقة للبحث فيما أسماه إعتداءات الأخوة الضيوف السوريين على الأمن الأردني. ردة الفعل وسط البرلمان الأردني ضد اللاجئين السوريين حصلت بعدما تحركت بعض العشائر شرقي البلاد إحتجاجا على إصابة أكثر من 26 رجل أمن أردنيا في مواجهات مع اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري.
الأمر سلط الضوء على إشكالية معقدة تعيشها الحكومة الأردنية اليوم فوزير الداخلية غالب الزعبي إعترف بأن الوضع صعب جدا في محيط مخيم الزعتري الذي خصص لإستيعاب ثمانية الاف لاجىء سوري فقط لكن يوجد فيه اليوم أكثر من 25 ألفا منهم.
الزعبي قال في كواليس البرلمان: لقد صبرنا صبر أيوب على تجاوزات اللاجئين وتطلعاتهم لمغادرة مخيم الزعتري وعلينا الإعتراف بأن المكان لا يتسع لهم وبعضهم يطالبون بالعودة.
ولم تقف السلطات الأردنية عند هذه الحدود فميل اللاجئين للعنف وإحراق خيمهم وضرب رجال الدرك المحيطين بهم بالحجارة أثار ردود فعل إنتقامية عند أهالي المصابين من الأمن الأردني.
هنا بادرت السلطات لإظهار مبدأ هيبة القانون فشكلت لجان تحقيق مع اللاجئين السوريين إنشغلت طوال نهار الأربعاء بإستدعائهم والتحقيق معهم وإعداد مذكرات قضائية بحق المخالفين منهم بعد تهديد رسمي بإخضاع سكان مخيم الزعتري إلى القانون الأردني.
والقصة في الواقع 'مالية' بإمتياز ففي مقر الخارجية الأردنية يتحدث المختصون عن عملية 'تضليل' تعرضت لها عمان فيما يخص بعدم وصول الكثير من الأموال العربية التي وعد بتخصيصها للأغراض الإنسانية المتعلقة بالشعب السوري الشقيق. مصدر مطلع قال لـ'القدس العربي' بأن الإمارات إلتزمت برعاية مخيم جديد وبدأت تصل دفعات المال الأولى متأخرة والسعودية وقطر لا تقدمان ما يكفي لإطعام وإيواء اللاجئين السوريين رغم أن ضغوطهما هي التي تقف وراء إبقاء الأردن لحدوده الشمالية مفتوحة أمام حركة اللاجئين الذين يتدفقون بالآلاف هربا من جحيم النظام السوري حسب المعارضة السورية وسعيا لفرصة إقتصادية حسب أنصار نظام الرئيس بشار من الأردنيين الذين يطالبون بلادهم بإغلاق الحدود.
وكان رئيس الوزراء فايز الطراونة قد إعتبر ما يحصل في مخيم الزعتري 'صداعا' حقيقيا لحكومته مشتكيا سرا من أن اللاجئين السوريين يخططون لمغادرة المخيم.
لكن الأحداث التي حصلت يومي الثلاثاء والأربعاء دفعت بإتجاه تشكيل جبهة سياسية وبرلمانية وإعلامية تطالب بوقف التعاون الرسمي مع تدفق اللاجئين.
القدس العربي