زاد الاردن الاخباري -
هبه عرفات - ألم يكن أولى من مراقبة المواقع الإلكترونية أن تراقب الحكومة أفعال النواب و ألفاظهم و تصرّفاتهم، و هم من يفترض أن يكونوا "وجه البوكسة"؟
ألم يكن أولى بالحكومة أن تبدأ بحلّ المشاكل العويصة التي أوقعت نفسها بها و أشعلت بها الشارع، بدلاً من أن تفتح على نفسها جبهة جديدة بتكميم الأفواه و تقييد الحريات؟
طيّب عندما تُقمع المظاهرات و يُخوَّن المتظاهرون و يُتَّهمون بالسعي لخراب البلد، فكيف للمواطن أن يعترض؟ كيف له أن يفشّ قلبه؟ كيف له أن يعبّر عن رفضه للقرارات الجائرة التي تخرج بها الحكومة و يقرّها النواب؟
بدلاً من استغلال التكنولوجيا و الإنترنت بالسعي لتطوير المعاملات و الإجراءات الإلكترونية، و محاولة التخلّص من المعاملات الورقية و التوقيع و البصمة و "ما في قلم" و "الحبر مخلّص" و روح على المكتب الفلاني و إطلع على الطابق الفلاني و راجع الموظف الفلاني.. بدلاً فتح المجال أمام محاولات الإبداع و التطوير و التقدّم، أبدعت الحكومة بالتكميم و التقييد و المراقبة!
المواقع مراقبة، المقالات مراقبة، الصور مراقبة، حتى التعليقات مراقبة، و بإشارة من مدير المطبوعات و النشر قد تحجب و يحال صاحبها للقضاء!
على كل حال، قبل أن يتم حجب الكلام.. كما اسودّت مواقعنا، ربنا يسوّد وجه من كان وراء ذلك!