أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
جوازات سفر أردنية إلكترونية قريبا .. وهذه كلفتها محافظة: حملة إعلامية لتوعية الطلبة بالتخصصات المهنية الجديدة قادة أمنيون إسرائيليون: الحرب وصلت لطريق مسدود مديرية الأمن العام تحذر من الحالة الجوية المتوقعة الاحتلال يعترف بمصرع 3 جنود بعملية كرم أبو سالم احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل وتتوسع بكندا وبريطانيا وأسكتلندا طقس العرب: المنخفض سيبدأ فجر الإثنين 6 أسئلة ستحدد أجوبتها الفائز في الانتخابات الأميركية السلطات الإسرائيلية تداهم مقرا للجزيرة فيضانات تكساس تجبر المئات على ترك منازلهم مقتل جنديين إسرائيليين في عملية كرم أبو سالم صور أقمار صناعية تكشف حشودا عسكرية إسرائيلية على مشارف رفح جماعة الحوثي: إحباط أنشطة استخبارية أميركية وإسرائيلية الأغذية العالمي يحذر من انتقال المجاعة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات بالبرازيل إلى 66 قتيلا وأكثر من 100 مفقود روسيا : لن نقطع العلاقات الدبلوماسية مع دول البلطيق الرئيس الصيني يستهل جولتة الأوروبية بالإشادة بالعلاقات مع فرنسا (ميدل إيست آي): السلطة الفلسطينية طلبت من الاحتلال وأمريكا عدم الإفراج عن البرغوثي غالانت يحث نتنياهو على الموافقة على الصفقة الأمانة تعلن طوارئ متوسطة من صباح غد للتعامل مع حالة عدم استقرار جوي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام المفكر الفلسطيني "اميل توما" .. في...

المفكر الفلسطيني "اميل توما" .. في ذكرى رحيله السابعة والعشرين!

29-08-2012 10:51 AM

صادفت يوم أول أمس الاثنين, الذكرى السابعة والعشرون لرحيل القائد والمفكر الأممي الفلسطيني العظيم اميل توما.. ولد في حيفا ودرس في مدرسة صهيون في القدس، وسافر الى جامعة كمبريدج في لندن لدراسة القانون, ولكنه لم يكن حتى ذلك الحين يحمل أية شهادة, فدراسته في صهيون توقفت بسبب الثورة، وفي كمبريدج توقفت بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية, ولكن ذلك لم يمنعه من ان يصبح قائدا شعبيا مرموقا ومناضلا ومفكرا, وبعد نكسة حزيران بعام نال شهادة الدكتوراة من جامعة موسكو.

"من كرس حياته لخدمة شعبه، تبقى ذكراه حية", هذا المثل ينطبق يالتمام والكمال على مفكرنا الراحل, فاميل توما كرس حياته كلها في خدمة شعبه والدفاع عن حقوقه المسلوبة حتى اخر يوم في حياته.

لقد كان الراحل يركز في كتاباته على علاقة الأدب بالمجتمع من منظور الواقعية الجديدة، والواقعية الاشتراكية، التي تتخذ النظرية المادية الجدلية أسلوبا لها في تفسير الأدب، وتؤمن ايمانا مطلقا بدور الإنسان الفرد، والطبقة العاملة في المجتمع, وتؤمن كذلك بأن الفن يعتبر مرآة صادقة تعكس روح الجماهير والقيم الاجتماعية، فإذا ابتعد عنها ابتعد عن الصدق. لقد كانت نظرة فقيدنا الغالي إلى الأدب شمولية تعتبره عاملاً من عوامل الكفاح من أجل تحرير الشعوب والتزام قضاياها، فإن ما يعنيه أو يهمه بالدرجة الأولى هو سعيه نحو تغير شامل في سبيل حياة أفضل وأجمل، للفرد والمجتمع على السواء.

وقد اعتمد توما في منهجه وطريقته إلى تتبع عوامل التأثر والتأثير، ومن ثم تحليل أسباب القضية المطروحة ونتائجها على بساط البحث، بما ينسجم مع فكره الاجتماعي والنقدي والثقافي, فقد أفصح عن منهجه في النقد الأدبي مركزا على ميزتي الصدق والجرأة وتقديمهما على ما عداهما حيث يقول: "إنني أنتسب إلى طينة من النقاد يقيسون الأدب بصدقه وجرأته,وإذا فقد عمل فني الميزتين فقد مقومات الأدب".

ما يعرف عن إميل توما، في نقده الأدبي، أنه مسكون بهاجس الواقعية وخاصة الواقعية "الجديدة" الاشتراكية على وجه التحديد، فهو لا يزن إلا بميزانها، ولا يقيس إلا بمقياسها.وإذا كان يغلب عليه استعراض سريع ومقتضب للمضمون، فإنه لا يفرد أكثر من بضع جمل للكلام في الشكل، دون أن يأتي على ذكر النواحي الفنية الهامة, ولهذا كانت كتاباته عبارة عن لوحة فنية رائعة, تتجلى وأنت تنظر اليها ولا تمل.

يعتبر مؤرخنا ومفكرنا وبحق واحدًا من أهم مؤرخي تطور ونضال الشعب العربي الفلسطيني والجماهير العربية الفلسطينية في "إسرائيل", فقد خص إميل توما القضية الفلسطينية بأربعة مؤلفات هي: "جذور القضية الفلسطينية" و "ستون عاماً على الحركة القومية العربية الفلسطينية" و "منظمة التحرير الفلسطينية" و "الحركة القومية العربية والقضية الفلسطينية"، لهذا أطلق عليه لقب: "مؤرخ القضية الفلسطينية", ولهذا يمكننا القول بأن كل من يريد دراسة القضية الفلسطينية ونشوئها وتطورها يجد في هذه المؤلفات كل ما يريد.

في مؤلفه "جذور القضية الفلسطينية", يحلل توما الحركة الصهيونية فكرا وممارسة، كحركة عنصرية رجعية خادمة للاستعمار، تقوم عقيدتها على الاستيلاء على كل فلسطين وعلى تشريد الشعب العربي الفلسطيني من وطنه.

لم تقتصر كتاباته على تناول قضيتنا الفلسطينية, فله العديد من المؤلفات والمراجع التي تخص العالم العربي, وقضايا عالمية أخرى, وقد ترجمت الى عدة لغات.

في كلمة الوداع التي القاها الأديب الفلسطيني الكبيراميل حبيبي رفيق درب مفكرنا أثناء مأتم جنازته قال مما قاله: "ان شعبا يجتمع هذا الاجتماع، على درب هذا الحزب وهذا الرفيق على هذا الطريق، شعبنا يحول منصة مأتمه الكبيرة الى فوهة بركان يقذف اللهب واللافا خصوصا في هذه اللحظات، هو شعب باق في وطنه، كتبت له الحياة في وطنه..هذا وطنا واحنا هون..فوق هذا التراب الذي انشأنا وربانا واطعمنا وأروانا وكسانا وعلمنا واحتوى رفات اميل توما.. ويبقى اميل في الأرض، وأما الزبد فيذهب هباء، من الورد الى الورد ويعود وسوف نعود.

ان نضال اميل توما وتراثه الفكري الغني هوشعلة مضيئة لا تنطفئ وستبقى ذكراه حية في القلوب, كيف لا وقد حفرت على ضريحه الكلمات الآتية: "لقد أحببت شعبي حباً ملك عليّ مشاعري وآمنت بأخوّة الشعوب إيمانا عميقا لا تحفّظ فيه".

لم يرحل اميل توما, فالثوريون والمفكرون لا يموتون أبدا.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع