من هو ؟

من هو؟ بقلم محمد اكرم خصاونه

سمعنا وقرانا عن موت مجرم كما قيل بأنه خطير ومن انه من اصحاب النفوذ في عملية الكمالية ، وقد كان ذا نفوذ رغم صغر سنه وأنه قد بنى امبراطوريته كما جاء في الأخبار من الخاوات والأتاوات على التجار وعلى اصحاب النوادي الليلية ، وكان لا يكفيه في اليوم ما لا يقل عن 500 دينار حسب تصريح متقاعد امني .
فهل يعقل هذا ؟رجل دوخ البلد بأعمال مشينه ان يلقب بأمبرطور وأنه صاحب ارث ، ويريد ان يكون على شاكلة بابلو اسكوبار ذاك المجرم الكولومبي الشهير الذي جمع ماله من المخدرات والمافيات ؟ فأي مجد وبطولة وارث قام بها هذا الراعي الصغير؟
ومن المستغرب بدء اصحاب السوابق للتنافس على نيل لقب صاحب الأرث المقتول والسيئ الذي جمع ماله بالحرام .فهل من العقلانية والأخلاق والمروءة والدين من ان هناك من يتنافس على هذا العمل الدنيئ الوضيع ولينال لقبا سيئا مذموما ؟
لو اردنا البحث بمفهوم الإرث لوجدنا أن : الإرث يرادفه الميراث ،وهي تركة الميت بما فيها عادة توريث ممتلكات أو القاب أو ديون أو مسؤوليات عند وفاة أحد الأشخاص وهي من العادات الأساسية في المجتمعات .
وقوانين الميراث تختلف من مجتمع إلى آخر وما بين الأديان، وكما أنه تطور عبر الأزمان ، ولنأخذ الأرث في الأسلام ، وعند اليهود ، وفي الغرب .
ولنبدأ بالأرث في الإسلام فقوانينه وتوجهاته مذكورة في القران الكريم التي تحدد اصول تطبيق الميراث. فلقد أعطى الإسلام الميراث اهتماما كبيرا، وعمل على تحديد الورثة بشكل واضح ليبطل بذلك ما كان يفعله العرب في الجاهلية قبل الإسلام من توريث الرجال دون النساء، والكبار دون الصغار، كما الآية: ﴿يوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ للذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ﴾سورة النساء؛ ﴿فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ولِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ﴾
ويقوم الإرث الإسلامي على ثلاث أركان :
الموروث وهو الشخص المتوفي أو المفقود الذي يحكم القاضي بوفاته.
الوارث والشخص الحي الذي يحق له الحصول على الميراث .
التركة وهي حق الموروث وتتحقق أسباب الإرث في الإسلام بطريقتين:
إما بالنكاح أو بالنسب أي البنوة، الأبوة، الأخوة أو العمومة. ولتحديد الموروث قوانين واضحة للمتمرس بالموضوع.
فهل هذا المجرم يحق له ان يورث امبرطورية واعمالا سيئة دنيئة كما قرأنا؟ او من يأتي لينافسه على هذا المجد الزائف؟ ولينال لقبه الذميم؟
الميراث في اليهودية :
وللدين اليهودي قوانينه في التوريث إذ ذكر في التوراة: «بِحَقٍّ تَكَلمَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ فَتُعْطِيهِنَّ مُلكَ نَصِيبٍ بَيْنَ أَعْمَامِهِنَّ وَتَنْقُلُ نَصِيبَ أَبِيهِنَّ إِليْهِنَّ. وَتَقُول لِبَنِي إِسْرَائِيل: أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ وَليْسَ لهُ ابْنٌ تَنْقُلُونَ مُلكَهُ إِلى ابْنَتِهِ. وَإِنْ لمْ تَكُنْ لهُ ابْنَةٌ تُعْطُوا مُلكَهُ لِإِخْوَتِهِ. وَإِنْ لمْ يَكُنْ لهُ إِخْوَةٌ تُعْطُوا مُلكَهُ لأَعْمَامِهِ. وَإِنْ لمْ يَكُنْ لأَبِيهِ إِخْوَةٌ تُعْطُوا مُلكَهُ لِنَسِيبِهِ الأَقْرَبِ إِليْهِ مِنْ عَشِيرَتِهِ فَيَرِثُهُ». فَصَارَتْ لِبَنِي إِسْرَائِيل فَرِيضَةَ قَضَاءٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى" وهو النص الذي يتبعه المسيحيون في تطبيق التوريث
ومن الملاحظ عند اليهود توريث البركات إذ أنه من العادة توريث البركة إلى الابن الأكبر واللعنة إلى الابن الأصغر،وهذا النوع يتوارثه البنون والحفدة عبر الأجيال .
الميراث في الغرب:
في الغرب يختلف حكم التوريث من بلد لآخر. في الولايات المتحدة على سبيل المثال، للموَّرث الحق في ترك وصية بكامل ما يملك لمن أردا سواء أكان قريباً أم غريباً أو حتى حيواناً فيما يمكن أن يحرم الأبناء كلياً من أي شيء في الإرث.
نرجو عدم تمجيد هؤلاء الأقزام وإطلاق القاب عليهم لا يستحقونها ، والعمل على الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الإساءة لهذا الوطن .
ملاحظة تم الإقتباس من عدة مراجع للتتضح اهمية المقال.