زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - بدأت دائرة الخيارات بالنسبة لصانع القرار الاردني الاستراتيجي تضيق اكثر بعدما اظهرت المؤشرات الاولى فشلا ذريعا للحكومة في اقناع الرأي العام بالتسجيل للانتخابات المقبلة.
وفي الوقت ذاته اختلطت اوراق علنية بأخرى سرية عندما يتعلق الامر بالملف السوري وتأثيراته الداخلية قبل ان تتزايد القناعة حتى داخل مؤسسات القرار بان بقاء واستمرار وصمود الحكومة الحالية برئاسة الدكتور فايز الطراونة لم يعد مقنعا او مجديا او حتى منتجا الا عندما يتعلق الامر باختلاق المزيد من الازمات.
وبعد اكثر من ثلاثة اسابيع وقبل اسبوع واحد من انتهاء المدة القانونية وسط حملات سياسية واعلامية وامنية وبيروقراطية مكثفة جدا لم يتجاوز عدد المواطنين الاردنيين الراغبين بتسجيل انفسهم في سجلات الانتخابات الاكثر اهمية وخطورة على مستقبل البلاد ما نسبته 13 بالمئة ليس من الجمهور عموما بل من المواطنين الذين يحق لهم الاقتراع فقط .
هذه الوقائع تضغط على العصب الحيوي لمؤسسة القرار وتضيق من هوامش المناورة والمبادرة وتثبت بان المؤسسة الرسمية بوضعها الحالي لم تعد تشكل تمثيلا واقعيا ومنطقيا لانحيازات الراي العام وتوجهاته السياسية كما لاحظ الناشط البارز في الحراك جمال طاهات مبكرا.
لكن الضغط هنا يضيق اكثر هوامش المناورة الاستراتيجية فحتى بعض اركان حكومة الطراونة الخالية عمليا من مطبخ سياسي يشككون في اجراء انتخابات وسط هذه الظروف المعقدة رغم الاشارات التي تصدر بالرضا الكامل عن وزارة الطراونة من قبل المؤسسات المرجعية.
والاهم رغم الجرأة التي سجلتها هذه الحكومة في حمل ملفات معقدة ومكلفة من بينها قانون انتخاب لاصديق له في الشعب عموما وتعديلات يفترض ان تضبط عمل المواقع الالكترونية من المتوقع ان يردها البرلمان وتعليمات صندوق النقد الدولي التي وضعت امام المالية الاردنية 18 شهرا فقط لرفع الدعم تماما عن قطاعي الخدمات والمواد الغذائية.
وفي الغرف المغلقة للقرار سمعت القيادة مباشرة اجتهادات من مسؤولين بارزين عن تداعيات الفشل الامني في حماية عملية الانتخابات في حال انعقادها بالظرف المعقد محليا واقليميا حاليا.
وتبين للجميع اليوم بأن التيار الاسلامي ليس لقمة سائغة او محطة يمكن تجاهلها وتجاوزها لان الواقع يشير الى انه جزء مهم وحيوي من الواقع الاجتماعي للناس والدولة كما يشرح رئيس مجلس شورى جبهة العمل الاسلامي الشيخ علي ابو السكر. وعليه تقترح بعض الدوائر الرسمية مراجعة مسألة الاصرار على تنظيم انتخابات قبل نهاية العام الحالي بعدما اقرت المؤسسة نفسها بأن عمليات التزوير الواسعة والطائشة على حد تعبير المخضرم عبد الاله الخطيب التي حصلت في انتخابات عامي 2007 و2010 استوطنت بصلابة في عمق الذاكرة الشعبية وافقدت النظام السياسي مصداقيته التنفيذية كما يلاحظ رئيس الجبهة الوطنية احد عبيدات.
عضو بارز سأل رئيس الوزراء في احد الاجتماعات: وجدنا صعوبة في حماية وتأمين قاعات امتحان الثانوية العامة فكيف ستوفرون الحماية لمراكز وصناديق الاقتراع؟
وتبرز هذه الاقتراحات بعدما تاثرت القوى الرسمية بضعف بصماتها وقدراتها على الحشد والتنظيم والدعاية عندما يتعلق الامر باقناع الجمهور بالتسجيل للانتخابات، الامر الذي بات يقلق دوائر القرار حسب معلومات القدس العربي بصرف النظر عن ملف الانتخابات الذي يؤشر ما يجري بخصوصه عموما على ان الرأي العام يترقب ما ستؤول اليه الاوضاع في سورية.
بالمقابل لا تتجه الاوضاع في سورية لاي نقطة محددة فالطراونة لا زال يتحدث عن الاستعداد لاسوأ الاحتمالات وسياسة الصبر على التحرشات العسكرية من قبل الجيش النظامي السوري بدت واضحة خلال اليومين الاخيرين بالتواتر مع تسريبات وانباء عن عناصر عسكرية اجنبية تتوافد سرا الى عمان، الامر الذي يقلص داخليا بالضرورة من الاحتمالات الجدية لاجراء الانتخابات.
القدس العربي