زاد الاردن الاخباري -
خاص - الجميع يريد من الأردن أن تحارب النظام السوري نيابة عنه !!
أمريكا ومن ورائها الناتو والإتحاد الأوروبي وتركيا، ينتظرون دقيقة بدقيقة، أن يتخذ الأردن قرار المواجهة مع النظام السوري نيابة عنهم..!!
إسرائيل تريد منا أن نحارب سورية وإيران وحزب الله وروسيا والصين نيابة عنها ! فهم لا يريدون هدم ما تم بناؤه مع الصين وروسيا لكنهم يردون القضاء على النظام السوري لإعتقادهم أنه آخر محطة للربيع العربي!
الأمة العربية كاملة من المحيط إلى الخليج تنتظر من الأردن أن يبدأ الإشتباك مع النظام السوري بأي ثمن..!!
الإخوان المسلمون، في الأردن وخارج الأردن يريدون أن يبدأ القتال على الجبهة الأردنية-السورية، ويدفعون بكل ما لديهم من قوة أن يحدث هذا آجلا غير آجل، ومستعدون للتنازل عن قانون الإنتخاب والمجلس النيابي وعن أي شيء مقابل هذه المعركة التي ينتظرونها منذ زمن بعيد..!!
الطبالون والزمارون وعشاق الدم وتجار الحرب كلهم يريدون أن تبدأ معركة تكسير عظام مع النظام السوري..!!
فئات كثيرة أردنية متعاطفة مع الشعب السوري يريدون أن تبادر الأردن في ضرب القوات السورية على الحدود والدخول حتى درعا على الأقل حماية للمستضعفين السوريين، وهؤلاء هم الوحيدون، الذين ينظرون إلى المسألة بشكل إنساني عاطفي لا تدانيه المصالح والمنافع.
القوميون، اتعرفون القوميين؟ الذين يقفون إلى جانب النظام السوري ويدعمونه ويدافعون عن جرائمه! يريدون أن تبدأ الحرب بين الأردن وسورية، وهدفهم، كما أيام عبد الناصر، ليقفوا خلف ظهورنا ويبدأون الطعن فينا واحدا واحدا.. وليس غريبا أن تمتد امنياتهم ودعائهم لتخسر الأردن في المواجهة، حتى يقفوا إلى جانب النظام السوري ويشمتوا فينا، ويشمتوا بوطنهم وأبناء وطنهم..!!
شخصيا، أنا لا أريد أن نقاتل النظام السوري نيابة عن أحد، ومع كل الفخر والإعتزازا بالجيش الأردني البطل، ومعرفتي الأكيدة بقدرته المتفوقة على أية مواجهة يمكن ان تحدث، ورجائي لهم برد أي طلقة أو رصاصة تقترب من الحدود الأردنية، ومحاسبة مطلقها، إلا أنني لا أريد أن نبادر بأية خطة هجوم أو قتال، وأن نمارس كل ما لدينا من حكمة وضبط نفس، وأن لا نجر الأردن إلى أية حرب مع سورية، وأقول سورية وليس النظام السوري، ليشهد الجميع، أن المعارضة السورية الآن، سوف تصفق لأي هجوم على سورية لكنا لن تلبث، هي وكل الشعب السوري، وبعد أن تحط الحرب أوزارها، أن تضع هذه العلامة السوداء في تاريخ العلاقة بين الشعبين، أي انه تصفيق مؤقت سينقلب إلى لاحقا إلى "معايرة" ثم سيصبح مناكفة ثم حربا باردة مدى الحياة.
الجميع يتحدث عن الذي يمكن أن تكسبه الأردن فيما لو قررت المواجهة مع سورية..! فهل هناك من يتحدث عن الخسارة "المعنوية" والتاريخية التي ستلحق بنا حتى لوكسبنا المعركة عسكريا وتفوقنا ميدانيا وأسقطنا النظام السوري في 3 ليال؟!؟
من حق الشعب السوري أن يحظى بحماية دولية، ومن حقه أن يحصل على ممرات آمنة، ومن حق الثوار أن يكملوا ما بدأوه لوحدهم، دون تدخل من أحد، وأن يُقدم لهم الدعم الإنساني والحقوقي والإعلامي، وعلى النظام السوري أن يكف ويتراجع ويتوقف عن قتل الأبرياء والمدنيين والأطفال والنساء، وإن كان هناك من يريد أن يقاتل النظام السوري فليذهب لوحده يقاتل، فنحن لسنا بمرتزقة، ولن نقاتل نيابة عن أحد!!