لا أستبعد مطلقا أن يكون التلوث المخيف الموجود في مدينة الزرقاء, والأكثر خطورة على الإنسان والحيوان والطبيعة سببا رئيسيا لثقب طبقة الأوزون, بل لا أستبعد أن يكون هذا الثقب فوق الزرقاء مباشرة..؟!!
نعم مدينة الزرقاء الأكثر تلوثا من بين المدن الأردنية, وربما العربية والعالمية..؟ فما من صباح تخرج فيه إلا وترى ويرى الناظر سحب الدخان الكثيفة التي غطت سماء المدينة, سحب المصانع التي تجاوزت 51% من مصانع الأردن, والتي تجدها داخل الأحياء السكنية, وبين المنازل, وتساهم هذه المصانع بدرجة كبيرة بخراب البيئة وتلوثها, وتضر بالإنسان ضررا كبيرا لا يعلمه إلا الله..! في حين أن هذه المصانع المنتشرة داخل المدينة, وعلى أطرافها وتحيط بها من كل جانب لا تساهم مطلقا في خدمة المجتمع المحلي بكافة أطيافه, (أما مديرية البيئة فحدث ولا حرج ..فدورها لا يتعدى جباية الأموال فقط..؟!)
وبمقدار التلوث البيئي المخيف في الزرقاء, بقدر ما إنها بيئة حرمان وخاصة لشريحة الأطفال؛ حيث يعاني الأطفال وبشكل كبير من نقص واضح في الأماكن العامة, والحدائق الخاصة بالتسلية والترفيه, فلا يوجد في أغلب الأحياء السكنية ما ينفّس من الكبت الموجود عند الأطفال, فلا عجب أن يكون هؤلاء الأطفال مشاريع إجرام في المستقبل, فعندما ترى طفلا يقوم بفصل رأس القطة عن جسدها..وآخر يرمي بها من فوق عدة طوابق..وآخر يقذف بها كالكرة بقدمه...تدرك حينها أن هذه البيئة المحرومة تصنع - كما المصانع- مجرمي المستقبل..؟!
أما الحدائق العامة الموجودة في المدينة فعلى الرغم من قلّتها, يتم تأجيرها إلى القطاع الخاص, ولكي تُدخل طفلك المحروم ليلعب عليك أن تدفع..؟ وأنا لا أتحدث عن الألعاب الكهربائية, وإنما عن (المرجوحة.. والسيسو.. والسحسيلة) التي لا تحتاج إلى أي طاقة لتشغيلها سوى مقاعد الأطفال..؟! هذه الألعاب المنتشرة بكثرة في كل أحياء عمان وبالمجان.. نعم عليك أن تدفع حتى لو كان عمر ابنك 3 سنوات..؟ وبعد الدفع تأتي مرحلة الختم الأزرق -كما هي لحوم مسلخ عمان- حتى إذا ما خرج طفلك ليتبوّل تحت الشجرة (لانعدام المرافق الصحية) ويعود..فسيتعرف عليه (البدي قارد) الذي يقف عند الباب ليمنع الأطفال غير المختومين من التسلل خفية للخردة الموجودة....؟! وعليكم أن تذهبوا هناك وتتحققوا من صدق كلامي.
ولو فرض على كل مصنع يعمل في مدينة الزرقاء, أو أي مدينة أردنية أخرى عمل مشروع ترفيهي صغير يخدم على أقل تقدير منطقة سكنية معينة, لتغيّر الحال, وقلّت درجة العنف المخيفة عند الأطفال نتيجة الكبت والحرمان الموجود. وساهمت ايجابيا بخدمة المجتمع المحلي.
نعم يا أبناء مدينة الزرقاء, وأنتم تتحملون جزءا كبيرا مما يحدث, وأخص التجار والأثرياء والمسؤولين منكم, فلا تفكرون إلا بأنفسكم, ونادرا ما أسمع أحدكم يتحدث بحرقة عن الزرقاء التي يسكنها ويعيش فيها ويطالب بتغير وتطوير الزرقاء بغض النظر عن مسقط رأسه... فعليكم أن تعوا هذا الخطر البيئي, وعليكم أن تعلموا أنه مدرككم جميعا, ولا يستثني منكم أحدا على اختلاف ألوانكم وأشكالكم, كما أنني أدعوا ومن خلال هذا المنبر الإعلامي كل من يهتم بشؤون الطفل والبيئة في الزرقاء, أن يوحدوا الجهود وينظموا الصفوف ويعلنوا جهارا نهارا, ليسمعوا كل من له علاقة من أصحاب القرار, والتجار, وأصحاب المصانع, أنه من حقنا ومن حق أبنائنا, أن ينعموا ببيئة نظيفة آمنة, ومن حق أبنائنا أن ينعموا بحدائق وألعاب ومكتبات في كل الأحياء السكنية المكتظة, ولتذهب أموالكم ومصانعكم –إن لم تخدم المجتمع والبيئة- إلى الجحيم ..وسأكون من أول الصارخين والمبادرين لبيئة آمنة ونظيفة.
rawwad2010@yahoo.com