أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أول فوز انتخابي لحزب العمال البريطاني قبل صدور نتائج مصيرية لسوناك المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف موقعا للموساد بتل أبيب الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني %91 معدل نسب إشغال فنادق العقبة خلال عطلة عيد العمال مؤسسات حقوقية تكشف عن الانتهاكات الإسرائيلية في السجون بحق الفلسطينيين مجمع الفقه الإسلامي الدولي يدعو للالتزام بفتوى عدم جواز الحج دون تصريح سي إن إن: تغييرات في قيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي .. ورئيس جديد للاستخبارات جائزة جديدة لميسي مع إنتر ميامي أوروبيون لأجل القدس: 685 انتهاكا للاحتلال في القدس خلال نيسان زيادة ساعات التشغيل لتلفريك عجلون 30 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك اقتحامات واعتقالات بالضفة وأهالي بيتا يتصدَّون للمستوطنين 34622 شهيدا و77867 مصابا بالعدوان الإسرائيلي على غزة إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل حراك الجامعات المؤيد لفلسطين يمتد من اليابان إلى المكسيك تشكيل خلية أمنية بالخرطوم ونائب البرهان يزور جوبا إسعاف 1174 حالة خلال 24 ساعة بالأردن إيران: الإفراج عن طاقم سفينة مرتبطة بإسرائيل ارتفاع التضخم في تركيا قرب 70% مسجلا أعلى مستوى منذ 2022 إصابة 8 عسكريين سوريين بهجوم جوي إسرائيلي استهدف محيط دمشق
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ناصر جودة وجودة تصريحه

ناصر جودة وجودة تصريحه

29-07-2012 02:50 AM

راتب عبابنه
في البداية, إسمحوا لي بالثناء على وزير خارجيتنا وتسجيل تقديري لشخصه ولباقته التي تصبغ تصريحاته بالديبلوماسية في أغلب المواقف الحرجة والمحرجة. لكن ذلك لا يمنعنا من إبداء ملاحظة لا تستقيم مع قدرات شخص بحجم معالي ناصر جودة ولم يتنبه لها الكثيرون وذلك نرده لتلاحق الأحداث وكثرتها والإنشغال ربما بزيارة وزير خارجية بريطانيا والتركيز على ما كان يمكن أن ينتج عنها حيث جاءت في ظروف لا نحسد عليها أردنيا وعربيا.
فعندما أدلى السيد جودة بتصريحه من مخيمات اللاجئين السوريين وبحضور وزير خارجية بريطانيا بأن الأردن قد اتخذ الإحتياطات اللازمة للتعامل مع الأسلحة الكيماوية التي من الممكن استخدامها من قبل النظام السوري والتي هي حديث الساعة للصحافة والفضائيات والمحللين والمسؤولين العالميين, كان ذلك التصريح قد استدعته الضرورة الديبلوماسية وكان جُلُّه موجها للنظام السوري في حال استخدم الأسلحة الكيماوية. ونعلم أن الظرف القائم يتطلب أن ترقى الديبلوماسية الأردنية لأعلى درجاتها التي تنأىى بنا عن الإستفزاز والتوتر اللذان يمكن أن يصعدا الموقف ويأزمانه مع سوريا. كما أن الموقف والظروف المقلقة تتطلب إظهار جاهزية الأردن واستعداده وقدرته على كيفية التعاطي والتعامل في مثل هذه الظروف الخانقة على كل الصعد والتي ندعو الله أن يجنبنا تبعاتها.
طالما أن هناك إقرار من سفير الديبلوماسية الأردنية باحتمالية استخدام الأسلحة الكيماوية وإقراره باتخاذ الإحتياطات اللازمة, ألم يكن بحسبانه أن هناك من يتوقع منه الإفصاح عن تلك الإحتياطات وماهيتها وأدواتها والإجراءات الإحترازية التي من الضروري التحوط لها في هكذا ظروف؟؟ هل خانته ذاكرته وهو اللبق الفطين؟؟ أم أن ذلك ينسحب على النهج القائم من قبل " الصفوة " على عدم اعتبار وتعبير أن الشعب يتابع ويراقب ويستوعب؟؟ أم ما زالت " الصفوة " تعيش وتفكر خارج زمن الإنفجارات العربية؟؟ يبدو أن هذه " الصفوة " ما زالت تغفو في زمن قد أفاق مَن حولها من سباته الطويل ولم تدرك بعد أنها هي التي تغفو في وقت هي أحوج ما تكون به لتصحو وتعدل الكثير من الإعوجاج الذي دأبت عليه في زمن الصمت.
ولتفق " الصفوة " من غفوتها وتتلمس الواقع الرافض لها قبل أن يلفظها لأن الشعب بدأ يتلمس طريقه ليلحق بمن سبقوه من الذين حققوا واستعادوا إنسانيتهم فلا رادّ لشعب خرج عن صمته بعد الله إلا بمقدار استعادته لكرامته الإنسانية التي هدرت واسترداده لحقوقه التي سلبت ومقدراته التي تبخرت وفرصه بالمشاركة التي صودرت وإنجازاته التي هدمت وعدالته الإجتماعية التي افتقدت. لتفق "الصفوة " وتتعامل بأدوات الحاضر الذي أناسه قد أدركوا حقيقة مضمونها قرار الدخول في التفاعل النمطي مع "الصفوة " إن سلبا فسلبا وإن خيرا فخيرا.
بتصريحه الكيماوي ذلك يكون معاليه قد أوصل الرسالة للمعنيين في سوريا, لكن أين هو من الشفافية والمصداقية تجاه المواطنين عموما والقاطنين في مناطق هي في مرمى الحجر من الأسلحة الكيماوية السورية خصوصا؟؟ فما استعدادكم وتحوطكم لما يمكن أن يتعرض له الناس من أخطار الكيماوي ؟؟
 هل تم الإيعاز للبلديات بتجهيز ملاجئ مناسبة تقي الناس من الكيماوي الذي توقعتموه والعالم يتحدث عنه؟؟
 هل تم توفير كمامات يتقي الناس بها شر الكيماوي؟؟
 هل تم توفير ملصقات استشعار الأسلحة الكيماوية؟؟
 هل تم تزويد الناس بتعليمات وإرشادات تبين للناس كيفية التصرف إذا استدعى الحال؟؟
نتوقع من الحكومة أنها تتوخى الحذر في مثل هذه الظروف ولا ترغب بترويع الناس وإخافتهم ولا تود خلق جو من الهلع بين الناس. لكن أليس وجود الأدوات الواقية والإرشادات والإستعدادات لدى الناس لاستخدامها عند الحاجة, لا قدر الله, أفضل من أن يُتركوا في الظلام لا يملكون من أمر حماية أنفسهم وعوائلهم شيئا؟؟ وما الفائدة من تشخيص العلة وتحديد الخطر القادم أو على الأقل توقع حدوثه دون الأخذ بالأسباب المؤدية لتجنيبنا ذلك الخطر وإبعاده عن الناس؟؟ فذلك يعني ترك المريض ينهشه مرضه دون تزويده بالعلاج.
هل ما زلتم ماضون باستهتاركم وأن العقول والأدمغة والإدراك أشياء تخصكم وحدكم دون بقية الناس؟؟ هل ما زلتم تتصرفون وكأن الشعب الذي استبقرتموه طويلا ما زال كما ظننتموه؟؟ ألم تدركوا مدى خطورة نهجكم عليكم وعلى الوطن؟؟ ألم تستوعبوا وتتعظوا من التغييرات التي حققتها بعض الشعوب العربية في بلدانها والبعض الآخر ماض على نفس الدرب؟؟ ألم تكتفوا بتحديكم للشعب؟؟ ألم تخجلوا من ملك منحكم ثقته وخنتوها وأعطاكم الأمان فخلخلتم نسيج شعبه ومرتكزات وطنه؟؟
كنا نتوقع من معالي الوزير الفطين أن يصرح بما يشفي غليل الناس بأن هناك ما يجري عمله حتى يكون الناس بمأمن من الخطر المتوقع. وبالتالي فهو ألزم نفسه بديْن والناس تنتظر سداده. وكما تذكر وبنفس الموقف أن يفسر تصريحات رئيسه بأسلوب مفاده التغطية وإبعاد الحرج, كان الأجدر بمعاليه أن يتذكر أن حماية المواطنين هي من مسؤولية الحكومة والحماية هنا تخص الوطن ومواطنيه بملايينهم أما إبعاد الحرج عن رئيسه فهو متعلق بفرد. أليست الملايين حرية باهتمامكم يا معالي الوزير؟؟ ألم نتخلص من ثقافتكم القائلة أن المسؤول دائما على حق في الوقت الذي تدوسون به على حق شعب بملايينه؟؟ ألم تروا أن الوقت قد حان لخلع ثوب الفردية والإنفرادية لارتداء ثوب التشاركية والتشاورية وتداول المسؤولية في الإدارة والسياسة وهي أمور صارت حتمية بعد أن بدأ الربيع العربي يزهر ولا عذر لكم إن أغفلتموها؟؟
أما الدرس الذي نستخلصه من كل ذلك, أن الحياة الكريمة من حق" الصفوة " فقط وأننا ما زلنا نساس ونعامل بنهج أساسه التهميش والإقصاء للمواطن الذي يبحث عن العيش الكريم وليس العيش على المكرمات وعن "الأمان والإستقرار" في بلد يساهم بخلق الأمان والإستقرار لتنعم بهما شعوب تفتقدهما وعن مسؤولين يتحلوا بالغيرة والمصداقية والخوف على الوطن ومواطنيه. لقد كان معاليه مجانبا للموفقية والجودة في الجانب الذي يخص الناس في تصريحه.
وما مطلبنا إلا احترام العقول التي بنهجكم هذا ما زلتم تحيدوها وتخفوا الحقيقة عنها ظانين أنكم وحدكم الأمناء للنطق باسمها وبالنيابة عنها والتفكير بدلا عنها وبالتالي لا رأي إلا رأيكم ولا قول إلا قولكم. وبذلك تثبتوا أنكم لا تواكبوا الزمن بأحداثه ومتغيراته بل لا تودوا الإعتراف بأن الربيع العربي سيطالكم. ونسأل الله أن يجنب الوطن والشعب وقائدهما شر أعمالكم.
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع