حديث جانبي بسيط دار بيننا في إحدى بيوت العزاء ، وكعادة الأردنيين يطغى حديث البنزين والكهرباء والماء على الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة ، ومع إرتفاع درجة حرارة النهار وصيام أول يوم في رمضان جاء الحديث تلقائيا وبدون مقدمات من أحدهم عندما أشار إلى أن بيته قريب من منزل أحد المسؤولين مما يجعل مشكلة الماء غيره مهمة بالنسبة له .
وكي يكتمل المشهد الأردني بالعرط وكثرة الوجاهة وسحب الأفلام على بعضنا البعض عاجل أحد الحظور الجميع وقال كلمته وبكل بساطة أنه يسكن جار للملك وبالتالي فإن الماء والكهرباء ولاتقطع عنه أبدا منذ سنوات بل زاد من حجم كذبته وقال أن شارعهم يأتي متفرعا من مدخل القصور الملكية وبالتالي لايوجد به أية حفرة ، وعمال النظافة يعملون لأربعة وعشرون ساعة ولايتوقفون عن جمع النفايات ووضعهافي براميل مغلقة جيدا وليس حاويات مفتوحة للهواء والذباب .
وإنتهى العزاء وخرجنا وعلى لسان صديقي الذي يسكن الزرقاء .. لو كنت جاراً للملك لضمنت حمام المساء هذه الليلة بعد يوم حار جدا وبعد صيام طويل ..لو أنني كنت جاراً للملك ؟