قبل يومين شعرت بضيق ينتابني في نفسي فقررت التوجه والأجواء الربيعية تغريك بذلك إلى مادبا المكان الذي أحب أللجوء إليه طلبا لهدأة النفس وبحثا عن راحةولو لهنيهات قليله ورغبة في لحظات تأمل تحملك إلى سمو الذات والابتعاد عن ملوثات النفس وصخب الزيف,وهذا المكان له وقع خاص في نفسي ولي معه حكايات عشق سرمدي منذ كنت أتردد عليه دوما لأنهي متطلبات رسالة الماجستير حول السياحة في هذه المدينة الموغلة في المجد والتاريخ.
واخترت أن أتوجه الى منطقة (المخيط) حيث لم أزرها منذ سنوات وفي هذا الموقع الطبيعي الزاخر بمعطياته الجمالية التي وهبه اياها الله ,إضافة إلى معطياته الأثرية والتاريخية الشاهدة على عبق المكان وقدسيته حيث يطل هذا التل الأشم ببقايا كنيسته الأثرية بأنفة على وادي الأردن يحاوره بحنو ويرقب من بعيد جريان نهره ويحرس نقطة التقائه بالبحر الميت يعطيه الحياة وأسباب البقاء.
من هذا المكان تستحضر الماضي وعظمة أحداثه وتشتم زهد الحياة في آن واحد فالذين مروا من هنا كانوا كبارا وملوكا وأنبياء وهاهم قد مضوا والمكان باق...
في هذا المكان يستقبلك أبو فادي الذي يسكن وعائلته داخل حدود المكان حيث كوفىءبذلك لأنه كان ومن قبله والديه الذين مضوا وسكنوا فيه دون اي إيذاء او تشويه لمعالم المكان بل حافظوا عليه بكل أمانةونزاهة, حيث من اجل ذلك سمحت لهم بعثة حراسة الأراضي المقدسة بالبقاء في هذا المكان ليحرسوه وليقدم أبو فادي بعفوية البدوي الراسخ في جذوره كرسوخ الصخور المحيطة بالمكان لمحات تاريخية عن الموقع وأهم ماجرى به من أحداث للزوار والقادمين وليدعوك لكأس من الشاي المادبي المعطر بطيب الأرض بعدذلك, وليعطي كل زائر انطباع أن الدليل السياحي ليس من يحمل شهادة يذلك بل قد يكون مثل أبو فادي يحمل شهادة الأخلاق والأمانة والمعرفة العوفية وأحقيته في ان يبقى حارسا للمكان....