من وحي آذار

يعود آذار في كل عام مختالا بربيعه الذي يكسو مساحات الوطن ببساط أخضر مزركش بيد الطبيعة ومطرز بإتقان كثوب فلاحة تزهو بملبوسها وعفة نفسها وانفة مواطنتها , وفي آذار يحتفل الوطن بالكرامة رمز عزتنا ونيشان الشرف الذي نسجه الاردنيون بسواعد الابطال وجنوده الأشاوس وحفروه في ذاكرة الأحرار ,وفي آذار أيضا يحتفل العالم والأردنيون ايضا بيوم الأم وتزخر وسائل الإعلام ووتتبارى في تقديم البرامج والاغاني بهذه المناسبة .

وهنا يستوقفني وفي كل عام ما يتكرر من احتفالات الهيئات والمنظمات النسوية بهذه المناسبة وكيف انها تستثمر فقط ليس للإحتفال بالمراة من منطلق عطائها وإنجازهاوتمبزها بل من منطلق الدعاية والإعلام لصالح شخوص تستثمر المناسبة لإعلان تعاطفهن الكبير مع المرأة وتعاطفهن مع قضاياهاومحاولاتهن الجبارة في السعي لدعمها المطلق وهنا تكمن الخديعه...

فالنساء الأردنيات الأصيلات واللواتي لا يعرفن إلا أنهن من بنات هذا الوطن الذي رضعن حبه وجبلنه في حناء الجدائل وزرعنه وشما كسنابل قمح على زنود الأبناء يؤتى ببرائتهن للمشاركة في احتفالات لا يعرفن عن منظميها شبئا فقط يملى عليهن القول بما يجب ان يقال ؟؟؟؟فنجدهن بتهيأن لهذا اليوم ويفرحن بأنهن قادمات كفارسات حلقة ليسردن قصص نجاحهن ويشاركن يكل يساطة معتقدات أنهن سيكن محور الإحتفال البهي .الذي أريد قوله في هذا المجال....إلى متى نستغفل عقل المرأة ايتها المرأة في موقع القيادة والتحكم؟؟إلى متى تستخدم اصالة المرأة وقودا لزيادة وهج موقعك لتزدادي قوة؟؟؟إلى متى سنبقى ننادي بأسباب تخلف المرأة ونتمنى أن تثبت نفسها كما يجب في كافة الميادين؟؟؟قد يحتج البعض ويقول المرأة وصلت وأثبتت كفاءتها وهنا انا لا أنكر ذلك فالمرأة قادرة وبعض من وصلن أثبتن ذلك. لكنني اتحدث عن شريحة واسعة جدا لا تزال مغيبة وراء الأسوار التي تشيدها للأسف يعض القيادات النسوية في بلدنا العزيز وهذا للأسف لا يدركه إلا من عمل ضمن هذه المؤسسات والتي تعمد إلى تغييب المرأة وإبقاءها على قدر من السذاجة والإستخفاف بقدراتها وعقلها ايضا.

عذرا أخيتي الأردنية يا من يتطهر الثرى بجرة ثوبك العفيف فوقه ويا من تشرئب الأعناق احتراما لعرجتك التي تعلو هامتك...أنت فوق كل إستغلال مبطن للظهور أنت منه براء...أنت المهرة الأصيلة التي يعلو صهيلها كل صباح تردد أهزوجة العز بان لا بد لمجدك ان يعلوا...كل عام وأنتن بخير يا نساء وطني....