بكل تاكيد ، وبكل ثقة اقول ، فأن جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم وجلالة الملكة رانيا المعظمة لا بد ان ادركوا ما ارتكبه وزير التربية بحق مسيرة البناء والارتقاء بواقع التعليم والمعلم في بلادنا ، وادركوا عمق الخطأ وفداحته والذي يتناقض جملة وتفصيلا مع التوجهات الملكية السامية لما يواجه التعليم بشكل عام والمعلم بشكل خاص من تحديات كبيره تستدعي الرعاية والمتابعة لزيادة دافعية المعلم نحو التعليم للوصول بواقع تعليمي راق ، فأنطلق جلالة الملك المعظم وفي كل خطاب تكليف سامي يوجهه الى الحكومة تاكيده الحرص على رفع شأن المعلم ومنحه الدعم اللازم لما يقوم به من دور رائد في عملية البناء والاعمار في الوطن ، كما تفضل جلالة الملك بمنح الطلبة الاعفاءات المدرسية للتخفيف من اعباء الاسرة الاردنية وغير الاردنية ، وكذلك توزيع الالبسة الشتوية على طلبة المدارس بداية كل فصل شتاء .
وانطلقت جلالة الملكة رانيا المعظمة وايمانا منها باهمية المعلم والتعليم بالعديد من مشاريع الرعاية والاهتمام بواقع المعلم من خلال مبادرة \" المعلم المميز\" التي ترعى مبادرات وابداعات المعلم لخدمة التعليم في بلادنا ، كما واطلقت جلالتها مشروع \" مدرستي \" الذي يوفر كل الاحتياجات الاساسية المساندة لانجاح العملية التعليمية من حيث تزويدها بما تحتاجه من ادوات ووسائل تعليمية وبنيوية تكمل عملية التعليم دون نواقص .
لقد خالف معالي الوزير المبجل توجهات الاسرة الكريمة وعمل على اثارة البلبة والفوضى في العديد من المدارس في مختلف المناطق بسبب تصريحات غير مسئولة تقلل من قدر المعلم الى حد اعتبار تلك التصريحات تعد واضح ليس على كرامة المعلم فحسب ، بل تعد صريح لكل توجهات البلاد للارتقاء بالواقع التعليمي ، فما صنعه الرجل هو كمن نقض الغزل الذي احكمه جلالة الملك المعظم وجلالة الملكة المعظمة منذ سنوات ، حتى صدق فيه قول الله تعالى \" وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا\" فهل ما ارتكبه معالي الوزير بحق المعلم والتعليم الا نقضا لغزل سهر صاحبي الجلالة المعظمين غزله منذ سنوات ! ألم يكن ما ارتكبه من خطأ يشابه خطأ \" يرطة التميمية \" التي كانت تنقض غزلها بعد عناء نسجه طوال شهور ! ألم يخالف معالي الوزير عهد الله الذي عاهد لخدمة الامة التي نصب وزيرا عليها واقصد هنا خدمة المعلمين الذين خالف قسمه بالتطاول عليهم ومنعهم من حقوقهم ومكتسباتهم ، فهو لم يحفظ ايمانه ولم يوف بعهده وسار على طريق المنافقين الذين تحدث عنهم رسول الله علية الصلاة و السلام بالقول آيات المنافق ثلاثة وذكر منها اذا وعد أخلف !
ما بين توجهات صاحبي الجلالة وبين معالي الوزير مسافات وافكار وتوجهات لا يمكن لها ان تلتقي ، فلا يلتقي الحق بالباطل ، ولا يلتقي الحريص مع اللامبالي ، فالعلة تكمن في الرؤية والتوجه والانتماء والشخصية ، فهناك خلاف واختلاف كبير بين توجهات صاحبي الجلالة نحو الوطن ونحو الشعب وبين توجهات من يقلل من قدر الناس وذلك اما لأسباب تتعلق بطبيعة الشخصية التي يحملها الانسان سواء اكانت سادية مشوشة غير ثابتة ، او في طبيعة الانتماء للوطن وبناء اركانه المختلفة التي اراد الوزير خرابها والتعد عليها رغم كل ما يبذل لصونها وتطويرها .
فمن يطلق التهم والتهكم بحال الناس ومعاناتهم رغم ادراكه بخطأ ما يقوله فهو تصميم على ايقاع الاذى النفسي بحق الناس ولا مكان او موقع له بيننا . ومن يفعل ذلك امعانا في مسلكه التخريبي لا بد ان يتوقفف عند حده ، لأان الأمر لم يتوقف عند هذه التصريحات ، فقد سبقها خراب نتائج الثانوية العامة التي لاغ زالت موضع شك في صحتها لكنها طويت من قبل المواطنين مع عذاب ابنائهم وصرخاتهم .
انني واذ اخط هذه الكلمات لارفع الى مقام سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم وبأسم كل العاملين في جهاز التربية والتعليم ولكل الأسر التي اصابها سوء ما ذكره الوزير بحق ابائهم وازواجهم ان ينتصر لكرامة ابنائه في جهاز التعليم ، وان يمنحهم العون والمساندة والدعم بعيدا عن شرور الانفس التي اصابت بعضا ممن وثق فيهم واقسموا بين يدي جلالته على خدمة المواطن ، فما جرى ليس توجها رسميا من الحكومة بقدر ما كان جنحة بل وجريمة ارتكبها مواطن بحق شعبه وعليه ان يدفع ثمنها بالقدر الذي اثقلت تلك التصريحات المهينة كاهل ونفوس وصدور الناس جميعا .