زاد الاردن الاخباري -
خاص - قريباً في الأردن.. "سيارة للبيع.. ليس بداعي السفر، بل بداعي الطفر"!
قريباً في الأردن.. "مطلوب جمل، حصان، حمار، بسكليت، كرسي متحرك.. أي إشي ما بمشي على بنزين"!
قريباً في الأردن.. سنرى المواطنين يمارسون رياضة المشي و الركض.. سنصبح بمنتهى الخفّة و الرشاقة، سيختفي الكرش، و تشد عضلات الأرجل!
قريباً في الأردن.. السماء زرقاء و الأشجار خضراء و الهواء عليل.. عمان، العاصمة الأنظف بيئياً!
قريباً، لن نسمع أن أحدهم أضرم النار بنفسه احتجاجاً على أمر ما، فهو لن يتمكّن أصلاً من تأمين ثمن "جلن" الكاز أو البنزين.
يعني.. المفترض بنا -نحن عامة الشعب- أن نكون قد اعتدنا على رفع الأسعار، فهو أمر يتكرر كل فترة، فحيناً يرفعون أسعار المحروقات، و حيناً أسعار المواد الغذائية، و حيناً الماء و الكهرباء.. كما تقول نساء الشام "هالخد تعوّد على اللطم".
لكن على أرض الواقع لم و لن نتعوّد، لم و لن يصبح رفع الأسعار أمراً عادياً و مألوفاً، لم و لن نمر على خبر الرفع مرور الكرام.. كيف لنا ذلك و نحن نرى أموالنا تنهب أمام أعيننا.. يقولون لنا ادفعوا لنتجاوز الأزمة الاقتصادية، يا عمّي رح ندفع لو فعلاً أموالنا رح تساعد على تجاوز الأزمة، مش تروح لجيبة فلان و علان!
فالحالة أصبحت واضحة، و دورة حياة الأسعار أمست مفهومة، و يمكن لأيّ منا سردها ببساطة:
تأتي حكومة جديدة.. تهدف إلى إصلاح ما أفسدته سابقتها.. تحاول إسترداد الأموال المنهوبة.. كيف؟ عن طريق رفع أسعار المحروقات و الكهرباء و الماء و المواد الغذائية.. و هكذا تزيد الموارد المالية في يد الحكومة.. فجأة، تختفي أجزاء ضخمة من هذه الأموال.. يغضب الشارع و يخرج في مسيرات و احتجاجات و اعتصامات رفضاً لهذه الاختلاسات.. يتم إقالة الحكومة و استبدالها بحكومة جديدة إصلاحية.. تحاول الحكومة الجدية إصلاح فساد الحكومة السابقة و استرداد الأموال المنهوبة.. فترفع الأسعار.. فتزيد أموالها.. فتسرق الأموال.. فيغضب الشارع.. فتقال الحكومة.. فحكومة جديدة.. و هكذا..
حكومتنا.. ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء..