زاد الاردن الاخباري -
بقلم: أبو تركي : شريف بن سليمان الترباني
إن الإنسان في هذه الدنيا يمرُّ باليسر والعسر ، والصحة والمرض ، والغنى والفقر ، والضحك والبكاء ...
ومن العسر ( الحبس ) ( السجن ) ... وقد يدخلُ المرؤ هذا المكان لجرمٍ ارتكبه ، او لظلمٍ أُفْتُرِيَ عليه فيه ...
فمن جاء بالجرائم والاعتداء على الآخرين فالسجن له مسكن وهذا من صنع يديه (( يداك أوكتا ، وفوك نفخ )) ، وقد يدخلُ السجن بريءٌ ومظلوم ، ونجد المثال حاضرا في هذه الصورة وهو نبي الله يوسف عليه السلام ، فلقد قصَّ اللهُ علينا قصة هذا النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى نبينا ، في سبب دخوله السجن ، وما جرى له في السجن مع بعض من كان معه ، وهذا البني عليه السلام ظُلِمَ من العزيز رغم ذلك كان يدعو الى التوحيد داخل السجن قال تعالى : ((يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) فلم نسمع أن يوسف عليه السلام دعا الى انقلاب او دعا الى تشكيل خلايا سرية داخل السجن للاطاحة بالسلطان الظالم ، بل كان يدعو الى توحيد الله وهو مظلوم في السجن ، وهذا رد على من قال : (( الشرك اليوم هو شرك القصور )) .
فإنَّ يوسف عليه السلام عاش في القصور وعرف فسادها ، ولم نسمعه يدندن على ما يقوله ( خوارج ) اليوم : (( شرك القصور ))
وهذه الدعوة هي دعوة جميع الانبياء ، وعلى رأسهم أبو الانبياء إبراهيم عليه السلام ، لما ناظر النمرود في مسألة الربوبية وأفحمه لم يأمر ابراهيم عليه السلام بالخروج عليه بل قال : ((إني مهاجر إلى ربي )) وهاجر الى فلسطين ، وكذلك نبي الله موسى عليه السلام .... لما أغرق الله فرعون لم نسمع أن موسى كليم الله كرَّ راجعا الى مصر حتى يستولي على عروشها وقصورها بل بقي متَّجها الى فلسطين ، مع ان المؤرخين قالوا لم يبقَ في مصر الا النساء والولدان ... فقط فهي فرصة سانحة لموسى عليه السلام ان يرجع بعدما خلت له أرض مصر من فرعون وجيشه ، ولكن دعوة موسى وانبياء الله لم تكن للكراسي والاستلاء عليها بل لتوحيد الله وافراده بالعبودية ....
فهذا يبينك لك خطأ الفرق الاسلامية التي تجعل الكرسي والخروج على الحكام هو دعوتها وديدنها وهجِّيْرَها .... وجانبتْ طريق الانبياء في الدعوة الى الله فلذلك جرَّتْ الويلات على الامة باسم الدين وباسم اقامة الخلافة ، ويا ليتها خلافة على طريق الانبياء بل خلافة ايرانية شتَّامة وسبَّابة للصحابة الكرام ...!!!!!!
..............................................