زاد الاردن الاخباري -
ليست المشكلة أن يكون قطار الربيع العربي متجها إلى الأردن، كما ذكرت "الغادريان" قبل أيام، المشكلة في قطار الأردن نفسه، وفي جميع من يركب فيه؛ فهم يعلمون إلى أين يتجه.. لكنهم لا يبالون...!!
هل تريدون الحقيقة؟ فبعد متابعة علمية وبحثية للإنتخابات الفرنسية، وكذلك الجزائرية، وبعد متابعة يومية تحليلية لوقائع ومناظرات الإنتخابات المصرية، وبعدما عولت كثيرا على القاضي عون الخصاونة في الإصلاح ومحاربة الفساد، وخذلني شخصيا وخذلكم جميعا بإستقالته وانهزاميته غير المبررة أبدا وبعد تعيين السيد فايز الطراونة، وبعد ما رأيته من المعارضة والحراك خلال عامين منصرمين.. فإنه يؤسفني ان أقول بأنني قد "غسلت إيدي" من الجميع..!!
نعم "غسلت إيدي" اولا من المتشددين في النظام الذين قرروا منذ زمن بعيد، أن قطارنا يتجه نحو الأهداف العظيمة ونحو الرقي والتقدم والحرية والإزدهار والعدالة، وتناوبوا العمل، فمنهم من يتولى سلطة إدارة القطار والبقية ينزلون ويدفعون به ثم يبدلون المواقع والعمل، وأغلقوا آذانهم ورفضوا دخول من كان يكن معهم، فهم الخبراء والمجربون الذين لا يشق لهم "قطار"!! ووضعوا نظريات "مقدسة" من وجهة نظرهم، وباتوا يهمسون بها بينهم، وبدون تصريح وإغتيال شخصية هم رؤساء حكومات سابقة ومستشارين ووزراء أثبتت الأيام أن نظرياتهم كلها قد دفعت بهذا القطار إلى حافة الهاوية، والمشكلة أنهم ما زالوا يهمسون وينصحون ويخططون و "يتكتكون" ظنا منهم أنهم يحسنون صنعا..!!
نعم "غسلت إيدي" من قيادات ورموز سياسية معظمهم في مجلس الأمة بشقيه الأعيان والنواب وكذلك نواب وأعيان سابقين وقادة فكر ورأي متملقين مخادعين، وزملاء صحفيين، يميلون حيث يميل القطار المندفع نحو النهاية، ولا أجد منهم صاحب كلمة حق يقف ويصرخ أو يقول بمليء ما لديه : توقفوا.. ألأ تعلمون إلى أين نحن ذاهبون؟
"غسلت أيدي" مرتين و"نشفتها" من المعارضة الأردنية بكافة أطيافها: الراديكالية والليبرالية واليسارية، وعلى رأسهم بالطبع "الإخوان المسلمين" وتلك الأحزاب الهشة المفككة الضعيفة المتهاوية، وكذلك من الحراك الشبابي الذين لم يلتئموا ولو لمرة واحدة، ولم يقرروا على مدار عامين إقامة مؤتمر لهم أو تنظيم صفوفهم في تكتلات كبيرة "حقيقة" وليست ورقية وبيانية، كـوضع "سكة" وخطة لهذا القطار، منظمة وواضحة ومفهومة، وعرضها بطريقة صحيحة مقنعة، تحظى بالإعجاب وليس بالسخط والنقمة، ولا تقولوا لي أنهم حاولوا، فهم عندي كمن يريد أن يقف وحده أمام القطار المندفع نحو الهاوية، همه الوحيد أن يتم إعتقاله ليصبح بطلا فقط..!!
نعم، "غسلت إيدي" من أية فرصة للإصلاح الإقتصادي أو لإيجاد الحلول والبدائل لخفض الدين وغلاء المعيشة والضرائب ومن أية حلم لرفع مستوى الأجور أو لإيجاد الحلول العملية لمشكلة البطالة، وغسلتها و"نشفتها" تماما من تحقيق قانون إنتخاب تظهر فيه العدالة في التمثيل النسبي "الحقيقي" ومن أية فرصة لنهضة مدنية مجتمعية حقيقية قائمة على العدالة وتكافؤ الفرص..!!
فهل نخشى من قطار الربيع العربي أيتها "الغارديان"؟ أم نخشى على قطار الأردن وركابه الذين يعلمون إلى أين يتجهون.. لكنهم إما يغطون في النوم أو نزلوا ليدفعونه " بأيديهم" نحو الهاوية.. أو وقفوا امامه رغبة في الإستعراض ولعب دور البطولة..؟!؟