أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أونروا: "سنبقى في رفح لأطول فترة ممكنة" تزامنا مع تهديد باقتحامها مصرع جندي إسرائيلي رابع بهجوم كرم أبو سالم النيران تلتهم حافلة جامعية في الزرقاء وقف استقبال زوار تلفريك عجلون غدا الصحة: تأمين فحوصات فيتامين D وB12 الأسبوع المقبل الجدوع: لا يوجد كاميرات تصور مخالفات حزام الأمان والهاتف داخل عمان قيادي كبير في حماس لرويترز: أمر الإخلاء الإسرائيلي من رفح "تطور خطير" ميرسك: أزمة البحر الأحمر ستخفض السعة بـ 15-20% بالربع الثاني أكسيوس: هذه النقطة الشائكة تهدد بانهيار مفاوضات حماس وإسرائيل اختتام مشروع توزيع التمور في الأردن الأردن .. الغرامة لزوجين لم يرسلا طفليهما إلى المدرسة ماذا ينتظر الأقصى في 14 أيار المقبل؟ جامعة العلوم والتكنولوجيا تعقد دورة تدريبية بعنوان: "القانون الدولي للمياه واتفاقيات المياه" الخصاونة يتفقد سير عمل مشروع حافلات التردد السريع عمان -الزرقاء دروزة رئيساً ﻟﻤﺠﻠﺲ إدارة الملكية الأردنية والمجالي مديراً عاماً الاحتلال: الإخلاء شرق رفح جزء من عملية محدودة النطاق ماذا تضم مناطق شرق رفح التي طالب جيش الاحتلال بإخلائها؟ هل (دوالي الساقين) مرض مهني؟ .. خبير يجيب أسعار الخـضار والفواكه بالأردن الإثنين فريق وزاري يعقد لقاء تواصليا مع أبناء جرش

قنبورة على كتره

09-05-2012 09:55 AM

ربما لم يعد موجودا بيننا سوى قلة من الناس تعرف معنى (قنبورة) بعد ان شلحنا لهجتنا القديمة كما تشلح الحية ثوبها مطلع الربيع . ولأجل إحياء الذاكرة وترجمة عنوان هذه الخاطرة ، فإنني أقول ان (القنبوره) عبارة عن طائر اردني جميل يعادل في اللغة العربية الفصحى (قبّره) ولكنه قليل العقل ، وتستطيع ان تصفه بالغباء أحيانا إذا كنت خبيرا بشأنه مثلي .

أما (الكتره) بفتح الكاف والتاء ، فهي كتلة التراب الطينية الجافة المتماسكة الى حد ما ، وهي تأخذ شكلا مستقلا اشبه ما يكون بالمكعب الذي لا يزيد حجمه بالعادة عن حبة الشمام المتواضعة . و مغزى العنوان الجامع بين القيرجع الى خاطرة تذكرني بأهمية (الحزّيرة) خلال القرن الماضي .

فالحزيرة كانت منتشرة بين الناس من باب فكاهة القول والتسلي ، الى ان بلغت شأنا هاما عندما اصبحت جزءا لا يتجزأ من التقاليد الإذاعية في شهر رمضان وكانت تشد انتباه غالبية المستمعين لمحطات الإذاعه والتلفيزيون ، ومع تقدم وسائل البث وزيادة مساحة الحرية أصبح بمقدورنا سماع الحزيرة المصرية و السورية بالإضافة لحزيرتنا الأساسية وهي أم الحزازير .

أم الحزازيرعندنا كان الكبار يطلقونها على الأطفال من باب المداعبة قائلين : حزرتك فزرتك..... قنبوره على كتره ..لا هي ثور ولا شجره ... فما هي ؟ والإجابة كانت سهلة ومريحة لمن مرت عليه من قبل هذه الحزيرة المتكررة على كل لسان وهي : القبرّه ...عندها يضحك الطرفان وينصرف الطفل فرحا بالنصر لأنه حل اللغز .

أما (القبّرة ) التي ظلت رأس الحكايا والحزازير فهي موجودة بكثرة في كل المناطق ويصعب على كل الأطفال والكبار اصطيادها لأنها لاتنقاد الى حيل الصياد العادي ولا يطمع بها الصياد المحترف بسبب قلة اللحم والشحم في جسدها الهزيل وإنما يطمع بها الأطفال وكل صياد تافه . وبذلك تراها تسرح وتمرح في الحقول دون ان تتعرض بالعادة لأي خطر كان . ومشكلة (القبّرة) تكمن ببساطتها وسذاجتها اثناء تصرفاتها لأنها تكشف نقطة ضعفها الرئيسية وتعرض صغارها للخطر في فصل الربيع وهو فصل التكاثر.

ففي هذا الفصل الجميل تعمد (القبّرة) الى إحضار الطعام لصغارها من أبعد الأماكن، وكم تشقى من أجل الحصول على حبة (بر) تصلح لغذاء صغارها ، وعندما تدرك مناها تنطلق عائدة بسعادة الى موقع العش ثم ترفرف وتزقزق عاليا فوقه فترة كافية للفت الأنظار و تهبط بشكل عمودي على العش فيكتشف الطفل المكان ويسعى اليه بسرعة البرق ، وهنا تشعر (القبّرة) بالخطر الحاصل وتبتكر حيلة ظريفة لأجل تضليل الطفل وخداعه ، حيث تترك العش وتسير بعيدا عنه بشكل بطيئ لأجل إيهام الطفل بإمكانية الإمساك بها ، وبالفعل ينخدع الطفل بادئ الأمر ويسعى وراء (القبّرة) التي تستدرجه الى مكان آخر بعيدا عن العش ، وعندما يمد يده للإمساك بها تفرمنه هاربة بخطف البصروتحلق في السماء أمام ناظريه ، ليقف مشدوها بما جرى .

ذهول الطفل لا يستغرق وقتا طويلا ، وسرعان ما يكتشف الخديعة ويتوجه مجددا الى موقع المطاردة الأساسي حيث يكتشف العش بسهولة ويفتك بالصغار كالعادة ، ولذلك وصفت (القبّرة) عند البعض بقلة العقل والسذاجة ، رغم جمالها المطلق وحلاوة صوتها وسرعة اكتشافها حيل الصيادين وتعلم أساليب وفنون تضليل مطارديها .

هذه القصة المؤسفة للقبرة الاردنية ظلت حكاية كل عصر وسمعت بها كل الأجيال ، دون ان يحقق منها ابن الاردن البار أي عضة او عبرة تذكر، رغم عمق التجربة وطول فترة المطاردة ، وإنما ظل متأثرا ببيئته الساذجة التي تفضح أسرارها على الدوام وتكشف كل نقاط ضعفها أمام كل صياد لكي يبقى كل صغاره في خطر دائم وداهم .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع