زاد الاردن الاخباري -
لم تكتف إيران باحتلال جزر أبو موسى وجزر طنب الكبرى والصغرى الإماراتية عام 1971، بل بقيت خلال كل تلك السنوات تستعرض عضلاتها كدولة قوية أمام دولة الإمارات المحبة والتواقة للأمن والسلام.
هذا التحدي الإيراني الصارخ، هو تحد لكل العرب والمسلمين، الذين لم يأخذوا من إيران غير المصائب، منذ عقود النفط طويلة المدى، التي بدأت تزود بها العدو المحتل عام 1948 ومرورا بإشغال العراق بحرب حدودية لتسهيل مهمة إسرائيل لضرب المفاعل العراقي عام 1981، وحتى هذه اللحظة، بتقديم دعم منقطع النظير لآلة القتل والقمع "الشيعية" في سورية، عدا عن محاولات إيران التي لا تعد ولا تحصى لضرب قواعد السنة في العراق والسعودية والبحرين ومصر وتوافقهم وتمويلهم لحركات سياسية تلبس ثوب الإسلام لبث الفوضى والفتنة في كل مكان.
منذ 20 عاما وانا أسمع تهديدات أمريكية إسرائيلية تجاه إيران، وأرى في نفس الوقت "جعجعة" إيرانية وتهديدات لم تترجم يوما إلى واقع أبدا، فهي تصعد في أيام وتتلاشى في شهور، ثم تعود، كلما عادت قضية مركزية محورية عربية أو إسلامية لتتصدر المشهد، والمبررات الوهمية أصبحت عند الناس هي الحقيقة، وهذا المخطط (الأمريكي – الإسرائيلي – الإيراني)، الذي تدلل عليه كل الشواهد، ويدلل عليه العقل والمنطق، سوف يستمر إلى ما شاء الله، ولن تظهر الحقيقة إلا يوم يبدأ الحشد العظيم بين المسلمين واليهود، وسوف يعلم الناس من هي إيران وماذا تريد بالضبط؟
هل تعلمون أن زيارة أحمدى نجاد إلى جزيرة أبو موسى الاماراتية لم يكن سوى ردا إيرانيا عنيفا على تضييق على بعض "الإخوان المسلمين" في الإمارات بسبب محاولاتهم المكشوفة زعزعة الأمن وزرع الفتنة وخلق الفوضى، لكن "التقية الإيرانية"، التي أعمت القلوب والأبصار، والتي جعلت من أهل السنة من يصدق أن إيران وإسرائيل على خلاف مستعر دائم، لا تجرؤ على المكاشفة، كما لا تجرؤ على الإعتراف بأنها تخوض حربا "مقدسة" لصالح اليهود على كل من يحمل الإرث النبوي المصطفوي من رجالات السلفية النقية في السعودية والكويت والإمارات والبحرين والأردن والعراق ومصر وسورية وغيرها، ألا يعلم هؤلاء بأن إيران هي الورقة الوحيدة الرابحة بيد إسرائيل لتخويف كل "سني" يفكر بإستخدام النفط كما فعل الشيخ زايد رحمه الله يوم قال" الدم العربي أغلى من النفط العربي" فتحركت يومها إيران لتقدمه على طبق من الفضة لليهود وتحتل الجزر الإماراتية؟ يقول الكاتب الاسرائيلي يارون فريدمان في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرونوت" مؤخرا :"أن سيناريو الربيع العربي سينتهي الى اندلاع حرب بين السنة والشيعة، وسيكون الخليج العربي هو الساحة الرئيسة لتلك الحرب".
إذا كان هذا التحليل غير صحيح، فلتنسحب إيران من الجزر الإماراتية فورا ولتتوقف عن دعم النظام العلوي النصيري في سورية وتتوقف عن دعم ميليشياتها في العراق ومجموعاتها التخريبية في السعودية ومصر واليمن، ولتكذب رسميا كل إدعائاتي ولتطلق طلقة واحدة فقط نحو إسرائيل.