أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بحث التعاون بين الأردن والعراق في المجالات الزراعية "حجاوي اليرموك" تحتفل بمرور 40 عاما على تأسيسها بيوم علمي طلابي الحرس الثوري يبحث عن الرئيس الإيراني مسؤول أممي: منع إسرائيل للمساعدات يهدد حياة الغزيين تركيا ترسل فريقا لمساعدة إيران في البحث عن مروحية الرئيس الاردن يعرض على إيران المساعدة في حادثة طائرة الرئيس الأونروا: إسرائيل تكذب في ادعائها حريّة انتقال الغريين لمناطق آمنة الأردنية تحيل مثيري شغب بالحرم الجامعي للتحقيق الهلال الأحمر الإيراني ينفي العثور على حطام المروحية العثور على حطام مروحية الرئيس الإيراني وزير الدولة لتحديث القطاع العام: الإجازة دون راتب لن تتجاوز 12 شهرا في فترة الخدمة تحديد موقع حادث مروحية الرئيس الإيراني ماذا جرى لطائرة الرئيس الإيراني؟ .. 6 أسئلة تشرح الحدث أوكرانيا تدمر كاسحة ألغام روسية وتتبادل مع موسكو بيانات إسقاط صواريخ ومسيرات دعم أوروبي للبحث عن مروحية الرئيس الإيراني جراء المقاطعة .. شركة مطاعم دومينوز تكشف حجم خسائرها الغذاء والدواء واتحاد منتجي الأدوية يبحثان سبل تعزيز الصناعة الدوائية الوطنية الفيصلي يرصد مكافآت مالية مجزية للاعبيه في حال الفوز على الحسين اربد بريطانيا: العنف ضد المدنيين بدارفور قد يرقى لجرائم ضد الإنسانية محمد مخبر .. تعرفوا على بديل الرئيس الإيراني رئيسي
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة الثورات العربية تقرب الإسلاميين من تحقيق رؤيتهم...

الثورات العربية تقرب الإسلاميين من تحقيق رؤيتهم في المنطقة

29-03-2012 01:42 PM

زاد الاردن الاخباري -

تمكنت جماعة الاخوان المسلمين في هدوء من بسط نفوذها خارج حدود مصر طوال تاريخها الممتد 84 عاما لكن الثورات العربية فتحت آفاقا سياسية جديدة واسعة تأمل الجماعة أن تعكس رؤية مؤسسها حسن البنا للعالم العربي والإسلامي.

وقال محمود غزلان وهو عضو في مكتب الإرشاد بجماعة الاخوان "لا شك ان حسن البنا يؤمن بالوحدة الإسلامية مش الوحدة العربية فقط.. لكن الفكرة وما فيها نحن ننظر إلى الواقع وإلى الممكن."

وخلال مقابلة في المقر الجديد للجماعة في القاهرة وصف هذه الوحدة بأنها هدف "بعيد المنال" لكنه كان مدركا فيما يبدو لاحتمالات طرحت مع موجة يقود فيها اسلاميون التيار السياسي العام في أنحاء منطقة شمال افريقيا وخارجها.

وأضاف غزلان البالغ من العمر 64 عاما "هذه المنطقة في فترة تغيرات جذرية سوف تسفر عن أوضاع مختلفة غير الأوضاع التي كانت قبل قيام الثورات... ابتداء من تونس وانتهاء بسوريا.. تتغير طبيعة المنطقة وأيضا تتغير التحالفات."

لم تكن جماعة الاخوان المسلمين التي كانت محظورة ومقموعة خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك هي التي فجرت الانتفاضة ضده لكن شأنها شأن أحزاب إسلامية في مناطق أخرى كانت الطرف المستفيد الرئيسي واستغلت الانتخابات الحرة في الوصول إلى عتبات السلطة.

وأدى نجاح جماعة الاخوان في الانتخابات التشريعية المصرية إضافة الى فوز إسلاميين في الانتخابات في كل من تونس والمغرب وظهور أطراف إسلامية قوية في المشهد السياسي في ليبيا وداخل المعارضة السورية إلى إجبار العالم على إعادة التفكير في الطريقة التي يمكنه التعامل بها مع الإسلام السياسي.


وقال شادي حامد من مركز بروكينجز الدوحة في قطر "يمكن ان نبدأ الحديث عن تكتل إسلامي سني صاعد من شمال افريقيا وربما يصل إلى سوريا. أعتقد أن الاخوان هم الجزء الأهم في ذلك."

وأضاف "إنهم جزء من حركة أوسع نطاقا وتلك الحركة هي التي ستعيد تشكيل خريطة المنطقة."

وربما يتوقف مدى التحول على كيفية أداء الإسلاميين في المناصب التي يتولونها في الوقت الذي يواجهون فيه اقتصادا متداعيا وتوقعات مبالغا فيها لكن التغيير جار.

ويساعد صعود جماعة الاخوان التي تلهم جماعات إسلامية في أنحاء المنطقة على إعادة رسم التحالفات السياسية في أنحاء الشرق الأوسط في تحول تاريخي يؤدي إلى تآكل نفوذ إيران الشيعية في العالم العربي.

وبعد الانتفاضة التي تشهدها سوريا ضد الرئيس بشار الأسد ساعد صعود جماعة الاخوان المسلمين في خروج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من فلك سوريا وإيران وحزب الله اللبناني مما أحدث انقساما في المحور الذي كان ملمحا أساسيا للسياسة والصراعات في المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات.

وقال حامد "كلما زادت قوة الإسلاميين السنة كلما كان ذلك ليس في صالح محور إيران-حزب الله."

غير ان الدول الغربية التي لديها ريبة منذ زمن طويل تجاه النفوذ الإسلامي تلتقي باللاعبين الجدد. اما النظم الملكية المحافظة في الخليج التي يتوجس بعضها من أن تكون الاضطرابات في المنطقة معدية فتقيم بحذر تلك الاطراف الجديدة.

وربما تنخرط أكثر تركيا التي ليست جزءا من العالم العربي لكنها جزء من العالم الإسلامي وبشكل مباشر. وحقق حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ذو الجذور الإسلامية نموا اقتصاديا هائلا تتطلع الشعوب العربية الى محاكاته.

وقال السفير التركي في مصر حسين عوني "سيكون لتركيا قوة ناعمة أكثر مما كان لديها في الماضي وستمارس تركيا هذه القوة بطريقة إيجابية" مضيفا ان مصر وتركيا من الممكن أن تصبحا "محور الاعتدال والحوار".

وفي قلب هذا الحراك جماعة الاخوان في مصر التي أفرزت جماعات مشابهة في ليبيا وسوريا وفلسطين ومناطق أخرى وليس لها سيطرة رسمية عليها. لكن غزلان قال إن هذه الجماعات تعتبر بالفعل مصر "الدولة الأم التي نشأت فيها الدعوة."

ورفضت جماعة الاخوان بعض الجماعات المتشددة التي استلهمتها منها جماعات متشددة في مصر تبنت الجهاد على مستوى العالم بعد أن قضى مبارك على انتفاضتهم المسلحة في الثمانينات.

وتواجه جماعة الاخوان تحديات جديدة من التيار السلفي المتشدد الذي يرغب أتباعه بشدة وبشكل فوري في تطبيق الشريعة والقضاء على النفوذ الغربي.

وتتجه جماعة الاخوان الى تولي السلطة في مصر كما هيمنت أيضا أحزاب تتبنى نفس التفكر على بعض الدول المجاورة.

كانت هذه غنيمة كبرى بالنسبة للجماعة التي أسسها البنا عام 1928 . ولد البنا عام 1906 وبينما كان في الاسماعيلية المطلة على قناة السويس التي كان يسيطر عليها الاستعمار البريطاني وحيث كان يعمل مدرسا كان يعبر عن استيائه البالغ من التدخل الاستعماري في شؤون بلاده.

بدأت دعوته في المساجد والمقاهي وانتشرت رسالته في أرجاء مصر وبحلول وقت اغتياله عام 1949 كان للجماعة أتباع خارج حدود البلاد. وبحلول هذا الوقت أيضا بدأت السلطات المصرية تعتبر الجماعة تهديدا وبدأت حملة قمع وكان الوضع ذاته يحدث في دول أخرى.

ومن بين الجماعات التي استلهمت جماعة الاخوان المسلمين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي ظهرت في الثمانينات وتسيطر الآن على قطاع غزة المتاخم لمصر. وفرضت العزلة على حماس خلال حكم مبارك وكذلك من دول أخرى عربية ودول غربية وتبنتها إيران وحزب الله اللبناني وسوريا في تحالف بني على العداء لاسرائيل.

لكن حماس السنية كانت تبدو دخيلة وسط هذا المحور الذي يغلب عليه الشيعة. وكان مقر قيادة الحركة في دمشق التي يحكمها نظام عائلة الأسد العلوية التي كانت تقمع منذ زمن طويل جماعة الاخون هناك.

وبعد عام من اندلاع الانتفاضة ضد الأسد تحولت حماس علانية ضد مضيفيها السوريين وربما شجعها على ذلك المكاسب السياسية التي حققها الاخوان والتي تغير الان شكل مصر.

وفي مؤشر على التغيير عن عهد مبارك سمح لاسماعيل هنية رئيس الحكومة في غزة والقيادي في حماس بتأييد الانتفاضة السورية في كلمة ألقاها في فبراير شباط في الجامع الأزهر بالقاهرة.

وتريد حماس وجماعة الاخوان أن تفتح مصر حدودها بالكامل مع غزة لإنهاء الحصار الذي فرضته اسرائيل على القطاع بالتعاون مع السلطات المصرية لكن محمود الزهار القيادي في حماس قال لرويترز إن من السابق لأوانه الحديث عن حلفاء جدد.

فمحور تركيز جماعة الاخوان في الوقت الحالي بينما تجهز نفسها لحكم البلاد هو القضايا المحلية. وهي تحتاج لتحقيق الاستقرار في اقتصاد مصر المتداعي والحيلولة دون حدوث أزمة عملة. ولتحقيق هذا الغرض تحتاج للمساعدة الخارجية.

وكانت دول الخليج وعدت مصر بتقديم ما بين 10 مليارات و15 مليار دولار من المساعدات والاستثمار. لكن المبلغ الذي وصل البلاد لا يتعدى المليار دولار.

وقال حامد من معهد بروكينجز "يفهم الاخوان أن تحسين العلاقات مع دول الخليج ضرورة الآن لأنها ستكون من بين الجهات المانحة الرئيسية لمصر."

لكن كما يقول غزلان فان محاولة الجماعة للتقرب إلى دول الخليج كانت بدايتها غير مشجعة.

وقال "نقول لهم تعالوا نتفاهم وإذا كنتم لن تأتوا إلينا ارسلوا إلينا دعوات.. نحن نأتي إليكم ولكنهم لم يخوضوا هذه الخطوة."

وأضاف أنهم في دول الخليج "يخشون من ان العدوى تنتقل ويحدث هناك مثل ما حدث في هذه المنطقة ونحن لا نتطلع لهذا."

بل إن جماعة الاخوان أرجأت اجتماعا طلبه مبعوث إيران خشية إثارة غضب دول الخليج التي تعتبر طهران خصما يتدخل في شؤونها. ومضى يقول في إشارة إلى المبعوث الإيراني "إذا أتى هو قبلهم سوف تزيد مخاوفهم."

وتخشى دول الخليج التي كانت تعتبر مبارك في مصر والرئيس زين العابدين بن علي في تونس من الحلفاء المقربين من أن تسبب الاضطرابات التي تشهدها المنطقة في زعزعة استقرار الأنظمة هناك. وتتوجس المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص من جماعة الاخوان المسلمين.

وقال مصدر سعودي "للاخوان أسلوب مختلف في السياسة وهذا ما يسبب القلق.. إذ يخلطون السياسة بالدين في حين أنهما قضيتان منفصلتان."

وقال المحلل السعودي جمال خاشقجي إن بعض النخبة في السعودية قلقة من أن جماعة الاخوان قد تأخذها نشوة انتصار الجماعة في مصر والمغرب وتونس وربما تأمل ان تفعل الأمر ذاته في السعودية.

لكنه رفض تلك المخاوف قائلا إن النهج العملي الذي تنتهجه جماعة الاخوان لا يروق كثيرا للمجتمع السعودي على خلاف التيار السلفي.

ويرى حامد من مركز بروكينز أن جماعة الاخوان لها جماعات منتمية لها في السعودية والإمارات "ينظر لها على أنها تمثل تهديدا للنظام".

وهناك خلاف بالفعل قام بين الإمارات والجماعة حول طرد مجموعة من السوريين الذين نظموا احتجاجا هناك. واتهم ضاحي الخلفان قائد شرطة دبي جماعة الاخوان بإذكاء الاضطرابات.

وقال مسؤول من الإمارات "هناك قيود وضعت على المصريين القادمين للإمارات للعمل وحدث هذا بعد أن تولى الاخوان السلطة (في البرلمان المصري). هناك مخاوف من ان يثيروا الاضطرابات في المنطقة."

وبدأت قطر التي تملك احتياطيات هائلة من الغاز التعامل مع إسلاميين في ليبيا لكن مسؤولا في وزارة الخارجية قال إنه ليس هناك محادثات "رسمية" بعد مع جماعة الاخوان في مصر.

ويرى غزلان ان الخليج ليس لديه ما يدعوه للخوف من جماعة الاخوان.

وأضاف "نحن نريد للخليج أن يستقر" لأنه منطقة حساسة للغاية وتوقع أن تتلاشى التوترات بمجرد تشكيل جماعة الاخوان حكومة ائتلافية.

وأردف قائلا "أعتقد أن كل هذه الحواجز سوف تزول" مضيفا أن حكام السعودية ودول الخليج ستتعاون مع الجماعة وأن هذه الأزمة سوف تزول.

ربما كان حلم البنا هو الوحدة العربية والإسلامية لكن حركته - على الأقل في مصر - تتبنى منذ زمن طويل فكرة الإقدام على ما هو ممكن سياسيا فقط. غير ان جماعة الاخوان شأنها شأن حركات إسلامية أخرى في العالم العربي حيث أطاحت انتفاضات بأنظمة شمولية ترى أن الرياح ستأتي بما تشتهيه السفن.

رويترز





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع