ديك الجن هو لقب شاعر عربي شهير عاش على ضفاف نهر العاصي بمدينة حمص السورية منتصف القرن الثاني الهجري ، وكان قد تعلق بهوى فتاة رومية تدعى (ورد) و ختمت علاقتهما بزواج سعيد ، غير ان حظه التعيس قاده يوما الى زيارة احد الأمراء في منطقة قريبة على أمل نيل شيئ من عطاياه لكي تسعد بها الأسره.
فاستغل أحد حساده من ابناء العمومة فرصة غيابه عن بيته لتدبير مكيدة له بقصد تدمير حياته ، حيث ارسل له رسولا يبلغه وهو بضيافة الأمير خبرا مشؤوما وكاذبا يقول أن زوجته المحبوبة قد استغلت غيابه وباتت تخونه مع أحد عشاقها ، وان ابن عمه الغيور على سمعته قد سمع بأذنه عدة مرات شخصا ينادي كل أمسية على ديك الجن للتأكد من عدم وجوده في المنزل ثم يرتاد المنزل بعد التأكد من عدم الإجابة .
وعندما علم الديك بالخبر السيئ جن جنونه وعاف العطايا وقفل راجعا الى بيته لكي يتحقق من هذا الخبر الخطير، وتعمد الوصول مساء حيث نصب كمينا حول المنزل بانتظار المنادي المزعوم ، أما ابن عمه الخبيث فكان له بالمرصاد وارسل شخصا وكلفه بالنداء على ديك الجن والهرب بسرعة حال سماع مناداته.
نفذ الرسول تعليمات سيده واقترب من المنزل ونادى بصوته على ديك الجن فنهض الأخير من كمينه ولكن الرسول المحتال فر مسرعا .... وهنا طار عقل الشاعر واستل سيفه وانطلق للداخل حيث بادر محبوبته بقطع رأسها على الفور رغم برائتها من كل التهم والظنون .
لم تفت بضعة أيام على غياب الحقيقة حتى علم الشاعر المنكوب انه قضى على وردة عمره بناء على وشاية كاذبة وهنا اسودت حياته وانقلبت من عالم الحب والسعادة الى جحيم مطلق وغرق في عالم الحزن والشقاء فكتب شعرا جميلا صار من مآثر العرب ومنه :
تَطاوَلَ هَذا اللَيلُ حَتّى كَأَنَّما ................ عَلى نِجمِهِ أَلّا يَعودَ يَمينُ
اليوم تطاولت كل الليالي دونما بارقة أمل بمشرق سعيد ، وغاب ديك الجن الشاعر وبقي الوشاة بعده وقتل في حمص آلاف الورود والرياحين بدم بارد ، وسكبت على الأرصفة كل عطور الضحايا التي طالبت بحقوقها المشروعة دون ان ترتكب خيانة عظمى كما يشاع ، ولكن هل يتكفل الشعر أو النثر بدماء الضحايا .