زاد الاردن الاخباري -
خاص - نواب الأمة، صوت المواطن، حلقة الوصل بين الشعب و الحكومة.. لم تكفيهم رواتبهم و مستحقاتهم التي يحصلون عليها، بل طالبوا بالمزيد، أكثر من المزيد، طالبوا بالحصول على جوازات سفر حمراء، تمكنهم من أن يحلّوا و يرحلوا بكل سهولة في شتى البلدان، بينما المواطن الغلبان يحسب حسابه ألف مرة قبل أن يخرج "ليشم الهوا" في العقبة أو البحر الميت أو أم قيس، أو حتى في الحديقة المجاورة للمنزل.
طالب نوابنا برواتب تقاعدية تصرف لهم مدى الحياة، و كأن الرواتب التي يتقاضونها خلال تقلدهم لمنصب النيابة لا تكفيهم، طالبوا بها بلا خجل في الوقت التي ينتفض به أبناء الشعب للمطالبة بحقوقهم التي لا تتجاوز جزءاً ضئيلاً من الرواتب و المستحقات التي يحصل عليها النواب.
بالطبع، الصحافة قالت كلمتها، الصحافة نطقت باسم المواطن، صرخت بصوت الشعب، رفضت الظلم، وقفت في وجه استغلال المناصب، كررت و كررت أن تقليد المناصب في المملكة تكليف لا تشريف، هاجمت الفاسدين، دافعت عن المستضعفين و المسحوقين.
و كالعادة، فإن "اللي على راسه بطحة بحسس عليها"، اجتمع النواب الأكارم، و خرجوا بقائمة طويلة من الشتائم و الألفاظ التي لا تمت للتهذيب بصلة، حتى أن "أصحاب البطحات" هاجموا الشرفاء من النواب الذين رفضوا تصرفات مجلسهم، و دعوا إلى اتخاذ موقف حازم من وسائل الإعلام التي صرخت رفضاً للظلم.
هاجموا الأصوات الحرة و الأقلام الشريفة، وصفوهم بأنهم رواد نواد ليلية، طالبوا برفع دعاوى ضدهم.. يريدون تكميم الأفواه التي تقول لهم لا، و خنق الحناجر التي تصرخ في وجههم.. يريدون هامات منحنية لهم، يريدون ظهوراً تميل كيفما تهب رياحهم، يريدون إعلاماً يطبّل لهم و يزمّر، و يبارك لهم قراراتهم التاريخية.. لكن "بعيدة عن عينهم"، فالإعلام الأردني حرّ لا سقف له، واع غير متخاذل، ينحاز إلى الحق أمام أي كان..
نسي نوابنا أن من أوصلهم إلى هذه الكراسي هم الشعب، نسوا أن أسماءهم كتبت بحبر أقلام الشعب في أوراق الاقتراع، نسوا أن وظيفتهم هي تلبية مطالب الشعب..
داسوا على رؤوس الشعب، عضوا يد الشعب التي مدّت لهم لترفعهم إلى هذا المنصب، أكلوا مال الشعب، هضموا مال الشعب..
تكفيهم كلمة تخرج من قلب مواطن متعب مظلوم مغلوب على أمره، "حسبي الله و نعم الوكيل فيكم".