أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
3452 طنا من الخضار والفواكه بالاسواق المحلية القسام تستهدف ناقلة جند للاحتلال في رفح البنك الدولي: الصندوق الأردني للريادة دعم 124 شركة ووفّر 1700 وظيفة الأمن يُلقي القبض على سارق مركبتين في الزرقاء نتنياهو: مصممون على الانتصار المطلق انخفاض أسعار الذهب 30 قرشاً بالاردن الشواربة يحذر موظفي الأمانة من التدخل بالانتخابات غالانت: هذه الحرب ستستمر حتى تفكيك حماس تونس .. تسمم بمادة كحولية يودي بحياة 4 أشخاص الاثنين .. أجواء مائلة للبرودة مدعوون للتعيين بمؤسسات رسمية .. أسماء نيويورك تايمز: جدل حول سلطة يحيى السنوار في "حماس" إسقاط الودائع مقابل "رأس جميلة" و6 شركات .. هل ينقذ العرض السعودي اقتصاد مصر؟ توفر وظائف بالفئة الأولى في وزارة العمل .. تفاصيل إطلاق مبادرة "ماما لاتدخني" شركة ناقلة للنفط: كميات نفط متفق عليها مع العراق لم ننقلها لظروف لوجستية الأردن .. الحبس لـ(سيدة) قتلت طفلتها لرفضها تنظيف (الصالون) حجازي يحذر الحكومة من تزايد أعداد السكان مواطن يجهّز 103 نياق لنحرها ابتهاجا بزيارة الملك للزرقاء مطلوبون للقضاء .. أسماء
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام معايير جودة الحياة

معايير جودة الحياة

08-03-2010 09:36 PM

مللنا الحديث عن الوضع الاقتصادي العصيب بل المزمن الذي لا تحسد عليه حكومة الرفاعي الشاب ، ولا شعب هذه الحكومة ، فقد أصبح الحديث عن الوضع المالي للحكومة وللشعب وكأنك تنفخ في قربة مخرومة ، فلا الوضع سيتحسن في المدى المنظور ، ولا الشعب سيعود إلى حالة الاستقرار الاقتصادي التي عاشها برهة من الزمن ، فالحكومة مصممة بل وماضية في طريق الجباية ولا يهمها خراب مالطا ، وقضايا الفساد بدأت اليوم وكأنها حبة الأفيون أو الجزرة التي تلقي به الحكومة أمام الشعب لإشغاله في قضايا لم تعد تهمه لا من قريب ولا من بعيد ، بنفس مستوى الأهمية لأسعار اللحوم والدجاج والخبز .
في أحدث التقارير العالمية التي صدرت عن معايير جودة الحياة التي احتلت فيها فرنسا للسنة الخامسة على التوالي المرتبة الأولى وهذا الوضع يعيدنا إلى أيام الثورة الفرنسية عندما قيل لماري أنطوانيت آخر ملوك فرنسا أن الشعب يريد الخبز ، فقالت ببلادة المترفين فليأكل الكعك ، وها هو الشعب الفرنسي يعيد ذلك الوضع إلى أذهاننا ، وهو يؤكد أن معيار جودة الحياة بالنسبة له هو توفر \" الخبز و الجبنة والنبيذ \" بحسب مجلة Living ، كون أن هذا الثالوث يعني الكثير لنوعية الحياة وجودتها بالنسبة لهم . الأمريكي تراجع مستواه إلى المرتبة السابعة ، بينما لم تدخل بريطانيا حسبة العشرة الأوائل على مستوى العالم .
ماذا عن معايير جودة الحياة بالنسبة للمواطن الأردني ، في السابق كان \" زر البندورة ، ورغيف الشراك ، وحليب العنزة \" بمثابة معايير جودة الحياة له ، و إذا ارتفع مستوى الحياة وأصبح من فئة الملاك كان ذلك بسبب امتلاكه آجلكم الله لأداة النقل والترفيه \" بغل الحراث \" أو بالمعنى المعاصر \" الحصان \" ، هنا يكون الأردني قد ضرب مستويات قياسية في تصنيف التجويد تؤهله لأن يكون في الصفوف الأولى بين دول العالم وقد يتفوق في ذلك على الكثير من دول العالم المتقدم ، رغم أن أحسن موظف حكومي كان يتقاضي راتباً لا بتجاوز 40 دينار في تلك الفترة ، وهو بذلك يأكل مما يزرع ، ويلبس مما يصنع ولا يخشى أي حصار أو أزمة اقتصادية ، أو حتى أي ارتفاع في الأسعار ، ولا يخشى فساد المسئولين ، ولو حتى انقطعت أو اختفت المساعدات والمعونات الخارجية للأبد .
لقد أصبح المنسف الأردني في هذه الأيام وتحديداً باللحم البلدي معيار متقدم لنوعية الحياة وهو من أهم معايير الرفاه الاقتصادي ، ومقياس الغنى الفاحش والترف غير المبرر بالنسبة للمواطن ، وإذا رافق هذه الوجبة الدسمة القليل من الحلويات النابلسية ، فهذا المواطن أصبح كما يقول المصريين بأنه \" مفتري نعمة \" ، وكلما زاد حجم الإنفاق الخاص على هذه الوجبة كان ، فإن ذلك يؤشر للحكومة بضرورة فرض المزيد من الضرائب لتقليل هذا الترف الاستهلاكي المزمن ، مع العلم بأن هذه النوعية من الوجبات لم تعد تقدم إلا للمسئولين للتزلف لهم وللحصول على فرصة وظيفية أو واسطة معينة .
لقد انقلب هرم ماسلو للحاجات وإذا ما أعدنا ترتيبه فنجد أن الكثير من الأولويات تغيرت وتبدل حالها ، والسبب تغير الأنماط والعادات الاستهلاكية بسبب الحداثة والتقدم ، والثورة الكبيرة التي تشهدها الأسواق في الاختراعات والاكتشافات التي تنعكس في إيجاد منتجات جديدة لا تقل أهمية عن الطعام والشراب . و لكن طالما أن ذلك لم يعد يتوافق مع القدرة الشرائية للمستهلكين هنا تصبح خارطة الاحتياجات السلعية وفقاً لمبدأ الأولوية في ميزانية المستهلك ضرورة ملحة يجب اللجوء إليها ، كما أن البحث عن فرص العمل الإضافية خارج أوقات الدوام الرسمي مهمة لتحسين مستوى الدخل .
الكلام قد يبدو نظري ولكن نحن في الأردن لم نتعود ثقافة عمل الأطفال ممن هم في سن العمل وتحديداً في سن 16 عام خاصة في الإجازات الصيفية ، ولم يكن لدينا ثقافة الاغتراب إلا لفترة قريبة سواء للشاب أو البنت وهي ليست عيباً ، ولغاية الآن لدينا كم كبير من الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل ، ولكن بنفس الوقت يعاني السوق المحلي من نقص حاد في الكثير من المهن التي مازال الأردني يحجم أو يبتعد عنها رغم الحاجة والعوز ، لأن المكانة الاجتماعية له لا تسمح له العمل إلا وراء طاولة وهاتف وجهاز كمبيوتر ، خاصة وأن هذه المهن تشهد سيطرة واضحة من قبل العمالة الأجنبية التي هي في الأصل غير مختصة وغير مؤهلة لتلك المهن كونها مدرة للدخل .
معايير الحياة بالنسبة للأردني لم تعد ترتبط بمقدار الحرية السياسية والانتماء الحزبي ، ولا بالمستوى الثقافي ومعدل الأمية ، ولا حتى بالبنية التحتية من شوارع وحدائق ومتنزهات ، أو بسلامة المناخ وخلوه من الملوثات الطبيعية والصناعية ، ولكن إلى حد كبير فإن هذه المعايير أصبحت على صلة وثيقة بامتلاك هذا المواطن لإسطوانة الغاز الذي يشغل تفكيره ، وبصحن \" الحمص\" الذي يقدمه كوجبة إفطار دسمة لابناءه الصغار ، وبعلبة السجاير التي \" يعفطها \" للهروب من هذا الواقع الذي فرضه علينا مسئولي حكومات دول أميركا الجنوبيةالله يجازيهم .

الدكتور إياد عبد الفتاح النسور
جامعة الخرج
Nsour_2005@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع