أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
رداً على توغلها .. كتائب القسام تقصف قوات الاحتلال شرق رفح بالاسماء .. بلدية الزرقاء تطالب مواطنين بدفع أموال شاحن سيارة كهربائية يتسبب بحريق واصابة 3 أشخاص في العاصمة عمان الحكومة : لا مبرر لارتفاع سعر الدجاج 10 اصابات بحوادث مختلفة على طرق خارجية الاحتلال يزعم عثوره على أنفاق للمقاومة في معبر رفح روسيا تشهد الثلاثاء مراسم تنصيب بوتين رئيسا للبلاد ارتفاع أسـعار النفط عالميـا تحقيق فلسطيني بسرقة 70 مليون دولار من البنوك في غزة 20 شهيدا في غارات على رفح أسـعـار الذهـب في الأردن الثلاثاء لوتان: ميناء غزة الجديد مثير للريبة إتحاد المزارعين يكشف أسباب ارتفاع أسعار الدجاج تقرير يكشف عن تصعيد تجاه الأسير زكريا الزبيدي من سلفة إلى سلفة .. حال الأردنيين بين العيدين الثلاثاء .. استقرار على الطقس وارتفاع تدريجي على الحرارة "كتائب القسام" تتوعد: اخترتم اقتحام رفح .. لن تمروا(صورة) قناة عبرية: "إسرائيل" تفاجأت بقبول "حماس" مقترح الهدنة الملك لبايدن: يجب التحرك فورا لمنع حدوث كارثة جديدة في غزة غانتس: المقترح يتضمن ثغرات كبيرة ونواصل دراسته
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة النابلسي يؤكد أن وكالة استثمار بروناي خرقت...

مكتب محاماة يدعو الخصاونة إلى التروي قبل إصدار الحكم النهائي حول "خصخصة الشركة"

النابلسي يؤكد أن وكالة استثمار بروناي خرقت تعهدات باتفاقية شراء "الفوسفات"

11-03-2012 12:30 AM

زاد الاردن الاخباري -

دعا مكتب محاماة استعانت به لجنة التحقيق النيابية حول خصصخة شركة مناجم الفوسفات الأردنية، رئيس الوزراء عون الخصاونة بـ"التروي" قبل إصدار الحكم النهائي في اتفاقتي البيع والمشاركة حول خصخصة الشركة.

وبين مكتب المحامي زيد عمر النابلسي أن شركة كاميل هولدنغ ليمتد، التي تمتلك 37 % من رأسمال "الفوسفات"، أن اتفاقية البيع شابها "خرق تعهدات ببنود لتعهدات المستثمر، ارتكبتها الجهة المشترية، وهي وكالة استثمار بروناي".

وقال النابلسي، في رسالة وجهها إلى رئيس الوزراء أمس، "لا يختلف اثنان على أن بنود تعهدات ملكية المستثمر، كان القصد منها هو أن تكون ملكية وكالة بروناي للاستثمار لشركة كاميل ملكية قانونية مباشرة، وليست ملكية انتفاعية من الباطن كما هو واقع الحال".

وكان مجلس النواب رفض يوم الثلاثاء الماضي قرار لجنة التحقيق النيابية المتعلق بتحويل ملف خصخصة شركة الفوسفات الأردنية إلى القضاء.

واتفق النابلسي مع ما طرحه الخصاونة حول طريقة الانتفاع من شركة كاميل هولدنغ، غير أنه قال "لقد غابت الإشارة إلى الهدف الأساسي من هذا النظام والسبب وراء ابتكاره. فمن المعروف للجميع أن هذا النظام من الملكية غير المباشرة هدفه الرئيس إخفاء اسم المنتفع الحقيقي من الشركة عن السجلات الرسمية لسبب أو لآخر".

كما بين أن اتفاقية بيع أسهم الفوسفات نصت بكل وضوح على أن الحكومة الأردنية "لا ترغب في البيع إلا لشخص واحد معين بذاته، ولهذا السبب جاءت بنود تعهدات ملكية المشتري بهذه الدقة وبهذا الإسهاب والتفصيل"، مشيراً إلى أن الاتفاقية نصت على أنه "لا يجوز أن يكون لأي شخص آخر غير وكالة بروناي للإستثمار أي حقوق ملكية من أي نوع في أسهم الشركة المشترية (كاميل)".

وأضاف "وبما أن المالكين القانونيين لشركة كاميل، وباعتراف كاميل نفسها، هما شركتا بريمير وسيكوند سيركل، وحسب نص الإقرارات من الباطن الصادرة عنهما، هما اللتان تملكان حق قبض الأرباح من شركة كاميل وحق التصويت وكافة حقوق المالك القانوني".

وأوضح أن ذلك "يناقض كلياً ما صرح به المشتري في بنود تعهدات ملكية المشتري، عندما غرر بالحكومة بأن لا وجود لمثل هؤلاء المالكين في شركة كاميل، وأنه لا يملك أسهمها قانونياً إلا وكالة بروناي للإستثمار".

وبين النابلسي أن إقرار المشتري (كاميل) بأن أسهم هذه الشركة في جيرزي مسجلة باسم شركتي بريمير سيركل وسيكوند سيركل "هو اعتراف صريح بأن المالك القانوني لهذه الشركة كما تظهره سجلات مراقب الشركات في جيرزي ليس وكالة بروناي للاستثمار كما ينص العقد".

أما عن إقرارات العلاقة الانتفاعية التي أصدرتها هاتان الشركتان العام 1996 وأكدتها في العام 2012، قال النابلسي في رسالته إن هذه الإقرارات "ما هي إلا اتفاقات وإقرارات من الباطن تمنح بموجبها هاتان الشركتان حقوقاً معينة لصالح وكالة بروناي للاستثمار، ولكن هذه الإقرارات من الباطن لا أثر لها على الملكية القانونية ولا تمسها، فهي لا تحفظ ولا تسجل في أي سجل رسمي يمكن لأحد الاطلاع عليه للتعرف على هذه العلاقة، بل ويمكن لمصدري هذه الإقرارات أن يصدروا عدداً لا حصر له من الإقرارات المماثلة التي تلغي وتعدل وتغير من الأشخاص المنتفعين من هذه الإقرارات، في أي وقت، ودون أن يتم إبلاغ أو إخطار أي جهة عن هذه التغييرات".

وأشار النابلسي إلى أن التجاوزات التي يزعم أنها قد تكون حصلت بعد البيع، فإن هذه التجاوزات وان ثبتت، ما كانت لتحصل لو أن المشتري أصلاً كان شركة ومؤسسة عريقة لها تاريخها وقوامها المالي والمهني في مجال عمله، ولها من يحاسبها في موطنها من المساهمين ومن القانونيين والمحاسبين وأجهزة الرقابة في بلدها الأصلي.

وفيما يلي نص الرسالة:

دولة الرئيس الأفخم،

لقد كان لي الشرف بأن أقدم الخدمة والمشورة القانونية للجنة التحقيق النيابية حول خصخصة شركة مناجم الفوسفات الأردنية، والمساهمة في إعداد تقرير اللجنة الذي عرض على دولتكم قبل بضعة أيام، وقد اطلعت بحكم هذه المهمة على كافة الوثائق المتعلقة بهذا الموضوع، وقمت بدراسة اتفاقيتي البيع والمشاركة بشكل دقيق، وبالأخص فقد تعمقت في موضوع ملكية شركة كاميل هولدنجز ليمتد، ودرست الموضوع من كافة جوانبه. وعندما سمعت خطاب دولتكم أمام مجلس النواب الموقر بأنكم لا تتفقون مع الرأي القانوني بأن هنالك خرقا لبنود تعهدات ملكية المستثمر ارتكبته الشركة المشترية، رأيت بأن أكتب لدولتكم على مسؤوليتي وليس بتكليف من اللجنة النيابية، لأناشدكم بالتروي قليلاً قبل الحكم النهائي على الموضوع، ولأوضح لدولتكم بعض الحقائق الثابتة، مع كل الاحترام والتقدير لرأي دولتكم في هذا الموضوع، وأنتم القاضي الدولي وأستاذ القانون الذي ننهل منه العلم والمعرفة.

عندما تشرفت بالتعرف على سعادة النائب المحترم الدكتور أحمد الشقران، قال لي حرفياً: "أنا لا أريد من هذا التحقيق بأن أقطع الرؤوس أو أن أنتقم من المخطئين بقدر ما أريد أن أسترجع لهذا البلد ثروته التي سلبت منه إذا ثبت الخداع، "وأن أحرر الفوسفات". وهذا الحس الوطني النبيل لدى عطوفة النائب هو ما دفعني إلى الخوض في غمار هذا الموضوع وبذل الجهد الكافي للتوصل إلى الحقيقة القانونية، ولهذا السبب أتوجه إلى دولتكم وأناشدكم أن تعيدوا النظر في قراركم بعدم الذهاب للقضاء المختص لإبطال اتفاقيتي البيع والمشاركة، آملاً أن يتسع صدركم لما سأعرضه على دولتكم في هذه الرسالة.

دولة الرئيس،

لقد ادليتم أمام مجلس النواب بقناعتكم بأن المالك النهائي لشركة كاميل هي وكالة بروناي للاستثمار، وقد توصلتم لذلك من خلال حوالة الـ SWIFT بثمن الأسهم التي جاء مصدرها من وكالة بروناي مباشرة، وكذلك من خلال إقرارات الملكية الانتفاعية Beneficial Ownership الصادرة عن شركتي بريمير سيركل ليمتد وسيكوند سيركل ليمتد Nominee Declarations of Trust، الشركتين اللتين تملكان أسهم شركة كاميل، وأيضاً من خلال رسالة الوكالة نفسها التي تقر بملكيتها لشركة كاميل. وقد أبديتم دولتكم أن هذا النظام الانتفاعي غير معمول به في الأردن، ولكنه متعارف عليه في بعض الدول ومنها الجزر البريطانية وغيرها. وأنا أوافق دولتكم الرأي بأن هذه الطريقة للانتفاع من شركة ما هو أمر منتشر في حالات معينة، وأنا لا أشكك بذلك. إلا أنه ومع كامل الاحترام لدولتكم، فقد غاب عن خطابكم الإشارة إلى الهدف الأساسي من هذا النظام والسبب وراء ابتكاره. فمن المعروف للجميع أن هذا النظام من الملكية غير المباشرة هدفه الرئيسي هو إخفاء إسم المنتفع الحقيقي من الشركة عن السجلات الرسمية لسبب أو لآخر، وذلك من خلال اتفاقيات سرية من الباطن تعطي حق الانتفاع لأشخاص لا يرغبون في الظهور كمالك قان
وني مسجل ليتعرف عليهم من يتعامل مع هذه الشركات، فيختاروا أن يكونوا مالكين انتفاعيين من الباطن، كما أكد ذلك رأي المحامين البريطانيين في جيرزي المرفق بتقرير اللجنة.

ولهذا السبب أرجو من دولتكم الرجوع إلى ما تنص عليه بنود اتفاقيتي البيع والمشاركة تحديداً في هذا الخصوص، وأنتم العالمون بالقانون وفخر الأردن في المحافل الدولية القانونية. فبينما قد يكون هذا النظام للملكية الانتفاعية أمرا مقبولا في حالات أخرى، وهذا ما نسلم به ولانجادل حوله، إلا أن بنود تعهدات المستثمر كما جاءت في اتفاقيتي البيع والمشاركة لم توفر جهداً ونصاً في أن لا تسمح بمثل هذه الملكية الانتفاعية للمشتري، وهذه البنود هي التي تحكم علاقة البائع مع المشتري، وهي شريعة المتعاقدين، وليس أي شيء آخر. وهنا نورد هذين النصين حرفياً، وذلك لأهميتهما في فصل هذه المسألة بشكل حاسم:

أولاً، نص المادة 4.03(ii) من اتفاقية نقل ملكية الأسهم (البيع):

ملكية المستثمر: إن عدد الأسهم ذات المسؤولية المحدودة المصرح بها في المستثمر هي غير محدودة وأن الملكية القانونية لكل الأسهم المصدرة تنحصر كلياً في الشخص أو الأشخاص المسميين في الملحق (7) لهذه الاتفاقية وبالمقدار المحدد في هذا الملحق. لا يوجد أي شخص ما عدا أولئك المسميين في الملحق (7) لهذه الاتفاقية لديهم أي حقوق ملكية في المستثمر Investor Equity Interests (كما هي معرفة أدناه) أو أي حقوق تصويت أخرى في المستثمر. فيما عدا ما تسمح به اتفاقية الشراكة، فإن المستثمر لم يصدر أو يمنح وليس مجبراً أن يصدر أو يمنح أو يبيع أو بطريقة أخرى بنقل ملكية أي من أسهم المستثمر أو أي من سندات أو حقوق أخرى قابلة للتحويل إلى أسهم في المستثمر أو أي تعهدات أو خيارات أو سندات مالية أخرى أو حقوق من أي نوع تخول حاملها أن يحصل على أي أسهم في المستثمر أو يشارك في دخل أو أرباح المستثمر (يعرف جميع ما تقدم بـ"حقوق ملكية في المستثمر"): والمستثمر ليس مجبراً أن يشتري أو يسترجع أي حقوق ملكية في المستثمر.

ثانياً، نص المادة المرادفة للمادة أعلاه في اتفاقية المشاركة، وهي المادة 8.02(b):

ملكية المستثمر: إن الأسهم المصرح بها للمستثمر وملكيتها القانونية تنحصر كلياً في الشخص أو الأشخاص المسميين في الملحق (B) لهذه الاتفاقية وبالمقدار المحدد في هذا الملحق. لا يوجد أي شخص ما عدا أولئك المسميين في الملحق (B) لهذه الإتفاقية لديهم أي حقوق ملكية في المستثمر Investor Equity Interests أو أي حقوق تصويت أخرى في المستثمر. المستثمر لم يصدر أو يمنح وليس مجبراً أن يصدر أو يمنح أو يبيع أو بطريقة أخرى بنقل ملكية حقوق ملكية في المستثمر، والمستثمر ليس مجبراً أن يشتري أو يسترجع أي حقوق ملكية في المستثمر.

دولة الرئيس،

لا يختلف اثنان على أن بنود تعهدات ملكية المستثمر أعلاه القصد منها هو أن تكون ملكية وكالة بروناي للاستثمار لشركة كاميل ملكية قانونية مباشرة، وليست ملكية انتفاعية من الباطن كما هو واقع الحال. وهنا أستميحكم عذراً إن اضطررت من أجل شرح هذين البندين الواضحين بأن أعود للبديهيات، إذ أن ما أثير حول هذا الموضوع في وسائل الإعلام هو كلام غير علمي وغير قانوني، حتى أن أحد الصحفيين وعلى الصفحة الأولى من ملحق الرأي الإقتصادي أسمى الرأي القانوني حول ملكية شركة كاميل

بـ ((أكذوبة العصر))، ولهذا فإنه جدير بنا بأن نبسط الأمور وأن نعيدها لأصلها بوضعها في نصابها الصحيح، وذلك بتوضيح الفرق الشاسع والعميق ما بين الملكية القانونية والملكية الانتفاعية.

لقد وضعت جميع النظم التشريعية في العالم أسساً لتسجيل وتحديد المالكين القانونيين للأموال المنقولة وغير المنقولة، ومثال ذلك أن المالك لأي قطعة أرض لا يتم معرفته وتحديده إلا بالرجوع إلى دائرة الأراضي المختصة والإطلاع على سند الملكية في تلك الدائرة، وكذلك السيارات فإن ملكية أي سيارة لا يتم تحديدها إلا بالرجوع إلى دائرة تسجيل المركبات والإطلاع على إسم مالك المركبة المسؤول عنها نحو الغير، والحال نفسه أيضاً في أسهم الشركات، فإن المالك القانوني لأي سهم في أي شركة لا يحدده إلا السجل المحفوظ لدى مراقب الشركات المختص، والشخص الذي يظهر إسمه كمالك لهذه الأسهم في السجلات الرسمية هو الذي يعتبره القانون صاحب هذا المال، أي مالكه القانوني.

أما إذا أراد صاحب هذا المال ومالكه القانوني بأن يتعاقد مع شخص آخر ويمنحه حقوقاً من الباطن في هذا المال، فإن هذا التعاقد الخاص لا يغير الملكية القانونية لهذا المال بأي حال من الأحوال، وإنما يعتبر إلتزاماً عقدياً صادراً عن المالك القانوني، بموجبه يعد هذا المالك بأن يلتزم بأمور معينة نحو المنتفع، وهذا الإلتزام من الباطن لا يؤثر على الإطلاق في الملكية القانونية أمام الغير، التي لا تثبتها وتوثقها إلا السجلات الرسمية كما ذكرنا، وهذا أمر بديهي وليس بحاجة إلى جدال.

وفي حالتنا، فإن إقرار المشتري شركة كاميل بأن أسهم هذه الشركة في جيرزي مسجلة بإسم شركتي بريمير سيركل وسيكوند سيركل هو اعتراف صريح بأن المالك القانوني لهذه الشركة كما تظهره سجلات مراقب الشركات في جيرزي هو ليس وكالة بروناي للاستثمار كما ينص العقد. أما عن إقرارات العلاقة الانتفاعية التي أصدرتها هاتان الشركتان في عام 1996 وأكدتها في عام 2012، فإن هذه الإقرارات ما هي إلا اتفاقات وإقرارات من الباطن تمنح بموجبها هاتان الشركتان حقوقاً معينة لصالح وكالة بروناي للاستثمار، ولكن هذه الإقرارات من الباطن لا أثر لها على الملكية القانونية ولا تمسها، فهي لا تحفظ ولا تسجل في أي سجل رسمي يمكن لأحد الإطلاع عليه للتعرف على هذه العلاقة، بل ويمكن لمصدري هذه الإقرارات أن يصدروا عدداً لا حصر له من الإقرارات المماثلة التي تلغي وتعدل وتغير من الأشخاص المنتفعين من هذه الإقرارات، في أي وقت، ودون أن يتم إبلاغ أو إخطار أي جهة عن هذه التغييرات.

ولذلك نصت اتفاقية بيع أسهم الفوسفات بكل وضوح على أن الحكومة الأردنية لا ترغب في البيع إلا لشخص واحد معين بذاته، ولهذا السبب جاءت بنود تعهدات ملكية المشتري بهذه الدقة وبهذا الإسهاب والتفصيل، حيث نصت على أنه لا يجوز أن يكون لأي شخص آخر غير وكالة بروناي للاستثمار أي حقوق ملكية من أي نوع في أسهم الشركة المشترية كاميل. وبما أن المالكين القانونيين لشركة كاميل، وباعتراف كاميل نفسها، هما شركتا بريمير وسيكوند سيركل، وحسب نص الإقرارات من الباطن الصادرة عنهم، هم الذين يملكون حق قبض الأرباح من شركة كاميل وحق التصويت وكافة حقوق المالك القانوني، فإن هذا يناقض كلياً ما صرح به المشتري في بنود تعهدات ملكية المشتري المقتبسة أعلاه، عندما غرر بالحكومة بأن لا وجود لمثل هؤلاء المالكين في شركة كاميل، وأنه لا يملك أسهمها قانونياً إلا وكالة بروناي للاستثمار.

أما القول بأن كون الحوالة بثمن الأسهم قد أتت من بروناي هو دليل على ملكية بروناي للمشتري، فإن كون ممول الصفقة هو الذي حول المبلغ لا يدل بأي حال من الأحوال على أنه هو نفسه المالك القانوني لأسهم الشركة المشترية، والرأي القانوني في تقرير اللجنة لم ينكر علاقة بروناي بالصفقة، وإنما جاء التركيز على المخالفة القانونية لنص بنود تعهدات ملكية المستثمر في اتفاقيتي البيع والمشاركة، وهذا أمر لا علاقة له بمصدر ثمن الأسهم ومن أين أتى.

وقد يثار من قبل البعض التساؤل التالي: في آخر الأمر، وبعيداً عن حرفيات النصوص القانونية و legal technicalities، ما هو الضرر الفعلي والمادي الملموس على حقوق الحكومة إذا لم تسجل ملكية 37 % من أسهم شركة الفوسفات مباشرة بإسم وكالة بروناي للاستثمار، وإنما سجلت باسم شركة اختارتها هذه الوكالة وهي شركة كاميل؟ وأين هي الكارثة أن لا تكون هذه الشركة أيضاً مملوكة ملكية قانونية لوكالة بروناي، وأن تكون هذه الملكية هي ملكية انتفاعية عن طريق اتفاق من الباطن بين مالكي شركة كاميل (بريمير وسيكوند سيركل) وبين وكالة بروناي؟

والجواب هنا هو أن اتفاقيات الباطن هي بطبيعتها وبتعريفها اتفاقيات غير معلنة وسرية، ومن الممكن تغييرها وتعديلها مرات غير محدودة دون علم الحكومة الأردنية، لأن هذه التعديلات لا تسجل في أي سجل رسمي، بعكس الملكية القانونية، كما أكد ذلك مكتب المحاماة البريطاني، ودليل سرية هذه الإقرارات الانتفاعية ومخالفتها للعقد هو أن الحكومة نفسها لم تعلم عنها ولم تطلع عليها إلا بعد ست سنوات من توقيع البيع، وبشق الأنفس، وبتطوع شركة كاميل، وليس عن طريق سجلات رسمية. ولأن حكومتنا لم تكن أبداً غايتها في يوم من الأيام السماح بمثل هذه العلاقات الانتفاعية غير المعلنة، فهي لم تكن ترغب في فتح المجال لوجودها أصلاً، لأننا لم ننو يوماً بيع ثروة الفوسفات لأشخاص ومنتفعين سريين لا نعلمهم، وبالأخص في ظل وجود دلائل على "شريك ذي قيمة مضافة" في الصفقة كما أشارت وكالة بروناي للاستثمار بصريح العبارة في رسالتها بتاريخ 30/9/2004 والمرفقة بتقرير اللجنة.

ولهذا السبب أصرت الحكومة في صياغة العقد على أن تكون كاميل مملوكة قانونياً، وليس انتفاعياً، مباشرة من وكالة بروناي، وأن لا يكون هناك أي شخص آخر وسيط تسجل الأسهم باسمه (حافظ أمين كما يسميه البعض)، وذلك لكي يتسنى للبائع، حكومة المملكة الأردنية، بأن تكون على يقين تام بهوية الجهة التي عقدت لها البيع. وهذا هو سبب الدقة والإطالة في بنود تعهدات ملكية المشتري، وليس لمجرد إطالة النصوص بدون هدف. وإلا، فلماذا وضع المشرع عيب التغرير كأحد عيوب الإرادة التي تشوب العقد؟ أليس السبب هو أن البائع قد يكون له أسبابه ومتطلباته الخاصة في تحديد شخصية المشتري، الأسباب التي إذا انتفت ما كان البائع ليعقد الصفقة من غيرها، كما هو الحال في كون المشتري باعتقاد الحكومة مملوكا قانونياً لوكالة بروناي؟

وقد يقال أن حكومة بروناي قد أكدت بخطاب رسمي أنها وحدها هي المنتفعة النهائية من شركة كاميل ومن الشركات التي تملك كاميل، فما هي المشكلة إذن؟ وهنا نتساءل: من هي الجهة الرسمية التي تحدد الملكية القانونية للأسهم: دائرة مراقبة الشركات في جيرزي، أم حكومة سلطنة بروناي؟ ومن أين أتى موضوع الملكية الانتفاعية هذا متأخراً بعد ست سنوات، فعقد البيع واضح وصريح في هذا الخصوص ولا يشير إلى ملكية انتفاعية، بل أن بنود تعهدات ملكية المشتري لا يوجد خلاف على تفسيرها، حتى من قبل المستشار القانوني للمشتري الذي أدلى في شهادته للجنة التحقيق وأكد أنه في حال ثبت أن شركة كاميل ليست مملوكة قانونياً لوكالة بروناي، فإن ذلك يعتبر خرقاً لهذه البنود.

وقد أشرتم دولتكم في خطابكم أمام مجلس النواب بأنه أمر معتاد ومقبول بأن يسجل المشتري في عمليات الخصخصة أسهمه في شركة حديثة التسجيل يملك هو أسهمها، وأنا لا أختلف مع دولتكم في هذا الطرح، بل إنني مطلع وبحكم عملي على مثل هذه الترتيبات التي يجريها المشتري عن طريق إنشاء شركات Special Purpose Vehicle. ولكن هذا الأمر لم يحصل في حالة شركة كاميل، فشركة كاميل ليست مسجلة بإسم وكالة بروناي كما هو الحال مع شركات الـ SPV التي ذكرتها دولتكم والتي يسجلها المشتري باسمه مباشرةً، والتي تم تأسيس أغلبها في الأردن أمام أعين الحكومة ورقابتها. والسؤال هنا هو لماذا لم تسجل وكالة بروناي أسهم شركة كاميل باسمها مباشرةً بدلاً من أن تلجأ إلى اتفاقات الباطن مع عدد من الشركات؟ وإذا كانت وكالة بروناي هي المالك النهائي الوحيد لشركة كاميل كما تزعم الوكالة، فلماذا إذن نجد كل هذه الشركات المحيطة بشركة كاميل في جزيرة جيرزي حيث لا تظهر بأي شكل وكالة بروناي، وما هو الدافع الذي يدعو مؤسسة مثل وكالة بروناي بأن تبذل كل هذه الجهود لبناء وإحكام هذه الطبقات الملتوية والغريبة في ملكية المشتري بدون ذكر إسمها على الإطلاق كما وضح تقرير اللجنة؟ وما هو السبب في ا
للجوء لإتفاقيات الإنتفاع Trust لتغليف هذه الملكية المزعومة بإقرارات سرية من الباطن؟ الجواب لا نعلمه ولا نتهم أحدا، وقد يكون مجرد وجود هذه الطبقات بهذا الشكل وبهذا التوسع هو بحد ذاته أمرا مثيرا للشبهات. ولكن الأهم من هذا كله أنه يخالف بنود العقد الصريحة، وهذا لب الموضوع وجوهر المخالفة القانونية التي تتيح للحكومة إبطال العقد حسب نصوص القانون المدني الأردني واجب التطبيق.
وقد يثار تساؤل آخر عن الفائدة المرجوة والمصلحة الوطنية في فسخ الاتفاقية وإثارة النزاعات القانونية مع دولة شقيقة، وماذا ستجني الحكومة لو نجحت في ذلك؟

دولة الرئيس الأكرم،

هنا تأتي الغاية من هذه الرسالة التوضيحية لدولتكم، فإن التمسك بالحقوق العقدية الواضحة التي تم خرقها لا يحتاج إلى سبب أو تبرير إضافي لفسخ العقد، إذ أن الفائدة من هذا الإجراء هو السبب نفسه الذي من أجله تقيم الحكومة الدعاوى على مهندس أو مقاول بنى لها جسراً أو سداً فانهدم بسبب عيوب التصميم والغش في التنفيذ، وهي غاية حماية المال العام التي نذرت دولتكم نفسك لها، فما بالك عندما يتعلق الأمر بأهم ثروة وطنية في المملكة بيعت بأبخس الأثمان عن طريق تلزيم مباشر مخالف لقانون التخاصية، والآن لدينا الفرصة القانونية النادرة لإصلاح هذا الخطأ؟

ألا تعتبر الحكومة الموقرة بأن استرجاع ما قيمته اليوم قد تفوق المليار دينار من أصول وأموال وثروات سلبت منها بواسطة التغرير هو غاية نبيلة وهدف سامي يتوق إليه صاحب هذا المال، وبالأخص في الظروف السياسية والاقتصادية، وغليان الشارع بسبب هذه الظروف؟ وفي حال تأكدنا من وقوع التغرير لأن العقد لا يسمح بالملكية الانتفاعية كما أسلفت، ألسنا أولى بهذه الثروة الوطنية بدلاً من شركة مارست الاحتيال المتستر عندما تعهدت لنا بشيء ثبت عكسه بشكل قطعي؟ ولماذا نسامحها على هذه المخالفة إذا كان القانون يعطينا كل الحق باسترجاع هذه الثروة.

أما عن التجاوزات التي يزعم أنها قد تكون حصلت بعد البيع، فإن هذه التجاوزات، إن ثبتت، ما كانت لتحصل لو أن المشتري أصلاً كان شركة ومؤسسة عريقة لها تاريخها وقوامها المالي والمهني في مجال عمله، ولها من يحاسبها في موطنها من المساهمين ومن القانونيين والمحاسبين وأجهزة الرقابة في بلدها الأصلي. فشركة أورانج المشترية لأسهم شركة الاتصالات خاضعة أصلاً للقوانين الفرنسية الصارمة التي تمنع التجاوزات قبل أن تقع، وهي مراقبة من قبل سلطات بلادها المتقدمة قبل أن تخضع لاتفاقية البيع أو الشراكة مع حكومتنا. وكذلك شركة لافارج في شركة الإسمنت، وغيرها، وهذه أحد أسباب أهمية أن يكون الشريك استراتيجياً كما أوصى المستشارون في عملية خصخصة الفوسفات، وتم ضرب توصياتهم بعرض الحائط كما أوضح التقرير. أما بالله عليكم دولة الرئيس الأكرم، أسألكم مع كل الاحترام، من الذي يحاسب شركة كاميل لو تجاوز ممثلها على مجلس إدارة الفوسفات؟ ومن هي شركة كاميل أصلاً ورأسمالها المدفوع جنيهان استرلينيان فقط لكي تحاسب نفسها، ونحن أصلاً لا نعلم من يملكها وكيف يملكها؟
وأخيراً اسمحوا لي دولة الرئيس أن أذكر أننا اليوم أمام فرصة تاريخية لاسترداد ملكية بترول الأردن وثروة الأجيال، وأنا لا أطالب بتأميم الشركة وبالتعسف في استعمال سلطة الحكومة لا سمح الله، وإنما أكتب لدولتكم لاعتقادي بأن هذه المسألة يجب أن تعرض على القضاء المختص ليفصل فيها، فقلما يجد المحامي في مهنتنا قضية يمكنه أن يجزم بصحتها كما هو الحال في خرق شركة كاميل الواضح لبنود تعهدات ملكية المستثمر كما بينت. وختاماً، وفي ظل ما نعيشه من أجواء لم نعهدها في هذا البلد الذي نحرص جميعاً على استقراره، ولكي ينعم أبناؤنا بما عهدناه من نعمة الأمن والأمان، فإني كلي أمل بأن يكون لاسترجاع ملكية أسهم الفوسفات لصاحبها الأصيل عند إبطال البيع بإذن الله الأثر الكبير في تهدئة احتقان في الشارع الأردني، وسيسجل التاريخ لدولتكم الفضل في ذلك إن شاء الله.

وتقبلوا دولتكم فائق الاحترام والتقدير،،،
المحامي زيد عمر النابلسي

الغد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع