أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
قوات الاحتلال تعتقل 12 فلسطينيا بالضفة الغربية ليرتفع العدد إلى 8505 الصليب الأحمر: لن نحل مكان الأونروا في غزة الأمن": العثور على جثة أربعيني قرب كلية عجلون بين الاحراش بعد الإبلاغ عن فقدانه منذ عدة أيام 700 ألف دينار لصيانة وافتتاح طرق غرب إربد كم ينفق الأردنيون سنويا على الدخان؟ هل يشمل اتفاق التهدئة خروج قادة حماس من غزّة؟ ارتفاع عدد الشهداء بقصف رفح إلى 25 بينهم 10 نساء و5 أطفال فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في وادي الأردن الصفدي يبحث ونظيره البريطاني جهود وقف إطلاق النار في غزة ثلاثةُ مليون زائر لتلفريك عجلون في 10 أشهر .. وزيادة ساعات العمل ثلاجات الأدوية مهددة بالتوقف في غزة والشمال 3778طنا من الخضار والفواكه ترد للسوق المركزي اليوم سلطة وادي الأردن تزيل اعتداءات على آبار المخيبة بكين: لا اهتمام لدينا بانتخابات الرئاسة الأمريكية انخفاض قيمة الصادرات والمستوردات حتى شباط 2024 الخصاونة يلتقي نظيره القطري على هامش المنتدى الاقتصادي بالرياض إصابة الوزير غانتس بكسر في قدمه التربية: إغلاق غرف الطلبة الموهوبين المستقلة للانتخاب تطلق شعار انتخابات مجلس النواب 2024 استقرار مؤشر البورصة في نهاية تعاملاته اليومية
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام ويحك اياه الانسان .. !

ويحك اياه الانسان .. !

08-03-2012 10:31 AM

مقدار الحاجة تكمن بعلاقة تكوّن الإنسان اجتماعيا، ومحاولته أن يؤسس كيانا معلنا عن وجوده، لينشر بذور الحياة في أبعاد المكان، فتنعكس صورة المكان عليه، وتتجلى بداع المكان وآثاره في نفس وروح وجسد وقلب وعقل الإنسان، تتناغم علاقته بالوجود، وتعلن مكانه في المكان، لأن وجود الإنسان حاضر بالمكان، والمكان حاضر بالإنسان.

ولتكتمل علاقة التناغم بينهما، لابد من احترام الإنسان للإنسان، وأن يكون كل منهما مكمّل للآخر من دون مزايدة أو انتقاص من قيمة المبذول وسلامة الفعل، فكل واحد يقدم ما يتقنه معلنا حاجته لأخيه الإنسان، من دون طمع وحب للذات وانغلاق للروح وانكماش للنفس وحب للسيطرة، ومزيد من الأنا والأنا ... هكذا هو الإنسان.

ولكن في هذا الزمان، فقدنا نزاهة الروح ونقاء القلب وحكمة العقل، فأفقدنا الصواب وأصبنا بالجنون؛ لتعلن حيوانية الإنسان حضورها على نحو صائت، معلنين التنازل عن أجزاء من انسانيتينا، والتَّجبُر على الخالق والاستعلاء على الوجود، متناسين خالق الوجود ورب الأزمان.

كم أنت ضعيف يا إنسان، لقد استخلفت وحكمت الناس لكنك تجبرت وظلمت، حتى أصبح المسؤول عندنا بلا هوية ومن دون انتماء، معلنا عن نفسه :أنا اللص وأنا الجلاد.

وصوره لنا الحاكم ... رجل المهام الصعبة وحلحلت الأزمات، ولديه ما لديه من الخبرات والكفاءات والدورات، وكأنهم كانوا يعلّمونه سحر الحكم وتزييف عقول الناس وأن يكون حيوان. يعلمونه السعي مخاطبا للودّ، ويكرس خدمته لغير أصحاب الحق، فيحب نزوة الكراسي وخيانة النفس والخروج عن المألوف، ليبدأ بنهش الشعب وسرقة أمواله، ويخطف ما يريد ويهرب بين الأزمان، وكأنه موج البحر يضرب الشطآن ويولي هاربا خوفا من الرسو في بر الأمان، فلا يقدر على مصافحة رمال الشاطئ لتعلن لا انفصال، فالموج قوي وحبات الرمل تتكسر مع كل صفعة يضربها موج البحر، فيهدد الشواطئ، ويقول: أنا القوي في وجه الإنسان.

وصور لنا الحاكم... إله الأرض ورب الإنسان، ومن عليّة القوم، ويمتلك من السحر ما يغير حياة الإنسان، فقلنا هذا هو الذي نريد، ونقول في كل الأوقات ونهتف: عاش ... عاش ... عاش ... وأهلا ... إله الخير، فانشر خيرك على الإنسان ... إله الإنسان ...فيبدأ يُقطر صنوف الخير ويرمي بها هنا وهناك، ويقول: التقط يا عبدي ... ويجبُر ... يا إنسان، ونكتشف بعد فوات الأوان، أنه ليس من الألهة ولا خليفة الله بالأرض، ولا يمتلك عصا موسى، ولكنه لا يعرف إلا الغدر وتزلف الأفعال، ونعرف أنه لا يمتلك من العلم إلا التبجح وبعض كلمات السرسرة ... ولغة اللصوص وسياسة الكذب على الإنسان، ولم يعرف عنه يوما إلا دوار كراسي... ليعلن نفسه وصياً على التاريخ والناس ... ويحك يا إنسان.
فهذا الزمن غير الزمن؛ فموج البحر من دون الشواطئ وحبات الرمل سيبقى هاربا في الزمان ويدنسه التاريخ معلنا محاكمته في كل الأزمان، لا يعرف الاستقرار ولا من أين يأتيه غدر الزمان ...ونقمة الإنسان؟ ويحك يا إنسان، أتنوي أن تجعل البحر من دون أمواج ولا شطآن، ألا تعلم أنك تخالف فطرة الله بالإنسان.

ويحك يا إنسان !!
تهرب من ابن الأرض، فالأرض خلافة بني الإنسان، ملايين ملايين البشر كلهم إنسان، فالتفت لزمان ولا تعاند التاريخ، فاليوم لن يكون الإنسان إنسانا.

ويحك يا إنسان
أين انت يا عبد الله من رب الكون وخالق الأزمان، ألا تعرف أن هذا مُلك زائف، والملك لله الواحد القاهر...

أتحسب نفسك يا عبد الله خالق الأزمان... وأنت أضعف من كان...
فاخشه ولا تأمن غدر الزمان، ولا تأمننّ جانبه فضعفك وجوديا... ولو كنت بصورة إنسان...
وما أراده الله أن تكون خليفته بالأرض... من دون تكبر أو تجبر أو خيلاء...
فإن كنت موليّا فولي خيارهم... ولا تجعل من جهلاء القوم ... هم الأخيار...
ولا تنسى غدر من بجانبك... فقد يدور الزمان وتكون أنت السجين وأنا السجان
فالأيام دول... وما بين وبينك... أكبر من ظلامة النفس وغطرسة اللامّ...
ويحك أيها الإنسان ... فأنت أضعف من أن تكون حاكما على كل الأزمان ...
فالله وحده حاكم على كل الأزمان. 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع