لعبة الشطرنج الكل يعرفها أما أعداد تبديل فهو مصطلح لا يعرفه إلا من حظي بشرف الخدمة في القوات المسلحة ، أما بعد !!!
فالمتابع لمواقف ومواقع الحكومات العربية وساستها يستغرب مواقفها وتبديل مواقعها ، فعقل المواطن العربي لم يعد بالضعف الذي يتخيله البعض من خلال ما يراه بعينه ويسمعه بأذنه ، فقطر كانت في 2006 ضد الحرب الصهيونية على لبنان ( حزب الله ) بالإضافة إلى سوريا وعدد من الدول العربية والبعض الآخر كان داعم لهذه الحرب الظالمة التي دمرت نصف مقدرات لبنان والتي أزهقت أرواح آلاف الأطفال والنساء والشيوخ وفي حرب غزة (حماس ) 2008 والتي لم تقل جريمتها عن جريمة حرب لبنان ، وكان عدد الشهداء أيضا بآلاف حيث كان موقف أمير قطر موقف قومي شهد له الشعب العربي بكامله ، ولن ننسى كلمته الشهيرة عندما نطق في آخرها بمرارة حسبي الله ونعم الوكيل ، معلنا فشل القمة التي دعي أليها بسبب الحرب التي تعرض لها من الأنظمة و الحكومات العربية ، ونذكر جيدا كلمات وزير خارجية قطر عندما قال إن محمود عباس منعته إسرائيل من حضور القمة وتدخله شخصيا لكي يسمح له بحضور القمة التي تخص قضيته وكان كل الغرب ضد قطر في هذه القضية وبنفس مواقف حرب لبنان كان هناك من يحرض إسرائيل على إبادة حماس ومسح غزة بأكملها ، واذكر بموقف الحكومات العربية من الحرب على العراق فانقسمت أيضا الحكومات العربية وكانت سورية مشاركة في الانطلاق من حفر الباطن لتحرير الكويت والتي يقال أن ضوءا اخضرا أخذه صدام حسين من الولايات المتحدة لاحتلالها ، و التي أصبح شعبها يسمي أبنائه بوش لموقف الولايات المتحدة معهم في تحرير بلادهم ، وإذا نظرنا حولنا اليوم فالمواطن العربي بكل سهولة يكتشف كل ما يدور حوله من مواقف وهنا أعود إلى عنواني ( أحجار شطرنج ....أعداد تبديل ) أنهم جنود على طاولة شطرنج تصدر لهم الأوامر من الغرب والولايات المتحدة لتحديد مواقعهم ومواقفهم وغالبا ما يصدر لهم الأمر الأكثر ضررا" ( اعدااااااااد - تبدييييييييل) وبصوت ضابط قوي لا يستطيع أي منهم أن يرفض أمره العسكري فعليهم فورا ان يبدلوا موقعهم فيترك مكانه المخصص للكبس على الزناد ليحل محلة عدد آخر ليقوم بتجهيز العتاد لإطلاقه على العدو الذي خلقه الساسة الكبار وعلى الجنود تنفيذه وتحمل عبئه وكانت النتيجة سقوط عدد لم يكن متوقع من الأنظمة العربية وقد يكون هناك المزيد لان الأوامر لازالت تنزل عليهم من نفس القائد .
.لم يعد عقل المواطن العربي مجرد مومري ( فلاشة ) تخزن فيه ما تشاء ويستوعب ويقبل أي معلومة ولم يعد المواطن العربي يؤيد ويصفق دون أن يفهم ، انه يعلم جيدا انه مستعمرا ولا تملك حكوماته حق اختيار الموقع الذي تقف فيه ولا حرية الموقف الذي تبنيه وهنا أتحدث عن كل الوطن العربي الذي ثار على حكوماته وأنظمته وحتى انه الآن يثور على أحزابه العلمانية والدينية وعلى رأسها الإخوان المسلمين الذين أيضا تبدلت مواقعهم ومواقفهم بأمر عسكري أتى لهم أعداد تبديل ومن نفس الضابط الذي يصدر أوامره لتحديد مواقع ومواقف كل الحكومات العربية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عامر ابراهيم المصري